رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يشهد 2023 حربًا بين صربيا وكوسوفو؟

صربيا وكوسوفو
صربيا وكوسوفو

أعلنت الرئاسة الروسية "الكرملين"، عن أن روسيا تدعم ما تقوم به صربيا بهدف وضع حد للتوترات في كوسوفو التي شهدت إطلاق نار وانفجارات، حيث أقيمت حواجز على الطرق.

 

واعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمترى بيسكوف أن من الطبيعي أن تدافع صربيا عن حقوق الصرب الذي يعيشون في الجوار وسط ظروف بالغة الصعوبة، وأن ترد بشكل حازم حين يتم انتهاك حقوقها.

 

يأتى الموقف الروسى، عقب استدعاء الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش مساء الأحد الجنرال ميلان مويسيلوفيتش، قائد القوات الصربية، إلى الحدود مع كوسوفو، في موازاة إعلان وزير الدفاع ميلوس فوسيفيتش مساء الإثنين أن الجيش الصربي في حال تأهب قصوى بعد التوترات الأخيرة في كوسوفو.

 

فهل يشهد عام 2023 حربا بين صربيا وكوسوفو، وخاصة عقب تصريحات وزارة الخارجية الأمريكية بعمل الاتحاد الأوروبي وواشنطن مع الرئيس الصربي ورئيس وزراء كوسوفو لإيجاد حل سياسي من أجل نزع فتيل التوترات؟.

 

وفى هذا السياق، قال هانى سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات والخبير في العلاقات الدولية، إن الحديث الحالى عن الأزمة بين صربيا وكوسوفو نوع يعد من النبش فى الأزمات والملفات القديمة، خاصة فى ظل الأجواء والتعقيدات التى يشهدها العالم فى الوقت الراهن خاصة مع الأزمة الروسية الأوكرانية.

 

وأضاف سليمان، في تصريحات خاصة لـ"الدستور": السبب المباشر نابع من أزمة ما يسمى بـ"لوحات السيارات"، على الرغم من استقلال كوسوفو عن صربيا فى 2008 وفقا لمعاهد بروكسيل، لكن كان هناك العديد من الأمور التى لم يتم حسمها ومنها على سبيل المثال أنه ما زال هناك 50 ألف صربى يقيمون فى كوسوفو ورافضين التعامل بالأوراق أو لوحات السيارات إلا وفقا الانتماء لصربيا، وهذا شكل أزمة كبيرة أسفرت فى الفترة الماضية عن محاولة إلزام المواطنين بتحويل لوحات السيارات إلى لوحات كوسوفية، ولكنه لم يتم وبالتالى كان هناك حالة من التصعيد، والقوات الصربية شنت العديد من الغارات على منفذ ومعبر إيرينى وهى منطقة أغلبها من الصرب وتابعها استقدام مدرعات صربية على الحدود بينها وبين كوسوفو وردت كوسوفو بالمثل مما أدى إلى تأزم المشهد.

وأوضح أنه يمكن جذور الأزمة بدأت منذ 1998، 1999 عندما كان هناك احتدام المواجهة بين كوسوفو ويوغوسلافيا المتمثلة فى صربيا والبحر الأسود والعديد من المواجهات وقبلها 1991 تم تكوين ما يسمى جيش تحرير كوسوفو، وأقام العديد من العلميات عام 1995 ضد صربيا، احتدمت المواجهات وساهم بها قوات ناتو فى مساعدة قوات كوسوفو فى الهجوم على صربيا والبحر الأسود، وأسفرت عن استقلال كوسوفو وفقا لمعاهدة بروكسيل 2008،  لكن فى النهاية هذه المسالة وهذا الحسم بهذه الوتيرة لم يكن وفقا لتراضى وحسم كافة الأمور والقضايا العالقة بشكل جذرى ولكن كان نوع من فرض الأمر الواقع وفقا لبعض الاعتبارات التى تتمسك بها صربيا وعدم حسم المسائل الخاصة بالمواطنين والمعاملات والحدود، والتى ما زالت عالقة حتى الآن وبالتالى هناك العديد من الأسباب التى من شأنها أن تشعل الأزمة من وقت إلى آخر.

 

هانى سليمان: أزمة صربيا وكوسوفو استدراج غربى أمريكى لتشتيت روسيا

وتابع: “إذا كنا نتحدث عن الموقف المتأزم الحالى وبشكل عام إذا وضعنا عنوانا عريضا فيمكن الحديث عن استدعاء هذا المشهد فى الوقت الحالى وتصعيده، قد يكون أحد أنواع الضغوط على الجانب الروسى لتطويقه وتشتيت القوات الروسية العالقة فى أوكرانيا وبالتالى محاولة فتح جبهات جديدة لأنها كانت هناك مواجهة بين صربيا وكوسوفو ودعم غربى وتدخل ناتو، سيجعل روسيا تنخرط فى الحرب إلى جانب صربيا، وهذا من شأنه أن يضعف الجانب الروسى ويوزع قدراته وقواته وهذا سيسهل دور حلف ناتو وأوكرانيا فى حسم المعركة فى الداخل”.

واستكمل: بالتالى يمكن القول، إنه أحد أنواع وآليات الاستدراج الغربى والأمريكى للجانب الروسى فى صربيا، وفتح جبهات جديدة تشتت القوات الروسية وتجعل هناك مساحة ومرونة للقوات الأوكرانية فى التقدم".