خبراء: مصر مرشحة لجذب استثمارات عالمية في مجال صناعة أشباه الموصلات
توقعت مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية "جارتنر" أن يحقق سوق أشباه الموصلات عالميا إيرادات بنحو 666 مليار دولار عالميا خلال 2022 المقرر إعلان نتيجتها في مارس 2023، بعد ارتفاع مستويات العرض والطلب عليها من قبل قطاعات إنتاج الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية والإلكترونيات الاستهلاكية.
وأكد خبراء تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن مصر مرشحة لجذب استثمارات في مجال صناعة أشباه الموصلات خلال الفترة المقبلة ضمن تنفيذ خطة تحويل مصر إلى مركز إقليمي لتصنيع الالكترونيات وتصدير الخدمات، والذي سيسمح للشركات العالمية بإنشاء مصانع جديدة.
وتنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنشأت وزارة الاتصالات أكبر مركز لصناعة الإلكترونيات في مصر بمدينة المعرفة في العاصمة الإدارية الجديدة والذي يستضيف 24 شركة متخصصة في مجال تصميم الإلكترونيات ليكون بمثابة مركز للبحوث والتطوير والاختبار والابتكار بما يضمه من معامل متخصصة.
وتستهدف وزارة الاتصالات من خلال استراتيجية وضعتها الدولة توطين صناعة الهواتف الذكية محليا وأيضا إنتاج السيارة الكهربائية مما منح هذا القطاع أهمية كبيرة وهذا أدى إلى عقد شراكات دولية مع التحالف العالمى لأشباه الموصلات "GSA" واستضافة مصر القمة الأولى لهذه الصناعة العملاقة بمشاركة وزير الاتصالات ومسئولى وممثلى أكثر من 60 شركة محلية وعالمية متخصصة في مجال تصميم الإلكترونيات والأنظمة المدمجة في صناعة أشباه الموصلات، وعدد من الخبراء والأكاديميين المتخصصين في هذه الصناعة.
وفي سياق متصل، قال المهندس خالد إبراهيم عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية ورئيس غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات، إن تنفيذ رؤية الرئيس السيسي لتحويل مصر إلى مركز إقليمي لتصنيع الالكترونيات وتصدير الخدمات سيسمح للشركات العالمية بإنشاء مصانع متعددة الأغراض منها جزء خاص بأشباه الموصلات، لافتا إلى أنها صناعة واعدة لا بديل عنها لإنتاج الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية وأيضا قطاع المدن الذكية.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن مصر سوق كبير وجاذب للاستثمارات العالمية ويعد بوابة العبور إلى الأسواق الإفريقية، مشيرا إلى أهمية توطين صناعات كبيرة والاستفادة من الكوادر البشرية المصرية.
وأشاد باستضافة مصر القمة الأولى للتحالف العالمى لأشباه الموصلات "GSA"، موضحا أن سعي وزارة الاتصالات للاستفادة من هذه الشراكات مع القطاع الخاص أمر جيد للغاية.
وأكد الدكتور حمدي الليثي خبير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن مصر مؤهلة لجذب استثمارات جديد في مجال صناعة أشباه الموصلات الكهربائية، مشيرا إلى أن مصر استضافت القمة الأولى للتحالف العالمي لأشباه الموصلات، واستعرضت الفرص الاستثمارية في هذا المجال.
وتابع الليثي أن تنفيذ خطة مصر لتوطين صناعة الاتصالات والإلكترونيات محليا سيفتح المجال لعقد شراكات مع القطاع الخاص وجذب المصنعين العالميين لزيادة فرص تصنيع المكونات المحلية لهذه الصناعة، مشيرا إلى أن التصنيع سيوفر آلاف فرص العمل أمام الشباب.
وفي سياق متصل، أكدت جودى شيلتون الرئيس التنفيذى للتحالف العالمى لأشباه الموصلات GSA، أن مصر تحظى على العديد من المزايا وهو ما دفع التحالف إلى أن يقوم لأول مرة بإنشاء وحدة أعمال خارج في مصر والتى تضم الآن نحو ٣٠ شركة؛ مؤكدة أن القاهرة لديها قاعدة عريضة من المهارات، كما أنها تعد بوابة لمختلف الأسواق وقارة أفريقيا.
وقالت شيلتون، إن التحالف العالمى يضم أعضاء من كبريات الشركات في مختلف جوانب الصناعة من مصنعى أشباه الموصلات والأنظمة المدمجة والبرمجيات؛ مشيرة إلى أن هذه الصناعة تنمو بمعدلات كبيرة بلغت ٤٠% في الفترة من عام ٢٠٢٠ وحتى نهاية ٢٠٢٢؛ لافتة إلى أبرز التحديات التي تواجه هذه الصناعة وعلى رأسها نقص المهارات المتخصصة.
يذكر أن وزير الاتصالات افتتح مؤخرا القمة الأولى للتحالف العالمى لأشباه الموصلات (GSA) في القاهرة التي تنظمها وحدة الأعمال الإقليمية «جى إس إيه مصر»GSA- Egypt، بالتعاون بين هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا»، وجمعية «اتصال»؛
وتضمنت القمة عددًا من الفعاليات والندوات وحلقات النقاش التي تستهدف تسليط الضوء على الوضع الراهن لصناعة أشباه الموصلات عالميًا، ومزايا وتنافسية السوق المصرى، وعقد مناقشات حول التكنولوجيات المتقدمة، واستثمارات رأس المال المخاطر، ومستقبل أشباه الموصلات والأنظمة المدمجة في صناعة السيارات، والتحديات الراهنة التي تواجه الصناعة وعلى رأسها نقص المهارات.
ويعد التحالف العالمى لأشباه الموصلات (Global Semiconductor Alliance) منظمة صناعية رائدة تجمع القادة والمتخصصين في مجالات أشباه الموصلات والبرامج والحلول والأنظمة والخدمات بهدف إنشاء نظام بيئى تقنى عالمى فعال ومستدام ومربح. وتضم أكثر من 300 عضو من الشركات، بما في ذلك أكثر من 120 شركة حكومية، وتوفّر منصة فريدة من نوعها، يتفاعل من خلالها المديرين التنفيذيين والشركاء والعملاء للابتكار وتسريع نمو القطاع وتعزيز العائد الاستثمارى والفكرى. ويمثّل أعضاء «جى إس إيه» (GSA) نحو 70 % من قطاع أشباه الموصلات الذي تفوق قيمته 500 مليار دولار أمريكى.