الأزمة الليبية.. هل تفاؤل المبعوث الأممى فى محله؟
تبحث الأمم المتحدة عن حل سياسي ينهي الأزمة الليبية المتفاقمة لأكثر من 10 سنوات، بعد سقوط نظام الزعيم الراحل معمر القذافي، في أعقاب ضربة جوية وجهها طيران حلف شمال الأطلسي (ناتو) في 2011، تزامنت مع احتجاجات شعبية في المدن الليبية.
وأعرب رئيس البعثة الأممية لدى ليبيا عبدالله باتيلي، عن أمله في اتخاذ قرارات هامة بالاتفاق مع اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، فيما يتعلق بتواجد القوات الأجنبية والمرتزقة داخل ليبيا، مشددًا على أن الرجال الذين يرتدون الزي العسكري يقومون بعمل بطولي مطالبا الأطراف السياسية باتباع نهجهم.
وقال باتيلي، عقب اختتام اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) في مدينة سرت: ناقشنا القضايا المتعلقة بدول الجوار، والقضايا المتعلقة بالقوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة، وجرى اتخاذ قرارات هامة في هذا الشأن للمضي قدمًا والتحرك في هذا الملف، وخاصة مع دول الجوار مثل: السودان وتشاد والنيجر.
وأضاف: ستعقد اجتماعات حول هذه المسائل في الأسابيع المقبلة للدفع بهذا الملف إلى الأمام، فكما ترون الأمور تتحرك، وهؤلاء الرجال الذين يرتدون زيًا عسكريًا يقومون بعمل بطولي، ونتوقع من الأطراف السياسية الالتزام نفسه للخروج بالبلاد من الأزمة، وندعوهم إلى العمل مثل هؤلاء الذين يرتدون الزي العسكري.
مسار فاشل
وعلى عكس حالة التفاؤل لدى المبعوث الأممي، يرى الكاتب والمحلل السياسي الليبي عز الدين عقيل، أن هؤلاء فاشلون في ليبيا حتى العظم، ويبحثون عن وهم يسوقون به أنفسهم لدى عدة أطراف، معتبرًا أن اللجنة العسكرية هى أكثر المسارات فشلًا وعقمًا في ليبيا، فنحن لسنا أمام نموذج الكوريتين، لنقول إن هناك جيشًا كوريًا شماليًا وآخر جنوبيًا يمكن إحضار فريقين منهما للتفاوض على ما يخص العلاقات العسكرية بين البلدين.
وأضاف عقيل، في تصريحات أدلى بها إلى "الدستور"، أن "الخمستين الليبيتين" هما من نفس الجيش، وتخرجوا من نفس الكليات، وأغلبهم من نفس الدفعة، كما أنه لا يوجد أي إشكال أصلًا بين العسكريين أنفسهم ليشكلوا فريقي تفاوض.
وأشار إلى أنه وبحسب الواقع الليبي، يجب أن يقابل ضباط الجيش أمراء حرب وقادة ميليشيون وليس مقابلة أنفسهم؛ فالميليشيون هم الذين يسيطرون على غرب البلاد، بما فيها مقار الجيش ودوره وأسلحته، ولا يعترفون بالجيش، وهم الذين يمسكون بالشعب رهينة من خلال الدويلات التى يسيطرون عليها.
وأوضح عقيل، أن المواضيع المطروحة ليست من اختصاص خمسة طرابلس أصلًا، فالمرتزقة موجودون تحت قبضة الميليشيات، وهي من تقرر مصيرهم، ووقف إطلاق النار عند النقطة التي يقف عندها هو وقف إطلاق نار بين الشرق وميليشيات مصراته.
ونوه بأن الولايات المتحدة ويريطانيا هما الذين يقفان خلف هذا الخداع والغش الذى تمارسه الأمم المتحده نيابة عنهما، متابعا: لقد اكتشفنا بوضوح بمناسبات عدة، أن واشنطن ولندن يرفضان قطعيًا إشراكًا حقيقيًا لأمراء الحرب، لأن هذا سينهي الأزمه عمليًا؛ باعتبارها في النهاية أزمة صراع على شرعية السلاح التى تشكل جوهر الأزمة في ليبيا، بينما لا تريد الدولتان إنهاء الأزمه قبل تحقيق أهدافهم غير الأخلاقية في ليبيا.
ومضى قائلًا: أما سؤال باتيلي لماذا لا يقتدي السياسيون بالعسكريين، فهو مواصلة لحالة الضلال التى يسعى لتوريط الليبيين بها، مشيًرا إلى أنه عمليًا، فإن كلًا منهما يقتدي بالآخر، فمن ناحية الحقيقة العملية فإن كليهما فاشل، والفشل برمته لا يعود لهم، وإنما يعود إلى طبيعة السياسات الإمبريالية في ليبيا، التي ستظل تحافظ على فشل كل المسارات، والتمثيل أو التظاهر بالعكس، حتى تحقيق كل الأهداف المتصلة بإحكام الهيمنة على ليبيا.
وقبل نحو أسبوع، اتفق رئيس مجلس النواب الليبى المستشار عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، على قيام اللجنة المشتركة بين المجلسين بإحالة الوثيقة الدستورية للمجلسين لإقرارها طبقًا لنظام لإتمام العملية الانتخابية سواء التي تتعلق بالأسس والقوانين أو المتعلقة بالإجراءات التنفيذية كل مجلس.
وجاء ذلك في بيان مشترك لها، مؤكدين حرصهما على إنجاز أساس دستوري توافقي للوصول إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ووضع خارطة طريق واضحة ومحددة يعلن عنها لاحقًا لاستكمال كل الإجراءات اللازمة وتوحيد المؤسسات.