أزمة الورق وسيطرة الرواية.. هل يشهد معرض القاهرة نهاية الكتاب الساخر؟
شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام، ندرة في الكتاب الساخر، وهو الأمر الذي شكل علامة استفهام، خاصة لما كان للكتاب الساخر من تواجد كبير عبر دورات معرض الكتاب السابقة.
فهذا العام طرح الكاتب الساخر محمد راضي كتابه "جمعية المرأة الكويسة"، كما أصدر الكاتب الساخر شريف أسعد كتابه "أسرار مكتومة" وكلا الكتابين صدرا عن دار السراج.
وقال محمد راضي، مؤلف كتاب "جمعية المرأة الكويسة" عن هذا الأمر: بالطبع تؤثر الأزمة الاقتصادية العالمية وأسعار الكتب وأيضا فكرة رواج الرواية على حساب الكتاب الساخر واتجاه الكتاب الساخرين لكتابة السيناريو، كل هذه أمور شهدت قلة في الكتب الساخرة.
وأضاف: بالطبع لن يختفي الكتاب الساخر، وربما نشهد تواجدا كبيرا له في الأعوام المقبلة، ولكن عن نفسي لن أتوقف عن الكتابة في هذا المضمار، وربما يكون الإنتاج أكبر، نتعشم هذا.
وقال شريف أسعد، مؤلف كتاب "أسرار مكتومة": الجميع فقد القدرة على الكتابة، لأن الارتباط الشرطي الموجود في المجتمع والخروج من أزمة كورونا والدخول في حرب روسيا وأوكرانيا، كل هذه أمور مؤثرة وقامت بخلق حالة من غياب المزاج الساخر عند القارئ قبل الكاتب، لأن الكاتب يتأثر أيضا، فكل هذه الضغوط النفسية جعلت البحث عن الموقف الساخر صعب.
وأضاف: لي ٥ سنوات لم أطرح كتاب ساخر، وفي أحيان كثيرة لم استطيع الكتابة؛ لأنها ليست واجب وإنما هي إبداع، وليس لديك القدرة على الإبداع في ظل مزاج غير رائق وأخبار كثيرة عن الوفيات في فترة كورونا.
وقال محمد الطيب، مدير دار السراج للنشر والتوزيع: الكاتب واحد من الناس، والظروف الحالية من أزمات اقتصادية وغيرها إضافة لما يشعر به الكاتب نفسه فكيف يكتب الساخر في أجواء لا يصح فيها الضحك.
وأضاف: وهناك سبب آخر، هو أن معظم دور النشر تقوم بعمل فلترات للأعمال، وتنشر ما هو مؤكد من ربحه، والرواية لها الرواج الأكبر، كما أن ارتفاع سعر الورق أثر على الكل، فقد وصل الطن لـ ٧٢ ألف جنيه، فقد زاد بمعدل خمسة أضعاف، وهو يؤثر كما تعلم في حجم المبيعات أيضا وغيرها.