رسائل لن تصل إلى عمر خورشيد (20) عيد الحب
عزيزي عمر خورشيد
التقينا من جديد.. مر أسبوع آخر عصيب، ثقيل على الروح مؤلم للنفس، لا سيما على المستوى الإنساني..!
ارتجت الأرض تحت أقدامنا، انهارت المنازل، واختفت أسر، وتلاشت حيوات في لحظة..!
ضرب زلزال عنيف عدة بقاع في أنحاء وطننا العربي الحبيب..!
تضررت مناطق عديدة في عدة دول مجاورة.
أقرأ حكايات الناجين وهم يقصون لحظات ما قبل الانهيار، كيف كانوا وكيف أصبحوا..!
قصص كثيرة مؤلمة، بت لا أعلم هل حقًا نجا من نجا أم من غادروا هم من نجوا من ظلام وظلمات النفس البشرية وظلم الإنسان..!
سؤال يردده الجميع وسط حالة من الاندهاش الشديدة..
توقفت أمام تلك القصص، وأدركت كم النعم التي نغرق بها ولا ندرك قيمتها.
هكذا نحن لا نعلم قيمة ما لدينا إلا عندما نفقده..!
عزيزي عمر خورشيد
عندما نفقد أي شيء، لا سيما أنفسنا نسقط في دائرة الحيرة.
ويظل السؤال فيما أخطأنا؟!
هل ما حدث خير أم شر؟!
هل ما حدث رحمة أم عقاب؟!
هل ما حدث منحة أم محنة؟!
مابين هذا وذاك - نظل نتأرجح؟!
بين الخير والشر- بين الخطأ والصواب.
لأننا نفكر بعقلنا البشري المحدود الفكر والإمكانيات.
لذا لا نملك سوى شكر المولى عز وجل، كونه حفظ بلادنا من هذه الابتلاءات والشرور التي نتمنى ألا تطالنا أبداً.
أوقن أن بلادنا محفوظة بفضل وجود أصحاب القلوب البيضاء.. أصحاب الأرواح الشفافة التي تعيش ببينا ولا تزال نقية ولم تطالها ملوثات الحياة بعد.
عزيزي عمر خورشيد
وسط كل هذا الكم من الملوثات، التي تحيط بنا، من مشاكل واختلافات وحروب وأحزان ودمار.
يوجد شعاع من الأمل، يشق طريقة بصعوبة في طريق حياتنا، يدعى الحُب..!
لولا الحُب ما تمكن الناجون من الظفر بالحياة والنجاة من الكوارث المختلفة.
لكل منا قلب يملؤه حُب تجاه أحدهم، أيًا كان هذا الآخر، قد يكون زوجا أو حبيبا أو صديقا نادرا أو عائلة أو هواية أو..أو...!
داخل كل منا عضلة تدعى القلب تدق بقوة لرؤية من نحب.. طالما تدق طول الفرح به تأكد أنك على قيد الحياة.. وتقاوم عبث الأيام..!
عضلة القلب- تلك الأعجوبة- تبثنا مشاعر كنا نظن ألا وجود لها، إلا بين دفتي الكتب وفي الأغاني..!
داخل كل منا قصة حُب شئنا أم أبينا- هي من تعيننا على تجاوز محن الحياة وتلك الفترات الصعبة.
الحُب هذه المعجزة الإلهية التي تحير الجميع التي تفقدنا حذرنا وكياستنا..!
الحُب - هذا المخلوق الهلامي- الذي ما إن نعثر عليه تتفنن الحياة والظروف في إبعاده عنا- ربما ليعيش أكثر- وربما لأنه يزداد قيمة بكم الصعوبات التي تواجهه؟!
لكن.. مهلًا..!
ليس كل ما نمر به - ونشعر به- حبًا؟!
فهناك من يجيد التمثيل والإيهام بأن ما يقدمه حبًا وهو أبعد ما يكون عن ذلك..!
الحُب ذاته - بريء من أفعالنا نحن البشر- فلا يجب أن نتسرع وأن نحمله نتائج سوء اختيارنا...!
غدًا 14 فبراير- حيث يحتفل الجميع- بالحُب.
جعلوا له عيدًا..؟!
اختزلوا الحُب في يوم..؟
الأفضل أن تكون كل أيامنا أعياد وحُب وحياة.
لست من أنصار تخصيص يوم له - ليقيني أننا نستحق- أن نغرق في بحور الحُب -طوال أيام العام.. وليس التعبير عما أشعر في يوم بعينه.!
ورغم ذلك أجدني أحب مظاهر الاحتفال بهذا اليوم المميز أو الذي تجعله قلوب المحبين أكثر تميزًا.
ففيه تتلون الأرض باللون الأحمر.
تسير الفتيات حاملة باقات ورد وقلوب حمراء.
لست أدري - لماذا أرى الفتيات الأكثر حرصًا- على الاحتفاء بمن تحب في هذا اليوم الخاص..؟!
ربما لأنهن أكثر عاطفة ورومانسية ونقاء وحُب.. ربما لأنهن يتنفسن مشاعر ورقة ورومانسية- وربما لتكوينهن العاطفي الذي يولي القلب كل الاهتمام بعكس الآخرين؟!
بكل الأحوال، يعيش الحُب إذا كان سيغير الطباع- ويروض النفوس.
يعيش المحبون إذا كانوا دعمًا وسندًا لبعضهما البعض رغم كل الصعوبات.
يعيش الحُب للأبد- لأنه خلق ليعيش رغم أنف الظروف والحياة والطباع المتقلبة.
عزيزي عمر خورشيد
لا يمكن أن أختم رسالتي، إلا وأنا أستمع للحن رصاصتك الذي أحب، والذي أهوى، والذي أعتبره منتهي الرومانسية والانتماء، فهو رمز لكل ما هو أجمل ما مر في حياتي حتى الآن.
يكفي أنك شريكي الخفي في كل شيء منذ البداية.
لذا كل عام وأنت للحُب عنوان.
كل عام وأنت رمز للحُب والسلام والأحلام والنور.
كل عام وأنت وجيتارك وابتسامتك التي أعشق عنوان لي ولكل محبي رسائلنا.
كل عيد حُب وأنت الحب الذي لا يموت.. عزيزي عمر خورشيد
كن بخير لأكون كذلك.. وإلى اللقاء.