جيسيكا ميريل تتعقب «أصول النظرية الأدبية الروسية» فى كتابها الجديد
تتعقب الباحثة جيسيكا ميريل، أستاذ اللغات والآداب السلافية في جامعة كاليفورنيا، في كتابها الجديد "أصول النظرية الأدبية الروسية" أثر ظهور الشكلانية الروسية على النظرية الأدبية الحديثة عبر إعادة التفكير في مفهوم الشكل الأدبي من الناحيتين الثقافية والتاريخية.
تقدم ميريل إعادة بناء جديدة للسياق الفكري الذي مكّن من ظهور الشكلانية في أوائل القرن العشرين، بالنظر في النموذج اللغوي الذي دفعها إلى إطار التفكير في اللغة والأدب والفلكلور، ارتكازًا على قناعة بأن التقليد اللفظي واللغوي لا ينفصل عن التاريخ الثقافي، لتعيد في كتابها بناء النظريات الشكلية التي توضح من خلالها أن الشكل الأدبي دائمًا هو نتاج علم النفس البشري والتاريخ الثقافي.
تضم ميريل في كتابها نظريات أدبية مبكرة حول هذا النموذج اللغوي لتكشف عن المسارات المهجورة في تاريخ الأفكار المستبعدة من قبل التفسيرات البنيوية وما بعد البنيوية التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية.
توضح ميريل أنها كتبت هذا الكتاب في ظل حالة سائدة توصف أحيانًا بأنها ما بعد النظرية، فهناك وفرة من العمل النظري المعقد، ولكن لا يوجد نموذج نظري واحد قوي للبحث، فبدأت في دراسة الشكلانية الروسية بوصفها أحد جوانب الحداثة الروسية وشرق أوروبا الوسطى، محاولة الوقوف على تاريخها الذي يمكن أن يقدم فهمًا للحالة النظرية اليوم.
وتتابع: كتبت الكتاب لأقدم فهمًا تاريخيًا للآخرين في مجال الدراسات الأدبية. أزعم في الكتاب أن السياق التاريخي الفكري للنظرية لا يوضح فقط من أين تأتي النظرية الأدبية، ولكنه يسمح بإعادة تفسير النظريات نفسها، بحيث يمكن أن تكون مصدرًا للعمل النظري الجديد.
وتشير ميريل إلى أن الفكرة القائلة إن الشكلانية الروسية هي نقطة البداية للنظرية الأدبية الحديثة مقبولة على نطاق واسع، إذ تكتسب هذه المكانة لكونها نقطة البداية التاريخية للأفكار التي بلغت ذروتها في البنيوية الفرنسية ثم ما بعد البنيوية والتفكيك، لافتة إلى أن الكتاب محاولة لرصد التطور من الشكلانية الروسية إلى البنيوية وما بعدها في النظرية الأدبية.