ناجون يروون تفاصيل المأساة.. القصة الكاملة لعقار أسيوط المنهار
حادث مأساوي شهدته محافظة أسيوط، بانهيار مبنى مكون من 5 طوابق بمنطقة قلتة التابعة لحى غرب، ما أسفر عن مصرع 5 أشخاص، ومازال البحث جاريا عن ضحايا وناجين تحت الأنقاض.
ماتت وهي ساجدة وبيدها مصحف
بين هؤلاء الضحايا، وفي موقف مؤثر تمكنت قوات الإنقاذ والحماية المدنية من انتشال جثمان سيدة في العقد السادس من عمرها من تحت أنقاض المنزل المنهار كانت جالسة على سجادة الصلاة وبيدها مصحف.
وأنقذت العناية الإلهية آمال عبد الخالق صالح لتصبح إحدى الناجيات، بعد أن انتشالها من قبل قوات الحماية المدنية التى تعرفت على مكان السيدة خلال استخدامها للهاتف المحمول وتواصلت مع شقيقها، فتمكنت فرق الإنقاذ من تحديد مكانها.
وقالت آمال إن انهيار المنزل يعود لمخالفة برج مجاور شروط التراخيص وهو ما أثر سلبا على المنزل وأحدث تشققات.
ولفتت إلى أن شقيقها، ضحية انهيار المنزل، كانت قد أرسلت العديد من الشكاوى إلى مجلس الوزراء، بسبب بناء عقار حديث مؤلف من 7 طوابق في أقل من شهر ونصف الشهر دون النظر للعقار المجاور.
وأشارت إلى إبلاغ شقيقها بتحويل الشكوى إلى محافظة أسيوط لفحص العقار محل البلاغ، موضحة أن أصحاب العقار استمروا في البناء وتعلية الطوابق حتى أعمدة الطابق الـ12 حتى ليلة الحادث.
وتابعت: “أخي تحدث أكثر من مرة مع أصحاب البرج عن تعرض المنزل لتصدع وتشقق وطالبهم بإحضار استشاري هندسي لفحص العقار والوقوف على حالته الإنشائية ولكن الرد دائماً بالتسويف (بكرة وبعده)”.
وزادت: "في ليلة الحادث أجرى مقاول أعمال ترميم للعقار في الطابق الأرضي بعد حدوث تصدع وتشققات لكن محاولاته لم تفلح، وفي الساعة الثانية عشرة دخل المنزل مهندس رفقة المقاول وأخبره أن العقار آيل للسقوط".
واختتمت حديثها قائلة: "تلقى أخي رسالة في الساعة الثانية فجراً تحذره من البقاء في المنزل لأنه معرض للسقوط، واتصل شقيقي بأصحاب البرج وقال لهم إن المنزل سينهار، وفي أثناء محاولاتنا الخروج في الساعة الثالثة فجرًا وقع فوق رؤوسنا جميعًا".
إنقاذ كلب من تحت الأنقاض
مبنى أسيوط المنهار كان له ضحاياه من الحيوانات، لكن فرق الحماية المدنية أنقذت كلبًا وخرج سليمًا من تحت الأنقاض.
كان قد أمر اللواء عصام سعد محافظ أسيوط، يوم الأحد 9 من يناير بتشكيل لجنة من الإدارة الهندسية بمركز بحي غرب أسيوط ومديرية الإسكان لمعاينة المنزل المنهار وكتابة تقرير شامل عنه واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، لحماية المنازل المجاورة حفاظًا على أرواح قاطنيها.
كما أكد محافظ أسيوط، أنه يتابع حادث انهيار منزل مكون من 5 طوابق بمنطقة قلتة بحى غرب مدينة أسيوط، موجها قوات الحماية المدنية والإنقاذ والإسعاف بسرعة انتشال بعض السكان المفقودين من تحت الأنقاض.
وكان قد انتقل إلى موقع الحادث اللواء مهندس شاكر يونس السكرتير العام، والعميد علاء عبد الجابر السكرتير العام المساعد، وجرى الدفع بـ3 سيارات حماية مدنية وأكثر من 12 سيارة إسعاف وسيارات الحملة الميكانيكية بالمركز لرفع الأنقاض، وانتشال السكان وفريق الإغاثة التابع لمديرية التضامن الاجتماعي، في حضور محمد بشير رئيس غرب ونوابه ومعدات الحملة الميكانيكية.
وتبين من المعاينة والفحص انهيار منزل مكون من 5 طوابق بمنطقة قلته امتداد الجمعية الشرعية مأهول بالسكان.
من جانبه، قال الخبير القانوني أحمد سمير إن المادة 102 من القانون الموحد رقم 119 لعام 2008 تنص على عقوبة بناء بدون ترخيص داخل الحيز العمراني موضحًا أنه قد جاء نص المادة كالآتي: "يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على خمس سنوات، أو الغرامة التي لا تقل عن مثلي قيمة الأعمال المخالفة، ولا تجاوز 3 أمثال نفس القيمة، كل من قام بإنشاء مبان أو إقامة أعمال أو توسيعها أو تعليتها أو تعديلها أو تدعيمها أو ترميمها أو هدمها، بدون ترخيص من الجهة الإدارية المختصة".