المطران إيتوريه باليستريرو: بابا الفاتيكان يلتقي ضحايا العنف في الكونغو
غادر قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان صبح اليوم روما ليبدأ زيارته الرسولية إلى كلٍّ من جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان وقد أقلعت الطائرة التي تحمل قداسته إلى كنشاسا عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية في الثامنة و٢٩ دقيقة من مطار فيوميتشينو.
ووصف البابا فرنسيس زيارته هذه، وهي الأربعون، بزيارة سلام مسكونية.
وقال السفير البابوي في كينشاسا «المطران إيتوريه باليستريرو» الذي يرافق البابا خلال محطته في العاصمة الكونغولية، إن البابا سيلتقي ضحايا العنف في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية وهؤلاء يمثلون الأبرشيات التي عانت أكثر من سواها من أعمال العنف، مضيفا أن البابا فرنسيس سيصغي إلى شهادات تقدم صورة عن واقع البلاد.
وأكد في حوار أجراه لموقع الفاتيكان نيوز: أن هؤلاء الأشخاص وقعوا ضحية العنف وعلى الرغم من ذلك إنهم مستعدون للمسامحة.
وتحدث الدبلوماسي الفاتيكاني عن وجود نهر كبير من الحقد والعنف في البلاد، ولا بد أن ينصب اليوم في بحر كبير، تماما كما يفعل نهر الكونغو، في بحر العدالة المطلوبة وبحر المصالحة.
وعن لقاء البابا مع متطوعي الجمعيات الخيرية قال المطران باليستريرو إن اللقاء المرتقب يعكس حضور الكنيسة في كل بيئات الحياة الاجتماعية والتربوية، موضحا أن نسبة أربعين بالمائة من المرافق الصحية في البلاد تديرها الكنيسة والهيئات الكاثوليكية، كما أن سبعة ملايين تلميذ تقريباً يتابعون تحصيلهم العلمي في مدارس رسمية تديرها رهبانيات كاثوليكية.
وتابع: سيشهد لقاء البابا إلى مشاركة عدد من الأشخاص المعوقين ومرضى الأيدز، والصم والبكم، الذين سيصلون مع البابا، لافتا إلى أن الصلاة هي شكل سامٍ من المحبة، كما أن عددا من الأطفال المكفوفين سينشدون الأناشيد، وآخرين سيقدمون شهادتهم بشأن الرعاية التي حصلوا عليها بفضل عمل الجمعيات الخيرية الكاثوليكية. وأكد سياته أن هذا الحدث سيساعدنا على أن نكتشف أن المحبة تُعاش ولا تقتصر على الكلام وحسب.
في سياق حديثه عن ساعات الانتظار الأخيرة التي عاشتها كينشاسا قبل وصول البابا قال السفير البابوي إن الاستعدادات بدأت منذ أسابيع وقد شارك فيها عدد من الشبان العاطلين عن العمل والذين يمضون وقتهم عادة في الطرقات والحانات والكازينوهات.
وأضاف أن الناس في الشوارع يرددون الأغنية التي أُعدت خصيصا لمناسبة زيارة البابا، هذا فضلا عن انتشار الملصقات في كل مكان، وقدوم العديد من المؤمنين من مختلف أنحاء الكونغو وحتى من البلدان المجاورة.
وأكد أن حضور البابا في البلاد يشكل مصدر عزاء كبير للسكان، لأن الكونغو بلد يتألم، وهو ضحية كم هائل من العنف، ويشعر أن زيارة البابا هي بلسم لجراحه العميقة جدا. وتحدث الدبلوماسي الفاتيكاني عن وجود جماعة كاثوليكية محلية تريد أن تعطي فسحة لله في حياتها، لكنها تحتاج إلى دفع من البابا كي تتمكن من التوفيق بين الإيمان المعلن والإيمان المعاش.