خالد زيدان: كيف يمكن ترجمة مأساة شكسبير للغة عامية؟
تحدث الكاتب والمحاضر خالد زيدان عن الكتابة والترجمة العامية في الأدب الحديث وهو الأمر الذي أصبح شبه ظاهرة بعد ترجمة الكثير من الأعمال بلغة عامية.
ويقول خالد زيدان:" لا شك أن اللغة هي المدخل الأهم لأسر قلب القارئ في الأدب عموماً و الرواية و القصة القصيرة خاصةً؛ نبوغ لغة عمل ما، تنوع درجاته و ألوانه، استدراجه لفضول القارئ لإدراك معاني بين طيات سطوره، ثم ملأ تلك الفراغات بتراكيب لغوية و صور كالكناية، التضاد، الصور الاستعارية، والمسافة الجمالية، لا زالت مع مرور الزمن و المدارس الأدبية هي ما تصحبك لدخول عالم العمل و منه الانطلاق لكافة تفاصيله".
ويضيف في تصريح خاص لـ"الدستور":" تتعدد درجات اللغة العربية إلى اللغة الجزيلة الأكثر سمواً اللغة القرآنية و اللغة العربية الفصحى الحديثة ، و هنا يأتي أحد أشكال اللغة العربية غير الرسمية، التي يتحدث بها مجموعة من الأفراد في بيئة جغرافية معينة أو قطر داخل الوطن العربي و هي " اللهجة المحكية " أو اللغة العامية.
ويتابع:" و لربط هذا بالأدب، لكل عمل لغته، و هذا يعني ثقافتها، جغرافيتها، سماتها وخصائصها و حين تعريب أحد هذه الأعمال فبند " المُناسبة " يكون هو المعيار في الترجمة، لذا ليس من الطبيعي ترجمة " يوليوس قيصر " الذي يدور بالعام ٤٤ ق.م في روما و تصوير مأساة شكسبير بلهجة عاميه! فهذا غير مناسب لتراجيديا، وقائع، زمان و مكان العمل، فمن الوارد أن يأخذ صورة أكثر سخرية و كوميدية.
و من بند "المناسبة"، أجد أنه لا مانع في تصوير واقعي لحياتنا من خلال " لهجة عامية " في الحوار فقط، و ليس السرد، مع الوضع في الاعتبار، التدرج السليم من الفصحى الجزيلة للهجة المحكية وهو أمر ليس بيسير على الكاتب المبتدئ.
ويواصل:" و أخيراً، درجة اللغة المناسبة مع العمل المناسب هي ما سترجح كفة قبولنا لنبذ العمل، و هو ما سيخلّد فيما بعد، بينما الأعلى مبيعاً و الأكثر صيتاً نجاحات صغيرة ليست بالضرورة أن تكون مرجعاً.
أما عن خالد زيدان فهو محاضر جامعي مصري؛ تخرج في كلية الآداب عام ٢٠٠٨. نُشرت له أول رواياته رواية " افيزيا " ، كما أنها عُرضت أيضاً على مسرح الهوسابير في ١٠ ليال عرض. بعام ٢٠٢٠، نُشرت روايته الثانية " سيرابيوم " و التي بيعت حقوقها لشركة أفلام مصر العالميه كفيلم سينمائي و يعكف على كتابة السيناريو.