عماد مطاوع: «موسيقى هادئة» يسعى لإبراز الدائرة العبثية التي تلف إنسان هذا العصر
قال الكاتب المسرحي عماد مطاوع لـ"الدستور": "سعيد بفوز "موسيقى هادئة" على جائزة ساويرس، إلى جانب تلك السعادة يهمني الإشارة إلى أن مشهد الكتابة المسرحية بخير، إلا أن ندرة تقديم نصوص مسرحية على خشبة المسرح أصبح أمر يثير العديد من التساؤلات حول تلك الحالة من الاستسهال في صناعة مسافة بين كتاب المسرح وخشبته".
وأشار عماد مطاوع إلى أن المسرح معني في الأساس بوجود الإنسان وتفاعلاته وعلاقاته مع الحياة بكل تفاصيلها وإرهاصاتها، فإن النص المسرحي "موسيقى هادئة" يسعى لإبراز الدائرة العبثية التي تلف إنسان هذا العصر، تلك الدائرة التي تشكل حياته وتحوله إلى مجرد رقم في عالم مادي يسعي لإعلاء قيم الاستهلاك على كل ما هو إنساني ونبيل.
وتابع مطاوع: “فمن خلال مجموعة أشخاص بدون أسماء محددة، وبدون زمان ومكان محددين، نرى انهيار المشاعر الإنسانية، وانتشار العنف والدمار، فشخصيات العمل يتم الإشارة إليها بما ترتدي من ملابس، فهناك رجل البالطو ورجل البيجامة، وأمرأة فستان السهرة ورجل حلة السهرة، كما أن هناك شخصيات يتم تقديمه من خلال دورها الوظيفي في الحياة، فهناك المذيع والمذيعة والعازف والراقصة والجندي الأحمر والجندي الأسود، كما يضم النص شخصيات تقدم بشكل يرتبط بمرحلتها العمرية، فهناك مجموعة من العجائز رجال ونساء ومجموعة الأطفال الهرمين ذو الشعر الأبيض، ربما في إشارة إلى طمس شخصية الإنسان كونه أصبح مجرد شيء في هذه المنظومة العبثية”.
وأضاف: “موسيقى هادئة معزوفة مسرحية تعكس هزائم الإنسان المتعاقبة التي تهدد وجوده وتطمس ملامحه ومشاعره، وتنذر بما سيحدث من للإنسان من مأسي عندما يتوارى الحب وينتصر الحرب وينفجر العالم”.