يسبب هلاوس سمعية وبصرية.. ماذا يحدث لجسدك عند تعاطى «الاستروكس»؟
تحذيرات عدة أطلقتها الحكومة المصرية في الآونة الأخيرة بشأن انتشار مخدر الاستروكس بين الشباب، وسهولة تداوله في مختلف مناطق الجمهورية، الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة على حياة المواطنين؛ بسبب التصرفات الشنيعة التي تنتج عن متعاطي المخدر.
كان آخر تلك التحذيرات صادرة عن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، والتي أوضحت أن مخدر الاستروكس المنتشر بشدة في الفترة الأخيرة يدمر الجهاز العصبي المركزي مباشرة، وغالبًا ما يؤدي إلى الموت بعد تدمير خلايا المخ والعقل البشري.
مجموعة من المواد الكيميائية، أبرزها مادتي (اليوسين والأتروبين)، يتم خلطها بمواد سامة من سم الفئران والمبيدات الحشرية، لتُباع بعد ذلك باسم مخدر "الاستروكس" بأسعار زهيدة للغاية، وذلك ما جعل تداولها سهلًا بين الشباب والصغار.
تجربة مميتة
أحد الشباب المدمنين للاستروكس يروي لـ "الدستور"، أصعب موقف مر عليه مع أصدقائه بعد شراءه للاستروكس, ويقول "أ.ع" إن بعد تناوله للاستروكس مع اثنين من أصدقائه في المنزل، تعرض أحدهم لنوبة صرع شديدة، نُقل على إثرها إلى العناية المركزة، فور انطفاء السيجارة الأولى فقط.
"صاحبي أغمى عليه بعد النفس الخامس بالظبط، بعد دخوله في مرحلة تشنجات"، استكمل الشاب العشريني حديثه موضحًا أنه بعد استفاقته من الحالة المزاجية، تأكد أن هذا النوع من المخدرات خطرًا للغاية؛ بسبب عدم شعوره بالموقف نهائيًا إلا في المستشفى، وهو يرى صديقه الأقرب داخل غرفة العناية المركزة.
أوكار علنية
شباب لم يتجاوزوا الـ20 عامًا من عمرهم، ورغم ذلك يقومون بتجميع مواد كيميائية من الحبوب المخدرة رخيصة الثمن، ويخلطونها بمبيدات حشرية وأعشاب مجففة من البردقوش لتنتج مادة خضراء اللون على شكل مخدر الاستروكس، ويتم تغليفه في أكياس بلاستيكية، ويبلغ سعر الكيس الواحد 200 جنيهًا.
كُل ذلك يتم على مرأى ومسمع الجميع، داخل أحياء شعبية بمنطقة فيصل، وأسفل منازل المواطنين، الذي غالبًا ما يستطيعون منع هؤلاء المجرمين من التواجد بالمنطقة.
وفي جولة لـ«الدستور» داخل أحد أوكار الاستروكس، تبين أن الإقبال عليها شديد للغاية من قبل مدمني المخدر، نظرًا لرخص ثمنه مقارنة بالمخدرات الأخرى، دون أي دراية بمدى خطورة المواد الكيميائية المركبة أو الأضرار الملاحقة لها
"ط.ج" كان أحد مدمني المخدر الذين تحدثنا معهم داخل المنطقة، والذي أعرب عن ندمه الشديد بعد الانغماس في إدمان مخدر الاستروكس, وأوضح: "في إحدى المرات، بعد تناول نفسين من السيجارة دخلت في حالة من الصرع أدت إلي الإغماء الفوري، وتم نقلي إلي المستشفى، حتي أوضحت التحاليل أنني أعاني من ورم بالمخ، نتيجة الإدمان وهذه الجرعة بالتحديد كانت على وشك أن تؤدي إلى وفاتي، لولا إنقاذي السريع".
أعراض خطيرة
وبالحديث مع الدكتور إيهاب الخراط، استشارى الطب النفسى وعلاج الإدمان، أوضح أن مادة الاستروكس تلعب على الجهاز العصبى لجسم الإنسان، وتصيب متعاطيها بعدد من الأعراض منها إحمرار شديد، إحمرار بالوجه، حشرجة فى الصوت، واتساع فى حدقة العين.
وأضاف: "الاستروكس يسبب الهلاوس السمعية والبصرية، ومع تكرار تناوله يتسبب فى الإصابة بحالات اكتئاب شديدة، كما يؤدى أيضاً إلى الضعف العام واختلال في التوازن، والخروج عن التصرفات الطبيعية".
وأكد "الخراط" أن الاستروكس مخدر يستطيع أن يتسبب فى محو أجزاء من الذاكرة أو فقدان مؤقت لها، كما حدث مع بعض متعاطيه، كما يمكن أن ينتاب المتعاطي بشعور الموت، وإذا كانت المادة قوية، يدخل بما يشبه الحلم الذي لا يفيق منه إلا بعد وقت طويل.
واختتم استشارى الطب النفسى وعلاج الإدمان، حديثه مع "الدستور"، موضحًا أن المواد الكيميائية الخطيرة التي يتم خلطها بالأعشاب لإنتاج هذا المخدر، تُعد أسهل وسيلة للموت، كونها تدمر خلايا المخ والعقل البشري بعد فترة قصيرة للغاية من تعاطي المخدر، وذلك ما نراه حاليًا في الشوارع من تصرفات مهلوسة لبعض الشباب.