الحكومة: 60 مؤسسة دولية تؤكد مرونة قطاعات الاقتصاد المصري رغم الأزمة العالمية
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقريره السنوى "مصر فى عيون العالم 2022" فى نسخته الخامسة، والذى يرصد تطور أداء مصر فى عدد من المجالات التنموية خلال عام 2022، وذلك من خلال المؤشرات والتقارير الصادرة عن 60 مؤسسة دولية وإقليمية.
وأوضح أسامة الجوهرى، مساعد رئيس الوزراء، رئيس مركز المعلومات، أن التقرير ينقسم إلى 4 محاور رئيسة، وهى: المحور الاقتصادى، الذى يُركز على مرونة وقدرة الاقتصاد المصرى على مواجهة الأزمات المتتالية، ومحور التحول الرقمى وريادة الأعمال، والذى يُسلط الضوء على جهود التحول الرقمى ومستقبل الشركات الناشئة فى مصر، والمحور الاجتماعى، الذى يُركز على جهود التنمية البشرية والمجتمعية، ودور مصر على المستوى الدولى، والمحور البيئى والذى يُركز على جهود مصر لمكافحة التغير المناخى فى ضوء استضافتها لمؤتمر المناخ Cop 27.
وفيما يتعلق بالمحور الاقتصادى، أشار رئيس المركز إلى أن المؤسسات الدولية أشادت بقدرة الاقتصاد المصرى على مواجهة الأزمات الاقتصادية العالمية، بداية من جائحة كوفيد - 19، وأزمة سلاسل الإمداد العالمية، وانتهاء بالتداعيات السلبية للأزمة الأوكرانية، مضيفا أنه بالرغم من تلك التحديات، فقد حقق الاقتصاد المصرى معدل نمو بلغ 6.6% خلال 2022، مع وجود توقعات باجتذاب مصر لاستثمارات بقيمة 22 مليار دولار خلال الفترة المقبلة.
وقال "الجوهرى" إن قطاع الفنادق المصرى حقق طفرة خلال السنوات الأخيرة، وأصبحت مصر تتصدر الدول الأفريقية فى المشروعات الفندقية خلال 2022، فضلا عن تطور مؤشرات القطاع الخارجى ومصادر النقد الأجنبى، بالإضافة إلى تطور مركز مصر فى مؤشرات السفر والسياحة، وكذا صناعة السيارات والصناعات الذكية، مما أدى إلى تزايد الثقة العالمية فى الاقتصاد المصرى، الأمر الذى سيؤدى إلى تعافى معدلات الاستثمار الأجنبى على المدى المتوسط.
أما فيما يخص محور التحول الرقمى وريادة الأعمال، فأوضح رئيس المركز أن مصر جاءت ضمن أعلى 3 دول جاذبة للاستثمار فى الشركات الناشئة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث استطاعت 11 شركة ناشئة مصرية جذب استثمارات بنحو 508.5 مليون دولار فى 2022، وقفزت مصر 42 مركزًا فى مؤشر نضج الحكومة الرقمية 2022 وفقًا للبنك الدولى لتصبح فى فئة الدول المتقدمة "A"، كما قفزت 34 مركزًا فى مؤشر التنمية البريدية لعام 2022، وأصبحت 5 شركات مصرية ضمن أهم 25 شركة تكنولوجيا مالية فى منطقة الشرق الأوسط فى 2022، مما يعكس حجم الجهود المبذولة فى تطوير الخدمات، كما أكدت وحدة أبحاث "الإيكونوميست" التطور الذى يشهده الإنترنت فى مصر بتقدمها 4 مراكز فى مؤشر الإنترنت الشامل فى 2022.
وانتقالا للمحور الاجتماعى، فقد أكد التقرير السنوى لمركز معلومات مجلس الوزراء، أن مصر تقدمت للعام الثالث على التوالى فى المؤشر العالمى للقوة الناعمة، وأصبحت فى الترتيب الـ31 فى عام 2022، مقارنةً بالترتيب الـ38 فى عام 2020، كما جاءت مصر ضمن أفضل 8 دول إفريقية على مؤشر أهداف التنمية المستدامة، وحققت المركز الـ97 عالميا فى مؤشر التنمية البشرية، بعد أن تقدمت بنحو 19 مركزًا على ذلك المؤشر، كما سلطت المؤسسات الدولية والإقليمية الضوء على التعزيزات التى تدعم بها مصر شبكة الحماية الاجتماعية المحلية، والتى وصلت مخصصاتها إلى 321.3 مليار جنيه فى موازنة 2021/2022، فضلا عن تقدم مصر فى كثير من التصنيفات الدولية الخاصة بالتعليم والبحث العلمى.
وفيما يخص المحور البيئى، فأشار "الجوهرى" إلى استضافة مصر لمؤتمر المناخ COP 27 بمدينة شرم الشيخ، والذى تَوَّج بدوره جهود مصر المبذولة على مدار سنوات مضت لإحداث نقلة نوعية فى مجال الطاقة والحفاظ على البيئة، تزامنا مع تنفيذها مشروعات قومية غير مسبوقة، حيث تصدّرت مصر العديد من القوائم الإقليمية فى مجال توليد الكهرباء من طاقتى الشمس والرياح، وتوسّعت فى مجال الهيدروجين الأخضر، لاسيما داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وأصبحت الأولى عربيا فى مشروعات إنتاج الهيدروجين بنحو 23 مشروعًا خلال 2022، بما يثبت قدرة مصر على تنويع مواردها، والحفاظ على ثرواتها وتنميتها بما يُراعى احتياجات أبنائها المستقبلية.
واختتم رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، تصريحاته بالإشارة إلى أن المؤشرات والتقارير الدولية، التى تضمنها تقرير "مصر فى عيون العالم 2022"، أظهرت مرونة مختلف قطاعات الاقتصاد المصرى، وذلك على الرغم من الأزمة الجيوستراتيجية العالمية التى تؤثر على مفاصل الاقتصاد الدولى.