كيف تخيل الكتّاب المصريين عالم «ميتافيرس» في أعمالهم؟
يعد المخيال الإلكترونى غنياً بالمعانى؛ أستطاع كتاب الأدب فى مصر تحويله إلى حقل للكتابة القصصة والروائية؛ خاصة مع ظهور "ميتافيرس" الذى هو عبارة عن شبكة اجتماعية ضخمة تتضمن مزيجا من تكنولوجيا الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) والواقع المختلط (MR) والبيئات ثلاثية الأبعاد 3D بالإضافة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI يتم التفاعل معها في الوقت الحقيقي وبشكل فعال ومستمر، ويشترك فيه عدد غير محدود من الأشخاص حول العالم، ويوفر بيئة انغماس حقيقة للمستخدمين وإحساسا حقيقيا، وبتواصل حقيقي افتراضي في بيئات مشابهة تماماً للبيئات في الواقع، كما تتم فيها أنواع التعاملات المختلفة كالاتصالات والدفع ؛وغيرها.
بحسب التعريقات العلمية؛ فإن ميتافيرس هي عالم ما بعد الواقع، يتم فيه دمج الواقع المادي مع البيئات الافتراضية بشبكة متصلة تضم تفاعلات مستمرة ومتعددة الأشخاص، وتحتوي عوالم للّعب المفتوح وتقوم على الواقع الافتراضي VR والمعزز AR، ويتم تمثيل المستخدمين فيها بصور رمزية يتم التفاعل بينها في الوقت الفعلي وبإحساس غامر يعيشه المستخدمين ويطلق على هذه الرموز أفاتار(Avatar)؛ وهو عالم فرض سطوته على الكتابة الأدبية منذ العام الماضى والجاري؛ وهو ما تمثل فى ظهور عدد من الأعمال الأدبية التى تتناوله بينالفانتازيا والغموض والميثولوجيا التاريخ؛ ونستعرضها فى السطور التالية:
«ميتافيرس».. رواية ترصد حيرة الإنسان بين الحياة والواقع الافتراضى
يتتبع الكاتب سيد شحتة فى روايته «ميتافيرس» حيرة الإنسان بين الحياة في الواقع والعالم الافتراضي في أجواء حافلة بالتشويق والإثارة والغموض؛ حيث ترصد في قالب سردي الصراعات التي يعاني منها بعض الأشخاص عبر الغوص في ذواتهم ومعاناتهم من الشتات النفسي والتمزق الداخلي بسبب العالم الأفتراضي الذى يختار فيه أبطال الرواية الأشياء على مقاسهم الخاص.
تطرح الرواية الصادرة عن دار الفاروق للاستثمارات الثقافية حديثا سؤالا رئيسيا يتردد صداه دوما بين صفحاتها، نقمة أنت أم نعمة يا ميتافيرس؟ وهل تكون سببا جديدًا في إسعادنا أم مجرد أداة لتحويل حياتنا إلى جحيم؟
وعلى الغلاف الخلفي للرواية نقرأ«في تلك اللحظة سولت له نفسه أن يفعل شيئا أخر تماما، جالس واضعا ساقا فوق الأخرى وبدأ في إشباع فضوله بتتبع تحركات غادة على ميتافيرس، إنها تضحك بملء فمهما وهى تتقدم بخطى ثابتة نحو خشبة مسرح، صرخ بأعلى صوته» اللعنة.. عودى أيتها الحمقاء قبل أن يجردوكى من ملابسك بعد أن تلعب الخمر برؤسهم كما حاولوا أن يفعلوا معى من قبل».
تطرح الرواية عدة تساؤلات من بينها ،هل سيقربنا ميتافيرس كأزواج وزوجات وأهل وأصدقاء من بعضنا البعض أما يشيد جدارا جديدا من العزلة كما فعلت مواقع التواصل الاجتماعي؟ هل يجعل العالم أكثر أمانا أم يكون سببا في ظهور أنماط جديدة من الجرائم؟ هذه بعضا من التساؤلات الحائرة التي يحاول أبطال العمل البحث عن إجابات.
«ميتافيرس.. العود الأبدى».. رواية تجمع ما بين الميثولوچيا التاريخية والتكنولوجيا المعاصرة
فى روايته «ميتافيرس.. العود الأبدى» يجمع الكاتب محمود فكري ما بين الميثولوچيا التاريخية ونظريات موجودة على أرض الواقع والتكنولوجيا المعاصرة وفيها الكثير من التساؤلات والغموض لتثير فضول القارئ.
يأخدنا بطل الرواية الصادرة عن دار اسكرايب للنشر«هارون» للبحث عن كثير من الألغاز فى رحلة للوصول لحقيقة الميتافيرس، حيث تبدأ الرواية بسنة ٢٠٣٠ وتتنبأ بأحدات قادمة مثل الأوبئة والحروب وانفجار نووي وانتشار تكنولوجيا «ميتافيرس».
يذكر أن الرواية هي الثانية للكاتب بعد نجاح رواية “مالچيا”، وهي من نوعية الفانتازيا والغموض والتشويق.
أحمد الزيني يتوقع ما سيفعله بنا "ميتافيرس" بعد ثلاث سنوات من الآن
المخيال الروائى لأحمد الزينى فى عمله الجديد "ميتافيرس" يذهب لإستشراف مستقبل تلك التقنية بعد ثلاث سنوات وما ستفعله ببنى البشر.
ومن أجواء الرواية الصادرة عن "إبداع للنشر والتوزيع" نقرأ :"بعام ٢٠٢٦ ستكون الموجة الأخيرة للأرض؛ بعد تجهيزها على مدار عقود؛ من أجل إبدال الحياة الحقيقية للبشرية بأخرى افتراضية.
وبدأ الأمر منذ قديم الأزل قبل أن يتم التسارع بالعقد الأخير.. حروب … ثورات.. أوبئة .. ثم الإعلان عن التباعد، واستخدام العالم الإفتراضي كحل مؤقت ونسبي ليحل محل الحياة الحقيقية، لكن ستكون تلك الحياة هي الحياة الدائمة؛ لذا فأنت في طور التجربة يا صديقي الآن…. فاستعد..تستعد لماذا؟ لجنة الميتافيرس الرقمية حيث لا ترى عيناك الشمس الحقيقية مرة أخرى، لتستبدلها بعين أخرى افتراضية، وثبات اصطناعي ستولد وتحيا به إلى يوم النهاية".
«تلك الرسائل».. قصص مؤمن ممدوح عن أجيال «الأتارى» و«ميتافيرس»
فى مجموعته القصصية «تلك الرسائل»؛ أستطاع أن يرصد الكاتب مؤمن ممدوح أبرز التحولات التكنولوجية التى طرأت على مجتمعنا المصرى فى 4 عقود؛ بدءًا من الثمانينيات وجيل «الأتاري» وصولاً إلى الألفية الثالثة جيل الميتا فيرس والعالم والافتراضي و ما حدث من تغيرات على مستوى العلاقات الاجتماعية؛ وهو ما تستعرضه قصص الكتاب الأربعة الصادر عن دار أوراق للنشر والتوزيع.