مستفيدة من «حياة كريمة»: فتحت لى ورشة خياطة وأعادت بناتى للمدرسة
قدمت المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» الكثير من الخدمات التي يعتمد عليها المواطنين بشكل أساسي في حياتهم اليومية داخل القرى النائية والأكثر فقرًا ، وجاء ذلك من خلال تطوير وإحلال البنية التحتية إلى جانب تطوير الوحدات الصحية وترميم المنازل المتهالكة وإدخال المياه النظيفة والغاز الطبيعي لها .
واهتمت المبادرة بتوفير فرص عمل لمحدودي الدخل وذلك لتوفير مصدر رزق ثابت لهم ولأبنائهم ، وكان ذلك بمثابة حلم لدى الكثير من السكان بعدما عانوا على مدار سنوات طويلة بسبب قلة الخدمات المقدمة إليهم .
تعرضت فتحية عبدالمتجلى، ٥٠ عامًا، من قرية "الناصرية" بمحافظة الفيوم، إلى الغدر من قبل زوجها، الذى هرب منذ حوالى ٥ سنوات، تاركًا لها ٣ فتيات تتراوح أعمارهن ما بين ١٥ و١٧ و١٩ عامًا، دون أن يترك لها جنيهًا واحدًا فى المنزل، الأمر الذى جعلها تمد يدها للحصول على صدقة من أهل الخير.
وفى ظل هذه الظروف الصعبة، اضطرت السيدة "فتحية" للعمل فى خدمة البيوت، لكنها لم تبق فيها كثيرًا، فى ظل عمرها الكبير وصحتها المتردية، ولذلك توقفت عن هذا العمل تمامًا، وبدأت فى البحث عن أى فرص لعمل آخر.
حاولت العمل فى كل مكان، لكنها لم تجد أى فرصة مناسبة لها ولظروفها، لذلك ظلت تعيش على الإعانات الشهرية التى تقدمها الجمعيات الخيرية، بالتزامن مع استمرارها فى البحث عن زوجها، أملًا فى أن تجده فى أى مكان فيشاركها تحمل عبء الحياة الكبير.
في ذلك السياق قالت السيدة "فتحية": "لم أجد زوجى كما توقعت، لذلك اضطررت لدفع بناتى للعمل فى العديد من المجالات، فمنهن من عملت فى أحد المحال التجارية، والثانية والثالثة عملتا فى مصنع ملابس، ومن خلاله تعلمتا طرق قص القماش وتصميمه وخياطته".
وأضافت: "تركت بناتى الثلاث دراستهن، لأنهن لم يستطعن التنسيق بين العمل والدراسة، وكنت أدعو الله يوميًا أن ينقذنا من هذه الدوامة التى هدمت كل ما بنيناه، أو أن تحدث المعجزة ويظهر الأب".
وواصلت: "ظلت حياتنا على هذه الحال، حتى جاء المنسقون الميدانيون لمبادرة (حياة كريمة)، فجلست معهم وشرحت حال أسرتى، والمشكلات التى تواجهها، وناشدتهم أن يحموا بناتى من هذه الدوامة، وألا يتركوهن، فوعدونى أنهم مش هيسيبونا".
سأل منسقو "حياة كريمة" السيدة "فتحية" إن كانت تستطيع إدارة ورشة خياطة، فأجابت بـ"نعم"، مشيرة إلى أنها عملت فى هذا المجال قبل زواجها، كما أن اثنتين من بناتها الثلاث عملتا فى مصنع ملابس وتمتلكان خبرة كبيرة.
وقالت ابنة قرية "الناصرية": "أخذوا منى الأوراق المطلوبة، وأخبرونى بأن أتوجه إلى بنك ناصر فى اليوم التالى، لتقديم طلب للحصول على تمويل مشروع متوسط أو متناهى الصغر".
وأضافت: "كنت أشك فى تنفيذ المشروع على أرض الواقع، وفى إمكانية الموافقة على منحى القرض، لكننى فوجئت بمنحى إياه بمزايا تُناسب وضعى وحالتى المادية".
وواصلت: "من خلال هذا القرض فتحت ورشة الخياطة بالفعل، وبدأنا العمل بنشاط وهمة، أنا وبناتى الثلاث، اللاتى اعتبرن الورشة مشروع حياتهن الذى سيعوضهن عما فات، وبعد ٣ أشهر فقط توافرت لدىّ نقود مكنتنى من إعادة بناتى للدراسة من جديد".
ووصفت مبادرة "حياة كريمة" بأنها باب نجدة لعدد كبير من الأهالى، يساعد فى إنقاذهم من ضغوط الحياة وتقلباتها التى لا يسلم منها أحد، موجهة الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على إطلاقه هذه المبادرة، وكذلك لكل القائمين عليها، الذين يواصلون العمل ليل نهار لمساعدة أهالى القرى الفقيرة والنائية، وتلبية احتياجاتهم كلها فى أسرع وقت ممكن.