«من فات قديمه تاه».. غلاء الأسعار يدفع حديثي الزواج لشراء الأثاث القديم
"من فات قديمه تاه"، جملة توضح أن الأشياء القديمة لا بد أن يعود عليها الزمن وتصبح لامعة في عين صاحبها، سواء كان البائع أو المشتري، كان الأثاث القديم سواءٍ كان أبواب، حجرات نوم، وأنتريهات، ونوافذ وغيرها من الأثاث القديم هو الرائد حينها، رائحته تدل على عبق التاريخ بها، تبهر الناظرين خاصةً أصحاب ضيق ذات اليد، يجلس أشرف عادل، وصلاح محمد، وعصام فرح، مع صبيانهم داخل محالهم بعدة مناطق متفرقة، يتذكر الظروف التي ألقت به وسط بضاعة الهدد، ليبيعها بجنيهات معدودة.
38 عاما كانت قادرة على تحويل حياة صلاح الذي كان يعمل في صناعة الذهب، إلى أحد أكبر تجار الهدد في منطقة منطى بشبرا الخيمة، حيث قرر البائع ذو قسمات الوجه التي لا تخلو من الصرامة والخشونة، ويتجه لتجارة الأثاث على خطى ابن عمه.
التجارة في الأثاث القديم
حين ترك صلاح صناعة الذهب للتجارة في الأثاث القديم، ظن أنه لن يتمكن من تحقيق أموال طائلة، ما دفعه لبيع كل ما يمتكله للخوض في تلك التجارة ويحقق أرباحا تمكنه من الاستمرار، متابعًا لـ"الدستور": “أنا بعت كل اللي عملته من الذهب عشان اشتغل في الأثاث، وأبقى داخل بتقلي وأحقق اللي أقدر عليه من فلوسي لولادي تعيشهم مرتاحين، ميكونش زيي أنا وأخواتي الـ3”.
تعاطف صلاح الذي يشعر به تجاه بعض الزبائن، يشاركه فيه بيتر جورج الذي يعمل صبي، في المحل ذاته منذ 6 سنوات مضت، فلا يحملهم ما لا طاقة لهم من عبأ الحياة الزائد على كاهلهم، يسبط عليهم الحياة حتى يتمكنوا من شراء ما يريدون: "الغلبان مالوش ذنب في الغلا اللي عايشين فيه، ولازم يعيش هو كمان ويجيب اللي عايزه زيه زي غيره، بنتقي ربنا فيهم عشان يباركلنا في رزقنا".
لم يكن هذا العمل الوحيد في حياة صلاح، فهو أيضًا مسئول عن المقابر الخاصة بالمنطقة التي يعمل ويقطن بها في آنٍ واحد: "أنا ماسك المقابر هنا وبغسل الناس وبدفنهم، ودي أول حاجة بعملها قبل ما أبدأ شغل؛ من باب إني بعمل خير يعني، وده اللي أبويا علمه لينا خاصةً إنه كان على قد حاله وعيشنا أيام مرار أكتر من دي".
يعاود صلاح الحديث مرة أخرى العفش القديم عندنا هنا أرخص بكتير من الجديد، وأنا عندي الاتنين، ومتباعش لحد إنهاردة الجديد، بالعكس القديم هو اللي بتسحب بسرعة، عشان السعر أصل ممكن بألف جنيه تجيب أوضة نوم كاملة، على عكس الجديد بتوصل 10000جنيهًا، ومبتجبش اللي انت عايزه كمان".