عقب عملية نابلس.. سيناريوهات التصعيد بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين

اقتحمت قوات الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، ووقعت اشتباكات قوية مع الفلسطينيين.

وأسفر اقتحام الجيش الإسرائيلي في نابلس عن استشهاد 10 فلسطينيين، وإصابة نحو 102 آخرين، بينهم 7 إصابات وصفت حالتهم بالخطيرة، وذلك حسب بيان صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية.

الفرا: إذا لم تتدخل الدول العربية فلن يكون هناك استقرار فى الشرق الأوسط

قال السفير الفلسطيني الأسبق لدى القاهرة، بركات الفرا، إن العدو الصهيوني لا يعرف إلا لغة القوة، فإذا لم تواجه أعماله العدوانية المستمرة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني بقوة مماثلة سيستمر في عدوانه.

وأضاف الفرا، فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن جريمة اليوم التي ارتكبها العدو الصهيوني في نابلس تؤكد أن حكومة نتنياهو المتطرفة، والتي تضم بن غفير وسموترتش الإرهابيين، مستمرة في تنفيذ مخططها الإجرامي، المتمثل في استمرار الاستيطان وانتهاك حرمة المسجد الأقصى وعربدة قطعان المستوطنين، والاستيلاء على الأراضي، فإن الوضع يتجه بسرعة كبيرة نحو انتفاضة ثالثة ستكون دموية وقد تتمدد إلى محيطها خارج فلسطين.

وأكد الفرا أنه إذا لم تتدخل الدول العربية ومجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة لإرغام إسرائيل للتوقف عن عدوانها المستمر على الإنسان والأرض في فلسطين، فلن يكون هناك استقرار في الشرق الأوسط.

وأعرب الفرا عن أمله فى أن يتحرك مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بسرعة وقبل فوات الأوان، مشددا على أن الشعب الفلسطيني في أمسّ الحاجة إلى حماية دولية.

الحرازين: قد نشهد حالة من التصعيد فى المدن الفلسطينية ردًا على جرائم الاحتلال

وفى السياق ذاته، قال القيادي بحركة فتح، الدكتور جهاد الحرازين، إن ما حدث من جريمة مروعة ارتكبتها قوات الاحتلال في نابلس يؤكد أن هذه الحكومة الإجرامية ماضية فى سياستها الفاشية والعنصرية التى تستهدف الكل الفلسطيني.

وأضاف الحرازين، فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه بالرغم من كافة المحاولات الدولية والإقليمية التي جرت خلال الأيام الماضية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن حكومة التطرف واليمين الصهيوني تدير ظهرها لهذه المحاولات ولكل المواقف، وآخرها البيان الرئاسي من مجلس الأمن الدولي الذى دعا إلى وقف الأعمال أحادية الجانب من قبل قوات الاحتلال، خاصة اقتحامات المدن والاستيطان وعمليات القتل، ليأتي الرد مباشرة من دولة الاحتلال بهذه المجزرة البشعة والمروعة التي ذهب ضحيتها عشرة شهداء وأصيب المئات من أبناء الشعب الفلسطيني فى جريمة تضاف إلى سلسلة الإجرام الصهيوني المتواصلة، لتكشف هذه الجريمة عن أن هذه الحكومة ماضية في ارتكاب المزيد من الجرائم وأنها أصمت آذانها أمام المجتمع الدولي.

وطالب الحرازين بتحرك دولي عاجل وفاعل، خاصة الدول الأعضاء بمجلس الأمن الخمسة عشر، التى أصدرت بيانها للوقوف بجدية أمام هذه الجريمة وأمام الرد الإسرائيلي على بيانها بجريمة قتل واستهداف للمواطنين الأبرياء والمدنيين العزل، وأمام هذه التحديات وهذه الجرائم التي ترغب حكومة الاحتلال، حكومة بن غفير وسموترتش، التى يقودها نتنياهو بتفجير الصراع فى المنطقة، خاصة خلال الأيام القادمة، من خلال الاقتحامات والاعتداءات وعمليات التهويد والاستيطان وعمليات القتل.

وأكد الحرازين أن تلك الاقتحامات والإدانات ستدفع الشعب الفلسطيني للدفاع عن نفسه وعن أرضه، ولذلك قد نشهد حالة من التصعيد فى المدن الفلسطينية ردا على جرائم الاحتلال، وعلى الدول التي ترغب فى تهدئة الأمور الضغط على حكومة نتنياهو لوقف تلك الإجراءات ومحاسبة قادته فى ظل استمرار هذه الجرائم التى يرتكبها بشكل يومي.

كما دعا الحرازين المحكمة الجنائية الدولية والمدعى العام لمحكمة الجنايات الدولية بالبدء الفوري بإجراءات التحقيق واستدعاء قادة الاحتلال أمام المحكمة لمحاسبتهم على تلك الجرائم.

ملكة: التصعيد الإسرائيلى الخطير قد يفجر موجة عنف

قال الدكتور جهاد عبدالكريم ملكة، أستاذ العلاقات الدولية وباحث في الشئون السياسية لدى مركز التخطيط الفلسطيني: لا شك لدينا أن الحكومة الفاشية في إسرائيل ترتكب حماقات، وتغتال وتبطش وتهدم، وما حصل اليوم من جريمة إعدام لشباب فلسطيني كان بهدف تحقيق مكاسب سياسية داخلية من خلال الهروب إلى الأمام من النزاعات والصراعات التي تعصف بمجتمعها نتيجة صراعات سياسية بين تيارات يمينية متطرفة وفاشية، وذلك على حساب دماء أبناء الشعب الفلسطيني.

وأضاف ملكة، فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير قد يفجر موجة عنف وعنف مضاد متنقلا بين القدس وأحيائها إلى مدن الضفة وقراها، وقد يصل لغزة ويؤدي إلى جولة قتال قصيرة، كما حدث العام الماضي في عملية وحدة الساحات، ولكن وإلى حدّ الآن تبدو المؤشرات على نشوب جولة قتال ضعيفة، لكن ثمة بوادر على استدعاء هذه الجولة وسط تصعيد إسرائيلي وتهديدات فلسطينية بالرد.

وأكد ملكة أن التجارب أثبتت أن المزيد من الضغط على الشعب الفلسطيني يعني حتماً مزيداً من التصاعد في الفعل المقاوم، وسياسة الاقتحامات التي تقوم بها قوات الاحتلال هي من ستشعل المنطقة إذا ما استمرت، لذلك يجب التصدي لها بكل الوسائل السياسية المتاحة، ولا سيما التوجه للقضاء الدولي ومحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة الاحتلال وقادته، وكذلك تفعيل المقاومة الشعبية في كل أماكن تواجد الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.