بطريرك الكاثوليك خلال قداس العيد: نحن فى حاجة إلى التربية على الرجاء
قال البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الكنيسة الكاثوليكية بمصر "إن الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، يؤكد كل مرة أننا نؤمن بأن في أفق الإنسان هناك شمس منيرة للأبد".
وتابع خلال كلمته التي ألقاها بقداس عيد الميلاد المجيد الذي ترأسه بكاتدرائية السيدة العذراء مريم بمدينة نصر قائلًا: "ستكون هناك مشاكل، سيكون هناك القيل والقال والحروب والأمراض، غير أن القمح ينمو، إننا لا نملك المستقبل ولكننا نعرف أن يسوع المسيح الكلمة المتجسد هو نعمة الحياة الأعظم، هو عمانوئيل الله معنا يعزينا ويقودنا في مسيرتنا".
وأضاف: "نعم الله هو أبونا إله الأمور الجديدة، إن الرجاء لا يتوقف أبدًا، هذا الرجاء الذي يمنحنا إياه طفل بيت لحم يقدم هدفًا ومصيرًا جيدًا للحاضر والخلاص للبشرية.
كما يؤكد لنا ذلك بولس الرسول بقوله في رسالة رومية: "لأننا في الرجاء نلنا الخلاص"، أي أننا ننال الخلاص عندما نسير في هذا العالم برجاء، وهنا يسأل كل منا نفسه هل أسير برجاء أم أن حياتى الداخلية منغلقة.
وتابع أننا في حاجة الى مسيرة للتربية على الرجاء، وهنا أذكر بعض النقاط المهمة في هذا المجال مثل:
- تذكّر أنّ العدو الأول ضد الرجاء والذي ينبغى السيطرة عليه، هو في داخلك وليس في الخارج .لذا لا نترك مجالًا للأفكار المريرة والمظلمة، وأرج حيثما زرعك الله ولا تستسلم للظلمة، آمن بوجود الحقائق الأسمى والأجمل، ثق بالله الخالق وبالروح القدس الذي يحرك كل شيء نحو الخير، تذّكر أن العالم يسير بفضل العديد من الأشخاص الذين فتحوا أبوابًا وبنوا جسورًا وحلموا وآمنوا حتى عندما كانوا يسمعون حولهم كلمات الاستهزاء والسخرية.
- إن شعرت بالفراغ وفقدان العزيمة، اطلب من الروح القدس أن يملاً عدمك من جديد. اصنع الخير وسط البشر، ولا تصغ لصوت من ينشر الحقد والانقسامات.
- لا تفكر أبدًا أن جهادك على الأرض غير نافع على الإطلاق، لأن الله قد وضع رجاء، في قلوبنا والله لا يخيب صاحبه، وإنما يجعلنا نزهر في ربيع أبدي، فابن حيثما تكون، واسمح للآخرين أن يساعدوك لتقف على رجليك.
- احلم ولا تخف أن تحلم بعالم لا يمكن رؤيته الآن، ولكنه سيأتي بالتأكيد عندما يكون الله الكل في الكل، فإن الأشخاص القادرين على التخيل والحلم، قدموا للإنسانية اكتشافات علمية وتكنولوجية، عبروا المحيطات ومشوا على أراضٍ لم يطأها أحد أبدًا، إن الذين زرعوا الرجاء هم أيضًا أولئك الذين غلبوا العبودية وحملوا لهذه الأرض أوضاع حياة أفضل.
واختتم كلمته قائلًا: "نرفع صلاتنا متحدين مع قداسة البابا فرنسيس، ومع إخوتنا بطاركة وأساقفة الكنائس في العالم".
مـن هـذه الكنيسة نبعث بأطيب التهـاني القلبية إلى كـل المحتفلين بالعيد وإلى شعبنا المصـري كـافـة والشعوب جميعًا، مـصـليـن مـن أجـل سـلام وطمأنينـة العـالم، وأن يشملنا الله برحمته ويغمر قلوبنا بمحبته، نصـلي مـن أجـل وطننـا الغـالي مـصـر، ومـن أجـل رئيس الجمهوريـة عبـدالفتـاح السيسي وكـل المعاونين له في خدمـة الـوطن، طالبين لهـم الصـحة والعـون لمواصلة العمـل مـن أجـل كرامة وسعادة كل المصريين. ونجدد التهنئة لمصر على استضافة مؤتمر المناخ الذي حاز على تقدير العالم وأكد أن مصر لها دور ريادي.مضيفاً "أننا نصـلي أيضـًا ونهنئ كـل الـذين يحتفلون بعيد ميلاد الرب يسـوع اليـوم وكـل الأيام المقبلة، متمنين أن يغمر فرح ورجاء الميلاد قلب كل إنسان، بشفاعة أمنا القديسة مريم العذراء".