بابا الفاتيكان: إفريقيا لا تتوقف أبدًا عن مفاجأتنا
استقبل البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، أعضاء مجلة "Mundo Negro"، في المكتبة الخاصة بالقصر الرسولي بالفاتيكان.
وخلال لقائه في جواب عن سؤال حول ما تبقّى من «برغوليو الراهب اليسوعي»، الذي أراد أن يكون مرسلًا في اليابان، قال البابا: أعتقد أنني كنت دائمًا مهتمًا بالضواحي، أنظر إلى الضواحي من الداخل، ليس فقط لأنها تثير اهتمامي فكريًا، ويبقى فقط أن نذهب أبعد من الحدود.
تابع البابا مجيبًا عن سؤال حول قوله إن إفريقيا لا تتوقف أبدًا عن مفاجأتنا وأي جزء من هذه المفاجأة يمكنه أن ينسبه إلى المرسلين الذين قابلهم هناك، قائلًا: أكثر ما يفاجئني في المرسلين هو قدرتهم على أن يكونوا على أرض الواقع وعلى احترام الثقافات ومساعدتها على التطور، فهم لا يقتلعون الأشخاص من جذورهم، بل على العكس.
وتابع: وعندما أرى المرسلين، وهناك دائمًا شخص ما يمكنه أن يفشل، أرى أن الإرسالية الكاثوليكية لا تقتنص، ولكنها تعلن الإنجيل وفقًا لثقافة كل مكان. الكاثوليكية هي احترام الثقافات. لا توجد ثقافة كاثوليكية بحدِّ ذاتها، وإنما فكر كاثوليكي، ولكن في الكاثوليكية تتجذَّر جميع الثقافات، وهذا هو عمل الروح القدس عينه في صباح العنصرة. وهذا الأمر واضح جدًا. الكاثوليكيّة ليست تطابقًا، بل انسجام، انسجام في الاختلافات. وهذا التناغم يصنعه الروح القدس. فالمرسل يذهب، ويحترم ما هو موجود في كل مكان ويساعد على خلق الانسجام، لكنه لا يقتنص عقائديًا أو دينيًا وكذلك لا يستعمر. على المرسل أن يحترم ثقافة شعبه، ويتعايش مع تلك الثقافة ويقوم بعمله.
وأضاف بابا الفاتيكان: مجيبًا عن سؤال حول إن كانت الرسالة قد تغيّرت بعد المجمع الفاتيكاني الثاني وإن كانت الكنيسة تحتاج إلى نوع جديد من الرسالة، قائلًا: الحمد لله نعم، إذ يقول المؤرخون إنه لكي تكون هناك نتائج لمجمع ما يستغرق الأمر ١٠٠ عام أقلّه، لذا فنحن في منتصف الطريق الآن. لقد تغيرت أشياء كثيرة في الكنيسة، أشياء كثيرة نحو الأفضل، ولكن هناك علامتين مثيرتين للاهتمام، اختفت بالفعل أول المؤثرات الطائشة للمجمع، وأنا أفكر في الفوارق الليتورجية التي تكاد تكون معدومة الآن.
ونشأت مقاومة ضدَّ المجمع لم نشهدها من قبل، وهو أمر نموذجي في كلِّ عملية نضوج. لكن أشياء كثيرة تغيرت.
وتابع: في الجزء الإرسالي، يعتبر احترام الثقافات، وحقيقة انثقاف الإنجيل، إحدى القيم التي تأتي كنتيجة غير مباشرة للمجمع. إنَّ الإيمان ينثقف والإنجيل يأخذ ثقافة شعبه، فيصار إلى تبشير للثقافة. انثقاف الإيمان وتبشير الثقافة إنهما حركتان، وعندما أتحدث عن تبشير الثقافة، أنا لا أتحدث عن اختزال الثقافة أو الثقافة الأيديولوجية أو كل ما هو تجربة خطيرة حاليًا، لكنني أتحدث عن التبشير والإعلان، فقط وباحترام كبير. لهذا السبب، فإن أخطر خطيئة يمكن أن يرتكبها المرسل هي الاقتناص. لأن الكاثوليكية ليست اقتناصًا.