بابا الفاتيكان يصلي من أجل السلام في أوكرانيا
أجرى البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، صباح اليوم الأربعاء، مقابلته العامة مع المؤمنين وذلك في قاعة بولس السادس في الفاتيكان.
وبدأ قداسته تعليمه الأسبوعي مذكرا بالتأمل الأسبوع الماضي في يسوع كنموذج للإعلان وحول قلبه الرعوي المنفتح دائما للآخرين، واليوم يواصل البابا متحدثا عن يسوع كمعلم للإعلان.
وقال البابا فرنسيس خلال تعليمه ، إن هناك خمسة عناصر أساسية وهم، العنصر الأول هو الفرح، مؤكدا أنه لا يمكن الحديث عن السيد المسيح بدون فرح لأن الإيمان هو قصة حب رائعة يجب تقاسمها، وأضاف قداسته أن الشهادة ليسوع وعمل شيء من أجل الآخرين باسمه هو يعني القول إننا تلقينا عطية عظيمة الجمال لا تكفي أية كلمة للتعبير عنها.
ثم تحدث البابا فرنسيس عن العنصر الثاني ألا وهو التحرير، فيسوع يقول إنه أُرسل ليعلن للمأسورين تخلية سبيلهم.
وتابع بابا الفاتيكان، أن مَن يعلن الله لا يمكنه أن يقوم بضم بغيض أو يضغط على الآخرين بل عليه أن يخفف عنهم، لا يفرض أحمالا بل يعتق منها، عليه أن يحمل السلام لا الشعور بالذنب.. ثم أشار البابا إلى أن اتِّباع يسوع يعني تضحيات، وإن كان كل شيء جميل يتطلب هذا فما بالنا بالحقيقة الحاسمة للحياة. إلا أن مَن يشهد ليسوع يُبرز جمال الهدف أكثر من مشقة المسيرة، وعلى كل إعلان بالتالي أن ينقل التحرير، فاليوم هناك فرح لأن يسوع جاء ليحررنا.
أما العنصر الثالث الذي أراد بابا الفاتيكان تسليط الضوء عليه هو النور، فيسوع يقول إنه أتى ليحمل للعميان عودة البصر.
ثم انتقل البابا فرنسيس إلى الحديث عن العنصر الرابع، وهو الشفاء، وذكَّر بحديث يسوع عن أنه جاء ليفَرِّج عن المظلومين. وتابع قداسته أن المظلوم هو مَن يشعر بشيء يسحقه، المرض، التعب، أحمال القلب، الشعور بالذنب، الأخطاء، الرذائل، الخطايا، وأضاف أن ما يسحقنا هو ذلك الشر الذي لا يمكن أن يشفيه أي دواء أو علاج بشري، الخطيئة.
وتابع: والبشرى السارة أن هذا الشر القديم الذي يبدو غير قابل للهزيمة لم تعد له مع يسوع الكلمة الأخيرة، فيسوع يشفينا من الخطيئة دائما ومجانا، ويدعو جميع المرهقين والمثقلين كي يأتوا إليه.
الكلمة الأخيرة هي ليد يسوع الممدودة التي تسير بنا إلى الأمام. وأضاف الأب الأقدس أن مرافقة شخص إلى لقاء يسوع يعني حمله إلى طبيب القلب الذي يُنهض الحياة مجددا، أن نخبر الجميع بأن يسوع يعرفهم ويحبهم. وواصل البابا أن مَن يحمل أثقالا يحتاج إلى المغفرة، ومن يؤمن بيسوع لديه هذه العطية ليمنحها للآخرين، قوة مغفرة الله التي تحرر النفس من كل دَين. وشدد الأب الأقدس على أن الله ينتظرنا دائما ليغفر لنا.
وفي ختام تعليمه الأسبوعي، أراد قداسة البابا فرنسيس لفت الأنظار إلى أن البشرى السارة حسب الإنجيل موجهة إلى الفقراء، وأضاف أننا غالبا ما ننساهم بينما هم من يتوجه إليهم يسوع لأنهم المفضَّلون لدى الله. ودعا الأب الاقدس بالتالي إلى تذكر الفقراء، وقال إن على كل منا كي نستقبل الرب أن يجعل نفسه فقيرا في الداخل، أي أن يهزم أي إدعاء بالاكتفاء الذاتي كي ندرك كوننا في عوز إلى النعمة، أننا في حاجة دائما إلى الله.
وقد دعا بابا الفاتيكان الجميع إلى رفع الصلاة من أجل السلام في أوكرانيا مشيرا إلى لقائه صباح اليوم وفد مجلس الكنائس والمنظمات الدينية في أوكرانيا.
كما ذكر البابا إبلى ذكرى المحرقة في 27 من الشهر الجاري وأكد أنه لا يمكن أن يكون هناك عمل دائم من أجل بناء الأخوة بدون القضاء أولا على جذور الكراهية والعنف.