مثقفون بمعرض الكتاب: عبدالرحمن بدوى مشروع فلسفى لم يكتمل
شهد الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الإثنين، ندوة بعنوان "من الغرب إلى الشرق: الخصوصية الثقافية" لمناقشة المشروع الفكري للفيلسوف الكبير عبدالرحمن بدوي، بحضور كل من أنور مغيث، والكاتب السعودي عبدالله المطيري، والباحث في الفكر الفلسفي محمد دوير، والكاتب محمد السيد، والباحث الفلسفي شايع الوقيان.
عميد الفلسفة العربية
قال الكاتب حسين علي، إنه يحق لنا أن نطلق على عبدالرحمن بدوي عميد الفلسفة العربية، فقد قدم إنجازات موسوعية في مضمار الفلسفة، فاهتم بالتراث اليوناني وإنجازات الحضارة الغربية في الفلسفة واطلع عليها بلغات متعددة، مشيرًا إلى أن إنجازاته الفكرية والعملية في إحياء الفلسفة لا يمكن نكرانها أو تجاهل أثرها.
وأوضح "علي" أن إنجازات عبدالرحمن بدوي لم تقتصر على ترجمة الفلسفة الغربية، بل إنه أنجز كتبًا في الثقافة الإسلامية؛ منها كتاب "دفاع عن القرآن ضد منتقديه"، و"دفاع عن سيرة النبي محمد"، فقدم مزجًا رائعًا بين ثقافتيه الشرقية والغربية.
صاحب إبداع فلسفي خاص
أشار أنور مغيث، الأستاذ بجامعة حلوان، إلى أن الفيلسوف الراحل صاحب جهد كبير في ترسيخ أقدام الفلسفة بالعالم العربي، فهو مؤرخ للفلسفة وأحد الفلاسفة الكبار في الوجودية، كما أن له أفكاره الخاصة في الفلسفة الوجودية.
وأوضح أن عبدالرحمن بدوي لم تكن لديه مزاعم بصنع فلسفة عربية خاص، فرغم الطابع القومي لأي فلسفة، فهي ليست جزيرة للعزل عن الآخرين بل خطاب موجه للإنسان بما هو إنسان، ففلسفته قائمة على الحوار مع الفلسفة أيًا كانت نشأتها.
قطب بارز في الفلسفة
تحدث شايع الوقيان، الباحث في الفلسفة، عن عبدالرحمن بدوي واصفًا إياه بأنه أحد أقطاب الفكر الفلسفي المعاصر، لا سيما بجهوده في الترجمة والكتابة والتحقيق.
ولفت إلى أن معظم القراء يعرفون "بدوي" مترجمًا، ولم يتعرفوا على إبداعه الخاص وأفكاره الخاصة في الوجودية والمنهج الظاهراتي، داعيًا الباحثين لتركيز دراساتهم على المفاهيم الخاصة التي أبدعها الفيلسوف الراحل.
في السياق، نوّه الكاتب السعودي عبدالله المطيري بجهود الفيلسوف الراحل في إعادة التفلسف إلى المشترك الإنساني ومواقفه النقدية الخاصة التي صاغها واختلف بها عن أقطاب الفكر الوجودي البارزين في الغرب.
ولفت أستاذ الفلسفة محمد السيد إلى جهود الفيلسوف الراحل في مضمار المنطق، معتبرًا أن معالجته للمنطق الصوري تعد من الإضافات المهمة التي قلما التفت إليها الباحثون في تناولهم لمشروع بدوي الفلسفي.
مشروع لم يكتمل
تحدث أستاذ الفلسفة محمد دوير عن عبدالرحمن بدوي باعتباره صاحب مشروع ريادي وتأسيسي ما زال بحاجة إلى استكمال.
وقال دوير إنه لا يمكن الفصل بين الاختيارات الذاتية للفيلسوف ومذهبه الفكري، ومن ثم فقد أرجع تبني بدوي للمذهب الوجودي إلى إيمانه بفكرة البطل المخلص والحرية الفردية التي لم تكن تتلاءم مع البيئة العربية.