كيف تؤثر احتفالات الكريسماس على الطيور البرية؟ تهرب بعيدًا عن البشر
كشف فريق بحثي متخصص في دراسة سلوكيات الحيوان من معهد «ماكس بلانك» الألماني، ومعهد علوم البيئة الهولندي، أن اطلاق الألعاب النارية خلال الاحتفال بأعياد الميلاد «الكريسماس» يؤثر على سلوكيات وأنماط الهجرة لدى الطيور البرية.
وجاء في دراستهم أن إطلاق الألعاب النارية تؤثر على مسارات الهجرة التي تتبعها الطيور البرية، مثل الأوز القبطي، حيث رصدوا خط سير 347 أوزة قبطية خلال رحلاتها بين ألمانيا وهولندا والدنمارك، ليجدوا أن مسارهم تغير فجأة لطرق أخرى بعيدة عن التجمعات البشرية.
الطيور تشعر بالخوف بسبب الألعاب النارية
وجرت الدراسة على أربعة فصائل مختلفة من الأوز القطبي، ولمدة 24 يومًا منقسمة إلى 12 يومًا قبل احتفالات الكريسماس، و12 يومًا بعد انتهائها، وظهر أنه من بين التأثيرات التي حدثت أن الطيور التي تعرضت للألعاب النارية اضطرت للاستراحة لمدة ساعتين أقل مقارنة بالطيور الأخرى التي حلقت في ظروف طبيعية، وطارت لمسافات أطول بدون توقف، ووصلت هذه المسافات إلى 500 كيلومتر أحيانًا.
وأوضحت الدراسة: "سلوكيات الطيور التي تعرضت لإطلاق ألعاب نارية ظلت مختلفة حتى بعد انتهاء احتفالات أعياد الميلاد، على سبيل المثال، ظلت الطيرو تأكل لفترات أطول من المعتاد، ومن ثم لم تعود إلى المناطق المقرر في الوقت المعتاد لها".
وأشارت إلى أن احتفالات أعياد الميلاد تثير الفزع لدى الطيور والحيوانات، وأن الشخص الذي يمتلك حيوانًا ما يستطيع رؤية ذلك التأثير عليه، فيجد حيوانه الأليف يشعر بالخوف.
سلوكيات صادمة للطيور البرية
ووجدت الدراسة أيضًا أن الطيور التي تعرضت لمحيط إطلاق الألعاب النارية تركت أماكن الراحة المعتادة لديها، وحلقت بعيدًأ بمسافة بلغت 16 كيلومترًا، وعلى ارتفاع أعلى، بلغ ما بين 40 إلى 150 مترا.
من جانبه، أوضح أندريا كولزيش باحث في مجال سلوكيات الحيوان ورئيس فريق الدراسة: "المسافات الإضافية التي حلقت عبرها الطيور تثير صدمة، فهناك طيور حلقت لمئات الكيلومترات في ليلة واحدة، وقطعت مسافات لا تقطعها عادة إلا في رحلات الهجرة".
وتابع: "وجدنا أن الطيور تغادر أماكن نومها وتتجه إلى مناطق أبعد عن البشر، ويتراجع فيها تركيز الجزيئات، وهو ما يشير بقوة إلى أن الطيور تحاول الفرار هربًا من الألعاب النارية".