«السقا» يروى عطش مريدى السيدة زينب فى مولدها (صور)
برداء أبيض وغطاء للرأس يكتسي باللون الأخضر، يقف العم سالم بيده جالون ماء وكاسات معدنية، ليهدي زوار ومريدي السيدة زينب في الليلة قبل الختامية الماء ليروي عطشهم بمحيط المسجد، مرددًا عبارات وأذكارا، ويستجيب له المحبون الذين أتوا من كل محافظات مصر لإحياء ذكرى مولد رئيسة الديوان.
يقول العم سالم: «إن ثواب سقي الماء كبير، وإنه يقف هنا طمعًا في بركة آل البيت، وتقربًا منهم عسى أن ينال منهم نصيب بسقياه لمريدي السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، حفيدة رسول الله، في ذكرى مولدها».
وأضاف أنه يجد سعادة كبيرة في هذا العمل، واعتاد عليه منذ أعوام مضت، وأنه يعشق خدمة آل بيت رسول الله، ولا يفوته مناسبة من مناسبات مولدهم إلا ويكون أول الحاضرين بين المريدين الذين تعدوا الآلاف في تلك الليالي، ويساعد كل شخص بقدر استطاعته حبًا في آل البيت وأولياء الله الصالحين، فمن يأتي إليهم فهو ضيفنا، ولا يرد على باب أم العواجز أحد».
وأقبل الآلاف من جميع أنحاء الجمهورية للاحتفال بمولد السيدة زينب، حيث تشهد هذه المناسبة زخما كبيرا في كل عام، ويحرص العديد من المواطنين على الحضور برفقة أسرهم وأطفالهم، كما تنظم الفرق الصوفية وحلقات الذكر والاحتفالات خلال فترة المولد، فيما تتضاعف الأعداد في الليلة الختامية والتي توافق الثلاثاء.
وتحتفل الطرق الصوفية بمولد السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، رضي الله عنهما، وحفيدة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في آخر ثلاثاء في شهر رجب من كل عام، حيث تبلغ عدد الساحات الصوفية هذا العام نحو 50 ساحة تقدم خدماتها للمحبين وحلقات الذكر والإنشاد بمحيط المسجد.
ومن المتوقع أن تشهد الليلة الختامية هذا العام إقبالًا كبيرًا، خاصة أنه كان قد حُرم محبو آل البيت من إقامة المولد خلال الأعوام الماضية؛ بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، الذي اجتاح العالم في مطلع عام 2020، وفرض العالم إجراءات احترازية للحد من انتشاره، كان من ضمنها تخفيف التزاحم ومنع التجمعات، واليوم تعود الاحتفالات الصوفية والموالد من جديد وبشكل طبيعي.