سوريون لـ«الدستور»: موقف القاهرة كان مُشرفًا منذ اللحظة الأولى لكارثة الزلزال
أكد الدكتور محمد كمال الجفا، المحلل السياسي السوري، أن مصر كان لها موقفًا مشرفًا منذ اللحظة الأولى لوقوع كارثة زلزال سوريا.
وأضاف “الجفا” في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن مصر كانت وستظل بوصلة العرب جميعا على مر التاريخ.
الجفا: موقف القاهرة مشرف وتاريخي
وأضاف “الجفا” أن مصر لم تفرق في مساعداتها بين مكونات الشعب السوري اينما كانوا سواء خارج سوريا أو داخلها وضمن كل الحييزات الجغرافية خارج سلطة الدولة السورية في شمال غرب وشمال شرق سوريا.
وأشار إلى أن الدولة المصرية دفعت على الفور بطائراتها العسكرية لنقل امدادات عبر المطارات السورية، مؤكدًا: “قرار إنساني في شكله العام ويحمل في طياته رسالة سياسية بإعادة التعاون والتنسيق مع سوريا التي صمدت لأكثر من عشر سنوات بالرغم من كل ما تعرضت له من خسائر مادية وبشرية وتهجير اكثر من ثلث الشعب السوري”.
وتابع: "سوريا بحاجة ماسة للمساعدات من كل دول العالم، وبالتالي بعد الانتهاء من عمليات الانقاذ واستيعاب المهجرين والمتضررين من جراء هذه الكارثة واجراء المسح الميداني للمتضررين ستتضح الخطط القصيرة والمتوسطة الاجل لكيفية التعامل مع هؤلاء على صعيدين".
وعن الصعيد الأول، أكد “الجفا” أنه يتمثل في تأمين اقامة مشرفة وبعزة نفس للمتضررين في مراكز الإيواء المؤقت وتأمين استمرار وتدفق مساعدات غذائية وطبية وفرق تأهيل نفسي ومشافي ميدانية وعيادات وخدمات طبية طوال فترة الاقامة لحين تامين شقق دائمة لهن ومباني بديلة .
وأكمل أن الصعيد الثاني يتمثل في مساعدة سوريا على تامين تجهيزات وآليات ومستلزمات إعادة الإعمار للشقق المنهارة والتي تحتاج ايضا الى اعادة اعمار وبالتالي ايضا تمويل مالي اضافي لنتائج ما دمرته الحرب لانه لايمكن اعادة اعمار الابنية والمنشآت التي انهارت بالاضافة الى الابنية المهددة بالانهيار والتي اخلى جميع سكانها لان عملية اعادة الاعمار ستكون شاملة لكل البنية التحتية المدمرة من بداية الحرب على سوريا .
ولفت"الجفا" إلى أن الحضور المصري لسوريا منذ الايام الاولى كان له وقع ايجابي كبير على جميع السوريين وكان لفريق الانقاذ المصري دور في سرعة انقاذ الجرحى ونقلهم الى المشافي وحتى في عملية انتشال الجثث لكن العامل النفسي كان له الدور الاكبر لدى السوريين وحقيقة الامر ان مجرد رؤية الفريق المصري في حلب انسى كثير من الحلبيين ماساتهم الكبرى وخفف عنهم مصابهم.
يعرب خيربك: مساعدات مصر تعادل مساعدات عدة دول
ومن جانبة، قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي السوري يعرب خيربك، إن السفينة المصرية التي وصلت إلي ميناء اللاذقية على متنها 500 طن مساعدات إنسانية ونستطيع أن نقول أنها توازي ما ارسلته عدة دول.
وأكد “خيربك” أن المساعدات المصرية تخطت مساعدات الكثير من الدول مجتمعة، مُشيرًا إلى أن تلك المساعدات كانت ضرورية جدا لحياة الكثير من السوريين خاصة مع ارتفاع أعداد المصابين وتفاقم معاناة المتواجدين في الملاجئ الذين يعانون من نقص المعونات الغذائية والطبية.
وأشار “خيربك” في تصريحات لـ"الدستور"، إلى أن هناك نوع من الإحباط بسبب عدم تقديم دول كثيرة المساعدات الإنسانية إلى سوريا، قبل أن تصل المساعدات الإنسانية المصرية والعراقية والجزائرية والتي كان لها أثرًا كبيرًا في رفع معنويات السوريين.
غسان يوسف: لا غني لسوريا عن العرب
ومن جهته، كشف الكاتب الصحفي غسان يوسف، أن توابع الزلزال لم تنته حتي الآن، فهناك حاجة ماسة لترميم الخسائر وإعادة بناء المنازل واسكان المتضررين من الكارثة وتأمين مأوى لهم، وهو ما يُشير إلى تضاعف الأعباء على سوريا.
وأضاف "لكن ما شاهدناه من الدول العربية مقدمة لإعادة الإعمار وقد تشارك الدول الخليجية في هذا الإعمار ولاحظنا حتي السعوديه أرسلت طائرات مساعدات وسمعنا تصريحات جيدة من وزير الخارجية السعودي وهذا يؤكد أنه لا غني لسوريا عن العرب ولا غني للعرب عن سوريا وسيكون هناك مرحلة إعادة إعمار وسيكون عهد جديد بعد هذا الكارثة".
وتابع "لذلك اليوم أعتقد أن الوضع أصبح مناسب لبدء في عملية إعادة الإعمار وترميم العلاقات العربية السورية وقد تكون أن العربية في السعوديه في مارس القادم هي البداية".