الروائي محمد إسماعيل: الترجمة للعامية نتاج عدم إلمام المتصدين للكتابة بلغتهم العربية
مع الإعلان عن صدور ترجمة رواية أرنست هيمنجواي، “العجوز والبحر”، بالعامية المصرية، تباينت ردود الأفعال داخل الوسط الثقافي المصري، بين مؤيد ومعارض لها الاتجاه في ترجمة الآداب العالمية بالعامية، وفي هذا الصدد قال الكاتب الروائي محمد إسماعيل لــ “الدستور”: الحديث عن الترجمة للعامية يجب أن يبدأ من نقطة تسبقه وهي الكتابة بالعامية.
وأوضح صاحب رواية “باب الزوار”: بداية، الخلاف القديم حول لغة الحوار والمفاضلة بين الفصحى والعامية لم يكن أبدا حول السرد، فأنصار المذهبين متفقون على حتمية الفصحى هنا.
وإن كان لعشاق العامية في الحوار حجتهم في تفضيلها لإضفاء مزيد من الواقعية على العمل والمصداقية على الشخوص، تجد معسكر الفصحى يرون الكمال في الحفاظ على البلاغة.
وأردف “إسماعيل”: أما ما نراه اليوم من أعمال أدبية كتبت برمتها بالعامية سردًا وحوارًا فهو نتاج ضعف التعليم وعدم إلمام المتصدين للكتابة بلغتهم العربية، إذ أني لا أرى سببًا آخر للإقدام على فعل كهذا.
ــ قلة تكلفة
ولفت صاحب “سارقة الأرواح”: الترجمة للعامية تأتينا بأعمال خرجت من حيز الملكية الفكرية إلى رحابة المجال العام، فلا تستثمر دار النشر في الحقوق، كما تستغنى عن التدقيق والتحرير فالعامية لا قواعد لها ولا ضوابط. وحيث أن الترجمة للعامية لا تتطلب أي موهبة أو قدرات خاصة، فتصبح كل التكلفة على الناشر في سعر الورق فحسب.
قرأت مؤخرا على الفيسبوك كلمة غلاف إحدى روائع الكلاسيكيات مترجمة للعامية فلم أجد سطرًا بلا أخطاء. وعلى الرغم من أن العامية بلا قواعد، لكن تبقى الحروف في أماكنها. بيد أني لم أندهش كثيرا لاستبدال الهاء بالتاء والألف المقصورة بغيرها فالتصدي للكتابة الإبداعية بالعامية هو اعتراف ضمني بالجهل بلغة الضاد. أكثر ما أحزنني هو أن الناشر والمصمم والمخرج لم يجدوا غضاضة في العمل على تلك الركاكة، فلا عجب أن تنحدر بلاغتنا وهذا حال بعض القائمين على الثقافة.
واختتم “إسماعي” مؤكدا علي: وعلى صعيد آخر، فالكتابة بالعامية تحد من انتشار العمل إقليميا وتمنعه من المشاركة في المسابقات الأدبية أي أنه عمل محكوم عليه بالكساد ولن يسترد تكلفته، فما جدوى التطاول على لغتنا إذن؟
حقيقة من المؤسف أن تصدر أعمال كتلك من بلد نجيب محفوظ والعقاد وطه حسين وقائمة من المبدعين لا يسعها الحصر.