عبدالرزاق قرنح الفائز بنوبل: الكتابة عن الأبطال تمثل عبئًا علىّ
غالبًا ما تتناول أعمال عبدالرزاق قرنح، الكاتب البريطاني الذي ولد في زنجبار وفاز بجائزة نوبل للآداب عام 2021، حياة الناس العاديين الذين يكافحون مع وقائع الاستعمار والهجرة والعرق.
تحدّث قرنح، خلال جلسة لمهرجان دكا الأدبي في بنجلاديش والذي حمل عنوان "عالم بلا مركز"، عن أولوياته في الكتابة وما يهتم بتقديمه عبر أعماله والأهمية التي يوليها لتركيز الكتابة حول تفاصيل حياة المهمشين.
يهتم بتعقيدات الحياة
قال قرنح، إنه لا يهتم بالكتابة عن حياة القابعين في المركز والذين تكتب عنهم الصحف أو غيرها، لأنهم حاضرون بالفعل، لكنه في المقابل يهتم بتعقيدات الحياة العادية لأن هذا هو ما يعيشه الغالبية من الناس، الذين يواجهون جميع أنواع المعضلات والصعوبات.
ولفت إلى أن سبب تركيز كتاباته على هؤلاء الأشخاص هو أنه معني بالحيوات البسيطة، غير أنه لا يريد التحدث نيابة عنهم وإنما يصورهم كما يراهم آملًا أن يكون لذلك صدى لدى الآخرين، موضحًا: "أظن بأن الأماكن والأشخاص الذين أكتب عنهم مثيرة للاهتمام بالنسبة إلي لأنني على دراية بهم".
الكتابة عن الأبطال عبء
أشار قرنح إلى أنه لا يتطرق للأبطال في كتاباته، وإنما يتآلف مع الذين يقضون حياتهم ويتعايشون مع مشكلاتها؛ هي رغبة في أن يقول "دعونا لا نتجاهل هذه الحيوات الصغيرة"، وهذا ما ركّز عليه في روايات له مثل "الجنة" التي أدرجت في القائمة القصيرة لجائزة بوكر، و"الهجر"، و"عن طريق البحر"، والتي وصلت إلى القائمة الطويلة للبوكر، وأدرجت في القائمة المختصرة لجائزة لوس أنجلوس تايمز للكتاب.
لفت قرنح إلى أن الكتابة عن الناس العاديين لا يمثل عليه ضغطًا، وإنما على النقيض؛ فالكتابة عن الأبطال هي ما تمثل عبئًا عليه، فهو معجب بطاقة هؤلاء البسطاء والطريقة التي يتشبثون بها بالأمل ويحتالون على مشكلاتهم، قائلًا: سعة الحيلة التي يتعامل بها الناس مع ما واجهوه في الحياة هي إحدى الأشياء القليلة التي تعجبني في البشر.
أتحدث نيابة عن نفسي
عبّر قرنح في المقابل عن أنه لا يتحدث نيابة عن أحد ولكن فقط يعبر عن رأيه، قائلًا: "أنا واضح بشأن الهدف من الكتابة، فلا أعبر إلا عما أعرفه وأراه".
وتابع: ما أتمناه هو أن يقول شخص ما: هذا هو تحديدًا ما فكرت به. أتمنى أن أكون قادرًا على رؤية أشياء صغيرة وأنجح في التفكير بشأنها. ما هو مثير للاهتمام؛ أن أنال الاعتراف لأقول نعم لقد نجحت في أن أرى هذه المسألة".