«الفلاح الكفيف» بالفيوم يستغيث: نفسي في بيت أعيش فيه أنا وأبنائي
صدق المثل السائد “الإعاقة ما هي إلا إعاقة فكر وليس إعاقة جسد”، في الوقت الذي نشهد فيه تصدر أصحاب الإعاقات المشهد الإعلامي كنماذج مضيئة وبارزة تدل على النجاح وتجاوز الصعوبات.
وخير دليل على ذلك هي قصة الفلاح الكفيف «سامي عيد عبد الواحد» ابن قرية سيلا التابعة لمركز الفيوم بصعيد مصر، والذي يبلغ من العمر 43 عامًا، إذ حارب إعاقته البصرية وعمل فلاحًا بعدما خاب أمله في التعيين بوظيفة لدى وزارة الأوقاف المصرية ضمن تعيينات الـ 5 %.
ولد الفلاح الكفيف «سامي» بعيب خلقي لعين فاقده للبصر وأخرى تبصر، ولكن سرعان ما فقدت الأخرى بصرها فى سن الـ 19 عامًا نتيجه انفصال في الشبكية، ثم بعدها جاهدت أسرته لعلاجه ولكن دون جدوى، وتبين أنه يحتاج لعملية زرع قرنية، ولكن نظرًا لضيق الحال لم يتمكن من إجراء العملية، وظل كما هو لا يبصر.
ينتمي «الفلاح الكفيف» لأسرة ريفية بسيطة، ولديه العديد من الأشقاء، إلى جانب أنه متزوج ولديه من الأبناء 3 هم: أمل تبلغ من العمر 13 عامًا، وأحمد يبلغ من العمر 9 سنوات، وأنس يبلغ من العمر 5 سنوات.
لم يستسلم «سامي» لإعاقته البصرية، التي لازمته منذ سن الـ 19، وقرر عدم الجلوس في المنزل أو المتاجرة بتلك الإعاقة، واتجه للأراضي الزراعية لمساعدة والده في الزراعة، التي تعلمها منذ الصغر، حتى شاب عليها.
كان «الفلاح الكفيف» يتعرض في كثير من الأحيان للعديد من الاصابات نتيجة عملية «حش» المحصول وتقطيعة، وذلك لعدم قدرته على الرؤية، ولكن بعزيمته وإصراره على مواصلة تحدي إعاقته أصبح ناجح في مهام عمله بالزراعة في محافظة الفيوم ونموذج يحتذى به في تجاوز الصعاب.
ويستغيث «الفلاح الكفيف» بالمسؤولين بمحافظة الفيوم بتوفير شقة ليسكن بها مع أبنائه الثلاثة وزوجته، حيث إنه يعيش مع والده وإخوته في المنزل في أوضة صغيرة هو وزوجته وأبنائه.