أيمن السميري: اقرأ ما كتبت بصوت عالٍ وكأنه شِعر أو بروڤة مسرحية
أثار انتشار صورة دكتور أحمد زويل، وهو يدخن “الشيشة”، وهو المزاج المشترك بينه وبين كثير من المبدعين، كمحفوظ، وكاريوكا، وسعاد حسني وغيرهم، السؤال حول المزاج الشخصي للمبدعين، وهل يرتبط بطقوس الكتابة والإبداع؟.
وفي هذا الصدد قال الكاتب الروائي أيمن السميري لـ“الدستور”: ككاتب يرتبط فعل الكتابة لدي بطقوس شديدة الخصوصية، ولما كنت غير مدخن ولا من محبي الشيشة، فإن الملمح الأهم الذي يمكن أن يكون رفيقًا أثناء الكتابة هو الشاي بدون سكر، في الكوب الكبير وبدون حد أقصى لمرات شرب الشاي. أصبحت في تصرف لا إرادي ودون النظر أبحث عن كوب الشاي الساخن بجانبي.
ولفت صاحب رواية “شارع بن يهودا” إلى أن حالة الكتابة ترتبط كذلك بالراديو، وإذاعة البرنامج الموسيقي، تصدح الموسيقى في الخلفية كمكمل سمعي للحالة، أشعر أن الموسيقى تخلق جوًا مناسبا لاستدعاء الشغف والإمساك بالخاطر وتطويره.
هناك ارتباط شرطي آخر قرين لعملية الكتابة وهو الليل، فاستحضار حالة الإبداع، واستدعاء الفكرة والعمل عليها، وتوليد المشاهد، كلها بالنسبة لي من أفعال الليل، علاوة على ما يمثله من حالة هدوء وصفاء بعيدًا عن صخب النهار.
وتابع “السميري”: طقس آخر ظل لصيقًا بي، قبل التحول الكامل إلى الكتابة على اللابتوب، إذ كان من الضروري وجود عدد كبير من الأقلام بأنواع مختلفة، بحبر أزرق وأسود، وكنت أكتب المسودات بخط مائل مرتب وكأنني أرسم. واستكمالًا لتلك العادة اقرأ ما كتبت بصوت عال، وكأنه شعر أو بروڤة مسرحية، يشعرني ذلك بوقع الجملة وتأثيرها، وإذا أحسست بعدم استقامة قراءتي لجملة، أو عدم إحساسي بوقعها، أبدلها فورًا على الورق، كان مجرد رؤيتي للمقلمة على سطح مكتبي يمثل باعثًا ودعوة إلى الكتابة.
لم أتخلص من عادة التوقف بعد كتابة بضع فقرات، والمشي جيئة وذهابًا في الحجرة مستعيدًا ما كتبت، كأنها مشاهد سينمائية تتوالى أمام عيني، مستعيدًا إحساس كل مشهد قبل العودة مرة أخرى إلى جهازي معدلًا ومنقحًا بالحذف والإضافة.