قمة أبوظبى.. القادة العرب يبحثون النهوض بالأوطان وسط طنين الصراعات الدولية
تأتي قمة أبوظبي التي دعا لها رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في وقت يمر العالم باضطرابات وصراعات أثرت على مستوى المعيشة، والاستقرار الدولي، فيما تعد القمة فرصة لتبادل وجهات النظر بين القادة العرب، خصوصا في ظل تنامي الخطاب الهجومي ضد الفلسطينيين بعد وصول حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية إلى السلطة، ومحاولاتها المستمرة لتهويد القدس، حسبما يرى محللون وخبراء تحدثوا إلى "الدستور".
وقال المحلل السياسي الإماراتي الدكتور جاسم خلفان، إن قمة أبوظبي التي يحضرها قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، والتي دعا لها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، جاءت لبحث العلاقات الأخوية بين الدول العربية، ويترتب على ذلك مناقشة جميع جوانب التنسيق والتعاون المشترك بينهم لخدمة هذه الأوطان.
وأضاف خلفان في تصريحات أدلى بها إلى "الدستور"، أن العالم العربي أحوج ما يكون للقاء القادة في اجتماعات دورية لمتابعة كل القضايا المحيطة، والقضايا العالمية، التي نتجت عن الحروب، وارتفاع تكاليف المعيشة في العالم، وظروف سياسية مختلفة، لافتا إلى أن الدول العربية والخليج وقفت مع مصالها، ولم تنحاز لأحد في الصراعات الدولية الدائرة حاليا.
وأشار إلى أن عقد القمم يأتي في سياق استمرار التعاون بين هذه الدول، وخدمة الشعوب وحمايتها من الانزلاق إلى الحرب العالمية الثالثة أو النووية، خصوصا أن الولايات المتحدة وأوروبا ما زالت تدعم استمرار الحرب في أوكرانيا، ما يؤدي لتدهور المنطقة ودمارها، والاجتماع في أبوظبي، وعلى العكس من الظروف الدولية، جاء للتنسيق المشترك، وخدمة استقرار وازدهار المنطقة.
وأوضح خلفان، أن الملفات كثيرة، وتحتاج لقاءات ومشاورات بين القادة، ثم ترجمتها بعد ذلك على المستوى المحلي داخل الدول العربية، لتقوية العلاقات بين الدول، وأن تكون يدا واحدة في مواجهة التحديات المحيطة، وتدعم نمو وازدهار المنطقة، وهو ما نرجوه كشعوب، وأن يكون العائد على كل الدول العربية وشعوبها إيجابيًا.
تهويد القدس
من ناحيته، قال المحلل السياسي الأردني الدكتور منذر الحوارات، إن هذه القمة مهمة جدا، تعقب قمة القاهرة التي خصصت لتداعيات وصول اليمين الإسرائيلي للسلطة، وتمسكه بمقولات عنصرية تجاه الفلسطينيين، وإصراره على تهويد المسجد الأقصى، وفصله مكانيا وزمانيا عن الفلسطينيين، ومحاولات نسف الوصاية الهاشمية على المقدسات.
وأضاف الحوارات في تصريحات أدلى بها إلى "الدستور"، أن حكومة اليمين المتطرف بقيادة بن غفير ورئاسة نتنياهو، تريد ضم المستوطنات إلى السيادة الإسرائيلية، لنسف أي فكرة لحل الدولتين، أو قرارت الشرعية الدولية، بالإضافة لتهديد الأردن عبر طرح فكرة الوطن البديل في المملكة.
وأشار إلى أنه بعد قمة مصر تأتي قمة أبوظبي مع الأشقاء العرب، لدعم الموقف الأردني، ويحاول من خلالها الوصول لرؤية مشتركة لمواجهة هذا التعنت من الحكومة الإسرائيلية، عبر إيجاد وسيلة للضغط الدولي على إسرائيل التي تريد تأجيج المنطقة، ومحاولة للحفاظ على ما بقي من الأمن.
واختتم الحوارات تصريحاته بالقول: قمة أبوظبي تشكل مساحة واسعة للأردن للحصول على دعم العرب في مواجهة التعنت الإسرائيلي، خصوصا فيما يتعلق بالوصاية الهاشمية على الأقصى والمقدسات داخل مدينة القدس.