كيف تحوّلت مصر إلى لاعب رئيس في إنتاج وتصدير الغاز خلال 5 سنوات؟.. وهذه خريطة الاكتشافات المتوقعة
تستعد وزارة البترول والثروة المعدنية خلال الفترة المقبلة، للإعلان عن اكتشافات بترولية جديدة، في بعد اعلان شركة «فينترسال دِيا» الألمانية، اكتشاف حقل غاز جديد في منطقة التنقيب بشرق دمنهور التابعة لـ دلتا النيل البرية.
وقالت الدكتورة وفاء علي استاذ الطاقة، إن ملف البترول المصري، حقق إنجازات كبيرة اعتمادًا على الاستمرار فى ترشيد استهلاك الغاز واتباع الأساليب العلمية الحديثة فى إدارة هذا الملف واستخدام نظرية الاستحواذ التى تعتمد على تنمية الحقول القائمة وزيادة الإنتاج، وضخ استثمارات جديدة بطرح مناطق جديدة للبحث والتنقيب والاستكشاف من خلال بوابة مصر الجيولوجية لزيادة الإنتاج وتأكيد الاحتياطيات المرجحة، كون مصر تمتع مصربالميزة التكنولوجية الاولى من خلال شراكات مع الكيانات الدولية الكبرى فى هذا المجال وهذا هو قانون العالم اليوم، امتلاك مصر لمبدأ الاحتفاظ وهو ملف التحول الطاقى الذى يعتمد على تنوع مصادر الطاقة وحل المعادلة الصعبة فى عدم التعارض بين التنمية المستدامة والتحول الطاقي، بالإضافة إلى البحث الدائم عن القيمة المضافة والاستفادة من تكنولوجيا الاقتصاد الدائرى بتخزين الكربون وتقليل الانبعاثات الكربونية وضمان الاستدامة بالنسبة لملف الطاقة بأكمله.
تخطط البترول خلال العام الجاري لطرح مناطق جديدة بشرق أبو سنان ورأس قطارة بالصحراء الغربية، لحفر 10 آبار بالإضافة لمناطق خير بالصحراء الشرقية، ومناطق جنوب دسوق، شرق البحرية، خالدة، غرب كنايس وشمال الصالحية، وطرح مناطق امام الشركات العالمية، للبحث والتنقيب عن البترول والغاز في خليج السويس ودلتا النيل والبحر المتوسط كونها مناطق واعدة، بالإضافة لتنمية حقول شمال الإسكندرية وحقول منطقة دسوق.
كيف تحوّلت مصر إلى لاعب رئيس في إنتاج وتصدير الغاز خلال 5 سنوات؟
كما تخطط لتنمية حقول شمال سيناء «المرحلة الثالثة»، بهدف إنتاج كميات من الغاز الطبيعي تصل إلى حوالي 25 مليون قدم مكعب يومياُ من خلال حفر 3 أبار مع تصنيع وتركيب ثلاث منصات بحرية وربطهم على الخط الرئيسي بتكلفة استثمارية للمشروع حوالي 87 مليون دولار، في ظل الانتهاء من تنفيذ 4 مشروعات لتنمية وإنتاج الغاز من الحقول المكتشفة بهدف إنتاج كميات من الغاز الطبيعي تصل إلى حوالي 185 مليون قدم مكعب غاز يوميًا، بالإضافة إلى 1000 برميل متكثفات يوميًا، ويبلغ إجمالى التكلفة الاستثمارية الإجمالية للمشروعات حوالى 183 مليون دولار من خلال تنمية حقول شمال بشروش (شركة بتروبل/اينى)، بهدف إنتاج كميات من الغاز الطبيعي تصل إلى حوالي 100 مليون قدم مكعب يومياً بالإضافة إلى 1000 برميل متكثفات/ يوم من خلال حفر بئرين بتكلفة استثمارية للمشروع حوالي 46 مليون دولار، وتنمية حقل حازم بشركة خالدة للبترول بالصحراء الغربية، بهدف إنتاج كمية من الغاز الطبيعي تقدر بحوالي حوالي 55 مليون قدم مكعب غاز يومياً وتبلغ التكلفة الاستثمارية للمشروع حوالي 7 مليون دولار، وتوسعات تسهيلات المعالجة بحقل أتول الشركة الفرعونية بهدف استرجاع 5 مليون قدم مكعب يومياً من الغازات المُحترقة وذلك عن طريق إنشاء البنية التحتية اللازمة لذلك بتكلفة استثمارية للمشروع حوالي 43 مليون دولار.
- حقل دمنهور للغاز الطبيعي
جاء ذلك في ظل إعلان شركة "فينترسال دِيا" الالمانية، أن الأطراف المكلَّفة بالتنقيب في هذه المنطقة؛ المشغِّل "فينترسال دِيا" (40%) وشريكتاها "كيرون إنرجي" Cheiron Energy (40%)، "آي إن إيه" INA (20%) والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس)، ستقوم بتقييم الاكتشاف ليكون بمثابة خط ربط مع البنية التحتية القريبة في دسوق، وتقوم شركة دسوق للبترول (ديسوكو) بتشغيل مشروع غاز دسوق؛ وهي مشروع مشترك بين فينترسال دِيا والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس).
خبير اقتصادي
ويقول المهندس مدحت يوسف نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، إن قطاع البترول المصري، ينتظر خلال العام الجاري استثمارات كبرى من حيث الكم والحجم، فهناك العديد من المشروعات الجاري إنشاءها حاليا في مجال التكرير والبتروكيماويات ومشروعات البنية التحتية في النقل والتوزيع، وتلك الاستثمارات تمثل الأعلى قيمة لارتباطها بإنتاج حقول الغاز الطبيعي والزيت الخام، والتي حققت إنجازات كبيرة وعائدات اقتصادية مؤثرة على الاقتصاد القومي.
- تحول مصر إلى لاعب رئيس في إنتاج وتصدير الغاز خلال 5 سنوات
وخلال الـ 5 سنوات الماضية تمكنت وزارة البترول بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي من تحول مصر إلى لاعب رئيس في إنتاج وتصدير الغاز خلال 5 سنوات، إذ حقق قطاع البترول والغاز 401 اكتشافًا بتروليًا جديدًا (281 زيت خام، 120 غازًا) بمناطق الصحراوين الغربية والشرقية والبحر المتوسط وسيناء والدلتا وخليج السويس
لتضيف الاكتشافات احتياطيات بترولية قدرهـا حوالى 503 ملايين برميل زيت ومتكثفات، وحوالى 9ر39 تريليون قدم3 غاز طبيعى، حيث شهد معدل الإنتاج من الثروة البترولية زيادة مضطردة، وقد بلغ إجمالى الإنتاج للثروة البترولية خلال الثمانى سنوات الماضية 597 مليون طن بواقع 245 مليون طن زيت خام ومتكثفات، وحوالى 342 مليون طن غاز طبيعى، و10 ملايين طن بوتاجاز بخلاف البوتاجاز المنتج من مصافى التكرير والشركات المساهمة، لتحقق صادرات مصر من الغاز الطبيعى رقماً قياسياً لتصل إلى 8 مليون طن خلال عام 2022 مقارنة بـنحو 7 مليون طن العام السابق، كما بلغت قيمة ما تم تصديره من الغاز الطبيعى خلال العام حوالى 8.4 مليار دولار بالمقارنة بـنحو 5ر3 مليار دولار خلال عام 2021 أى بنسبة زيادة 171% عن عام 2021، وذلك بسبب زيادة أسعار تصدير الغاز الطبيعى المسال عالمياً.
ياتي هذا بعد تحقق الاكتفاء الذاتى من الغاز الطبيعى المنتج محليًا في شهر سبتمبر2018 بفضل تزايد الإنتاج المحلى من الغاز نتيجة الانتهاء من تنمية ووضع مراحل جديدة من العديد من مشروعات تنمية حقول الغاز وأهمها أربعة حقول كبرى فى البحر المتوسط على خريطة الإنتاج وهو ما أدى إلى التوقف عن استيراد الغاز الطبيعى المسال، وبالتالى ترشيد استخدام النقد الأجنبى الموجه للاستيراد وتقليل فاتورة الاستيراد التى تشكل عبئًا على الموازنة العامة للدولة، و بعد تحقيق الاكتفاء الذاتى فى سبتمبر 2018 واستئناف التصدير تحولت مصر من أكبر الدول المستوردة للغاز المسال بين أعوام 2015-2017، إلى التصدير ومن ثم نجاحها فى دعم مكانتها كلاعب رئيسى فى قطاع الغاز، حيث تبوأت المركز الثانى فى شمال أفريقيا والشرق الأوسط فى إنتاج الغاز الطبيعى، والرابع عشر عالمياَ فى إنتاج الغاز الطبيعى فى عام 2020 بعد أن كان ترتيبها الثامن عشر عالميًا فى عام 2015.
- المشروعات التكرير تحقق استقرار السوق
وفي ظل خطط مصر بكونها مركزاً إقليمياً لتجارة وتداول الغاز والبترول، تواصل الوزارة جهودها لزيادة الاستثمارات فى مشروعات التكرير بهدف خفض التكاليف والمحافظة على الاستقرار المحقق فى مجال إمدادات الوقود بالسوق المحلى والممتد الآن لسنوات، فقد تم تنفيذ 5 مجمعات ومشروعات جديدة لتكرير وتصنيع البترول في الإسكندرية واسيوط والسويس لإنتاج منتجات بترولية عالية الجودة لتغطية احتياجات السوق المحلى بتكلفة إجمالية تزيد عن 8 مليار دولار
جاي من بين تلك المشروعات استكمال توسعات مصفاة تكرير ميدور بالإسكندرية، بهدف زيادة الطاقة التكريرية للمعمل بنسبة 60%، لإنتاج منتجات بترولية عالية الجودة ومطابقة للمواصفات الأوروبية Euro 5 ، والمشروع الذى تبلغ تكلفته الاستثمارية 2.4 مليار دولار سيرفع الطاقة الإنتاجية الحالية للمصفاة لتصل إلى 160 ألف برميل يومياً ، وقد قام المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية بإطلاق التشغيل المُبكر للمرحلة الثانية من مشروع توسعات مصفاة تكرير ميدور وذلك خلال زيارته التفقدية لمتابعة عدد من المشروعات البترولية الجديدة بالإسكندرية فى مايو 2022، و مجمع انوبك لإنتاج السولار بأسيوط ، ويهدف إلى إنشاء مجمع لتحويل المازوت منخفض القيمة الاقتصادية بطاقة تغذية 5ر2 مليون طن سنوياً وتحويله إلى منتجات بترولية عالية الجودة (سولار-بنزين عالى الأوكتان-بوتاجاز -...)، وتبلغ تكلفته الاستثمارية حوالى 9ر2 مليار دولار، وتوسعات مصفاة السويس لتصنيع البترول، بهدف إلى تحقيق استمرارية التشغيل الآمن للمعدات الإنتاجية بمجمع التفحيم والوصول إلى طاقة التغذية التصميمية التى تبلغ 75ر1 مليون طن سنوياً من المازوت لتعظيم كميات المنتجات البترولية عالية الجودة (خاصة السولار والبوتاجاز والبنزين)، للمساهمة فى تلبية احتياجات السوق المحلى من المنتجات البترولية.
انشاء مجمع للتقطير الجوي بشركة أسيوط لتكرير البترول، جارى إنشاء مجمع تقطير خام في مصفاة أسيوط للتكرير بطاقة إنتاجية قدرها 5 مليون طن سنوياً، ومشروع استرجاع الغازات الملحق بها وذلك بهدف تغطية احتياجات السوق المحلى من المنتجات البترولية عالية القيمة الاقتصادية سولار وبنزين و بوتاجاز، مشروع تقطير المتكثفات (CDU) ومشروع استرجاع الغازات لإنتاج البوتاجاز VRU بمصفاة تكرير النصر للبترول بالسويس، حيث يجرى إنشاء مشروع تقطير متكثفات بطاقة تغذية 2ر1 مليون طن سنوياً من المتكثفات، وذلك لإنتاج منتجات بترولية عالية القيمة الاقتصادية (نافتا –سولار- كيروسين –بوتاجاز-...).
- الاتفاقيات التي جري تنفيذها في مجال البترول
ووقعت البترول خلال الفترة الماضية، مذكرة تفاهم ثلاثية بالقاهرة تحت مظلة منتدى غاز شرق المتوسط في يونيه 2022 بين مصر والاتحاد الأوروبي وإسرائيل، والتي تهدف لنقل الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى أوروبا باستخدام البنية التحتية والتسهيلات المصرية، و توقيع إعلان النوايا مع وزارة الشئون الاقتصادية والعمل المناخى الألمانية لتعزيز التعاون في مجال تجارة الطاقة وتسهيل اتفاقيات القطاع الخاص والتعاون في مجال الغاز الطبيعي المسال.
- منتدى غاز شرق المتوسط
كما لعب منتدى غاز شرق المتوسط دوراُ فاعلاً في تعزيز سياسات التعاون في مجال الغاز الطبيعي بالتنسيق مع دول المنتدى والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الامريكية ، وقد كان اتخاذ خطوات حثيثة لبدء العمل فى تنمية حقل غاز غزة مارين بجهود ومشاركة مصرية من خلال الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية هو أحد النتائج المبهرة لمنتدى غاز شرق المتوسط خلال العام ، وتم توقيع مذكرة تفاهم مصرية فلسطينية للعمل بالمشروع في خطوة مهمة تحت رعاية المنتدى وهو ما يبرز أهميته البالغة فى التعاون لمصلحة كل الدول وشعوبها.