بابا الفاتيكان لوفد من المعهد الأوروبي للدراسات الدولية: لا نستسلم للحرب
استقبل البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان وفداً من المعهد الأوروبي للدراسات الدولية ووجه لهم كلمة شدد فيها على ضرورة ألا نستسلم أمام الحرب، مؤكدًا أنه من رماد الحرب يمكن أن يولد شيء جديد، ولفت إلى أن السلام الذي نريده لا ينبغي أن يقتصر على توازن القوى وصم الآذان حيال مطالب الضعفاء.
استهل بابا الفاتيكان حديثه معبرًا عن سروره لاستقبال ضيوفه ومقاسمتهم نتائج البحوث التي يجرونها بشأن الواقع السياسي والاجتماعي الحالي.
وقال إن مدينة روما تشكل منذ آلاف السنين مستوعباً للثقافات وللأمم، مضيفًا أن الكرسي الرسولي، الذي ورث هذه الدعوة الكونية، يهتم دومًا بقضايا الشعوب وطموحاتها وجهودها وصعوباتها في البحث عن حياة أفضل، محاولا أن يساعد هذه الشعوب على بلوغ السلام الذي وعد به الرب يسوع تلاميذه.
بعدها لفت البابا إلى أن السلام الذي يمنحه الله لا يتخطى فقط ما يمكن أن نحصل عليه بوسائلنا البشرية البحتة، بل يحاكينا ويطلب منا ألا يقتصر هذا السلام على توازن القوى أو على صم الآذان حيال المطالب المحقة للأشخاص الأكثر ضعفًا.
وشدد فرنسيس على أن السلام بين البشر هو خير أساسي لابد أن نعمل من أجله بحماسة ولا بد أن نطلبه بحرارة من الله.
هذا ثم توقف بابا الفاتيكان عند الوضع الراهن اليوم وقال إنه يعيد إلى الأذهان ما جاء في رسالته العامة Fratelli Tutti، عندما كتب أن "كل حرب تترك البلد في حالة أسوأ مما كان عليها. الحرب هي فشل السياسة والإنسانية، إنها استسلام مخز، وهزيمة أمام قوى الشر".
وذكر البابا بعدها بأن العالم شهد حربين عالميتين، وهو يشهد اليوم حرباً عالمية ثالثة، مشيرًا إلى الميزانية المخصصة لصناعة الأسلحة وقال إنه إذا ما تم التخلي عن هذه الصناعة لسنة واحدة لتمكن العالم من حل مشكلة الجوع.
وإذ أكد أن تطور الأسلحة يعرض حياة البشر لمزيد من المخاطر، دعا فرنسيس إلى عدم الكلل من البحث عن السلام.
ومضى البابا إلى القول إن الحرب رهيبة، وينبغي ألا نستسلم أمامها وأكد أنه من رماد الحرب يمكن أن يولد شيء جديد، ويمكن أن نجد في هذا الفشل عبرة للحياة.
وتحدث عن مآسي الحروب التي حصدت العديد من الجنود الشبان، متوقفا عند إنزال النورماندي حيث مات على الشاطئ ثلاثون ألف جندي.
بعدها لفت فرنسيس إلى أن ما يبدو هزيمة وسبباً للخجل يمكن أن يتحول إلى انتصار، إذا ما كنا قادرين – بواسطة الصلاة والعمل – على تقديم الحلول، وعلى توحيد الإرادة، وعلى الشهادة أن المحبة والأخوة والأنسنة الحقيقية التي تولد من الإيمان يمكن أن تنتصر على الحقد ونبذ الآخر والعنف.
واختتم البابا فرنسيس كلمته إلى أعضاء المعهد الأوروبي للدراسات الدولية، مشيرًا إلى أن هذه هي التحديات التي وضعها ضيوفه أمامهم، وشكرهم على رغبتهم في تقديم عناصر ناجعة تساعد الجميع على السير قدماً في هذه الدرب، وسأل الله أن يباركهم جميعًا.