الروائى التركى أورهان باموق: «متحف البراءة» فى مسلسل قريبًا
تحظى أعمال الروائي التركي أورهان باموق بمقروئية كبيرة في العالم العربي، وقد تُرجمت الكثير من أعماله إلى العربية، ومن أبرزها "اسمي أحمر" و"متحف البراءة".
حصل باموق على جائزة نوبل للآداب في العام 2006، وتوجت أعماله بجوائز أخرى منها "جائزة مادارالي" للرواية لعام 1984 عن روايته "المنزل الهادئ"، وجائزة "الخيال الأجنبي" لعام 1990، كما أدرجت روايته "ثلج" المنشورة في عام 2002 بين أفضل عشرة كتب لعام 2004 بصحيفة «نيويورك تايمز».
رواية «ليالي الوباء» والملاحقات السياسية
أجرى موقع today L’Orient مقابلة مع الروائي العالمي، وفيها أشار إلى روايته الجديدة، الصادرة في 2022 بعنوان "ليالي الوباء"، والتي يروي فيها قصة وقف انتشار أحد الأوبئة في جزيرة عثمانية، وأحوال الإمبراطورية العثمانية في أواخر أيامها.
تحدّث باموق عن المشكلات التي يواجهها جراء مواقفه السياسية من حكومة الرئيس التركي أردوغان، والتي كان آخرها بسبب روايته الجديدة، قائلًا: «قبل ستة عشر عامًا، عندما تحدثت عن الإبادة الجماعية للأرمن أراد نصف الحكومة في ذلك الوقت إدانتي، والنصف الآخر أراد حمايتي، حينما أعطوني حراسًا شخصيين ما زالوا يرافقونني عندما أذهب إلى إيطاليا.. إنها صدمة، لكنني معتاد عليها».
وأضاف: فيما يتعلق بأحدث رواياتي "ليالي الوباء" (غاليمارد، 2022)، استجوبني المدعي العام المسئول عن الصحافة، للاشتباه في إهانة أتاتورك والعلم التركي. سألتهم في أي مقاطع وفي أية صفحات عثرتم على الإهانات المزعومة، فتلاشت الاتهامات، أنا لست قلقًا.
الكاتب والرسام ثنائية خاطئة
تحدث باموق عن رغبته المبكرة في أن يصير رسامًا، بقوله: «ولدت في عائلة من المهندسين المدنيين، وشُجّعت على اتباع نفس المسار.. أردت أن أكون رسامًا ولم أتوقف عن الرسم منذ أن كنت في السابعة وحتى عمر 22.. ذهبت إلى نفس المدرسة التي كان أبي فيها، ولكن لأكون مهندسًا معماريًا، ولكن فيما بعد توقفت عن الرسم لأصبح كاتبًا؛ قتلت الرسام بداخلي عن عمد».
عاد باموق إلى شغفه القديم بالرسم في العام 2008، حينما زود دفاتره برسوم توضيحية للتوفيق بين موهبتيه؛ الرسم والكتابة، ليتشابك الرسم مع الكتابة في دفاتره.
يلفت باموق إلى هذه الموهبة المزدوجة بقوله: «طوال حياتي دافعت عن أن الكتابة والرسم ليسا متباعدين، خاصة في الشرق وآسيا، فكل الخط العربي يثبت ذلك، ومن ثم فثنائية الكاتب والرسام فكرة حديثة خاطئة».
وأجاب عن سؤال: "لماذا قررت نشر دفاتر ملاحظاتك؟"، قائلا: «كانت فكرة ناشري الفرنسي، الذي عرضته عليه ذات يوم.. قمنا بالاختيار من بين 30 دفتر ملاحظات من 400 صفحة مزدوجة، لينتهي بنا الأمر بهذا الكتاب".
وتابع: الرسم يجعلني سعيدًا ويمنحني الطاقة، ولا يمثل تهديدًا على عملي بالكتابة، أنا مغرم بالرسم والصور، كان أندريه جيد، الذي يعجبني كثيرًا، هو من اخترع فكرة نشر يوميات خلال حياته، ما أحدث تغييرًا كبيرًا في تاريخ الأدب؛ فمن بعده اكتسبت اليوميات شرعيتها الفنية.
شغف بالأدب الفرنسى
وردًا على سؤال حول أسباب انغماسه بالأدب الفرنسي وشغفه به، بيّن باموق أن هذا يرجع إلى تأثره بوالده الذي ترجم أعمال الكاتل الفرنسي بول فاليري إلى التركية، والذي كان مُحبا للفرنسية وناطقًا بها، مثل كل تركيا في عهد أتاتورك.
وأضاف: اليوم في بلدي، لا تزال الثقافة الفرنسية مهمة، ولكن منذ الخمسينيات من القرن الماضي كانت تتنافس مع الثقافة الأمريكية، وأنا أحترم الثقافتين.
متحف البراءة من رواية إلى مسلسل
أصدر باموق في وقت سابق رواية ذائعة الصيت تحمل عنوان "متحف البراءة" في منزله باسطنبول، وأنشأ متحفّا يحمل الاسم ذاته، ويضم العناصر والتجهيزات الموصوفة في روايته.
قال باموق عن متحفه إنه يعمل بشكل جيد جدًا، فهو المتحف الوحيد في العالم، باستثناء المتاحف عن المواد الإباحية والتعذيب، الذي يعمل فقط على مبيعات التذاكر، نستقبل 35 ألف زائر سنويًا، وسيكون المتحف موضوعًا لمسلسل على منصة "نتفليكس".