دكتورة شيماء الخولي.. أول طبيبة مصرية تقود تدريبًا لإزالة الأورام بمؤتمر عالمى بكاليفورنيا
طبيبة مصرية امتلكت تقنية فريدة من نوعها، عجز عن تطبيقها الأطباء في أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط، أُطلق عليها لقب "كوكب الشرق في التنظير الهضمي"، كونها أثبتت أن الطب لا يصل إلى قمته إلا إذا أصبح فناً.
لم يقف نجاح الدكتورة شيماء الخولي الأستاذ المساعد لأمراض الجهاز الهضمى بطب قصر العينى عند إجراء العمليات المعقدة فقط باستخدام المناظير، بل امتد لتلقى دعوة من الجمعية الأمريكية لمناظير الجهاز الهضمى ASGE كأول طبيبة مصرية وعربية لتدرب الأطباء عملياً، فى أكبر مؤتمر عالمي للجهاز الهضمي بمدينة سان دييجو بولاية كاليفورنيا في عام 2022.
سيرة مُشرفة
تقول الأستاذ المساعد لأمراض الجهاز الهضمي، إنّها تمتلك خبرة عميقة في مجال تشفية أورام الجهاز الهضمى عن طريق المنظار الباطني بدون جراحة، كونها تُعد من أوائل الأطباء الذين تعلموا هذه التقنية وأدخلوها مصر.
وأوضحت الطبيبة في حديث خاصة لـ "الدستور"، أنّها تعمل في تخصص مناظير الجهاز الهضمى مع فريقها الذي يعتبر الأول في هذا المجال في مصر والوطن العربي، منذ أن كان ذلك الحلم مجرد فكرة على ورق، واستطاعوا سوياً تحقيقه في النهاية.
و أشارت إلى أنّها تخرجت في طب قصر العيني بجامعة القاهرة عام 2005، وحصلت على الماجيستير عام 2011، ثم الدكتوراه في عام 2015، لتركز جهودها على استخدام تقنية تشفية الأورام.
وعن خبراتها العملية في مجال أمراض الجهاز الهضمي، فقد شغلت منصب أستاذ مساعد أمراض الجهاز الهضمي بطب القاهرة (قصر العينى)، أستاذ مساعد مناظير الجهاز الهضمي العلاجية التداخلية المتقدمة، واستشاري مناظير الجهاز الهضمي العلاجية التداخلية المتقدمة بمستشفى ميلينيوم.
كما شغلت أيضًا منصب استشاري مناظيرالجهاز الهضمي العلاجية التداخلية المتقدمة بمستشفى السلام الدولي، استشاري مناظير الجهاز الهضمي العلاجية التداخلية المتقدمة بمستشفى الصفا.
تشفية الأورام
وتشرح الطبيبة هذه التقنية، قائلة: "تستخدم في استئصال أورام الجهاز الهضمي المبكرة بالمنظار الباطني بدون جراحة،وتعتبر تقنية حديثة في عالم المناظير، يُطلق عليها مناظير الفراغ الثالث وتشفية أورام الجهاز الهضمى".
واستكملت: "تمر أورام الجهاز الهضمي بثلاث مراحل، ورم حميد (المعروف بـ الزوائد القولونية)، ورم متحور (يشمل ثلاث درجات)، وورم خبيث (يكون خمس درجات)، وتستطيع تقنية تشفية الأورام أنّ تزيل الأورام الحميدة والمتحورة، وأيضاً الخبيثة من الدرجة الأولى".
وأكدت أنّ تشفية الأورام تتم بمنظار عالي الجودة يمكنه تحديد أدق تفاصيل الجهاز الهضمي ، وبالأخص مكان الورم، ثم القيام بتقشيره من الطبقات السطحية، وترك الطبقات العميقة، وبذلك يتم إزالة الورم بحدود أمان أفقية وطولية.
وتابعت: "عند نجاح العملية والتمكن من إزالة الورم يتخلص المريض من الورم نهائياً، وبنسبة كبيرة للغاية لا يحتاج إلى تدخل علاجي بعد ذلك، وكان للفريق الخاص بجامعة القاهرة السبق في تطبيق هذه التقنية منذ 3 سنوات، ونجح بالفعل في إجراء العديد من العمليات المستعصية داخل مصر وخارجها".
تمتلك “الخولي” خبرة عالية التخصص في أورام الجهاز الهضمي ومناظير الفراغ الثالث، والتي تشمل شق لعضلة الفؤاد والمرىء لمرضي الأكاليزياعن طريق المنظار بدون جراحة، تشفية أورام الجهاز الهضمي بالمنظار بدون جراحة، واستئصال أورام الجهاز الهضمي ولحميات الجهاز الهضمى الكبيرة بالمنظار بدون جراحة.
وتتضمن خبرتها أيضًا استئصال الزوائد اللحمية المعوية، وشق لعضلة مخرج المعدة لمرضى الكسل أو الشلل المعدي عن طريق المنظار بدون جراحة، واستئصال أورام الجهاز الهضمى تحت المخاطية عن طريق تقنية مناظير الفراغ الثالث بدون جراحة.
خبرات دولية
“الخولي” قالت: علي مدار السنوات الماضية، كان يأتي الخبراء الأجانب إلى مصر لإعداد ورش تدريبية حول التقنية في قصر العيني، الأمر الذي خلق رغبة قوية لدى في تعلمها وإتقانها بأفضل شكل ممكن، حتى قررت خوض التجربة والسفر إلى الصين لتطوير مهاراتى في هذا المجال.
وأضافت: "في بداية عام 2018، سافرت إلى الصين بمساعدة الدكتور مازن نجا أستاذ الأمراض الباطنة ومناظير الجهاز الهضمى بطب قصر العيني، وفي ذات الفترة سافر أيضاً زميلان من الفريق لتعلم هذه التقنيات".
واستطردت: "بعد عودتنا إلى مصر، بدأ التنفيذ الفعلي داخل قصر العيني، حين تكفل بعض رجال الأعمال المصريين بشراء المعدات والأجهزة، ورغم أن التحدي كان صعباً للغاية، وتطلب مجهوداً ضخماً حينها، إلا أننا أصبحنا محط أنظار الوطن العربي في استخدام التقنية".
ونّوهت “الخولي” إلى الحالات التي نجح الفريق في علاجها، واُستخدمت في أوراق بحثية تم نشرها على مستوى العالم، كما سافر أعضاء الفريق الست إلى بلاد عربية عدة، مثل لبنان والمغرب والجزائر والسعودية، بهدف إجراء ورش عمل وتدريبات للأطباء المتخصيين في مناظير الجهاز الهضمي العلاجية التداخلية.
مدربة عالمية
عّبرت “الخولي” في حديثها عن شعورها بالفخر بعد أن أصبحت أول طبيبة مصرية وعربية تقود تدريباً عملياً للأطباء في أمريكا، بدعوة من الجمعية الأميركية لمناظير الجهاز الهضمي (أكبر جمعية علي مستوى العالم لمناظير الجهاز الهضمي).
وتابعت: "التدريب كان متخصصًا في تطبيق تقنية تشفية الأورام على الحيوانات أمام أطباء أمريكا، وسط حضور واسع من الخبراء الأجانب من دول مختلفة أبرزهم أمريكا واليابان، وسافرت بعد بعض الدول العربية (الجزائر – المغرب – لبنان السعودية)، لنشر الفكرة بشكل أكبر".
أجرت الطبيبة خلال رحلتها للجزائر، عملية تشفية الأورام مرتين، وأيضًا ألقت محاضرة عن مناظير الفراغ الثالث، ضمن فاعليات ورشة العمل للجمعية الجزائية لمناظير الجهاز الهضمى، والتي نالت الترحاب لما حققته من نجاح ملموس.
واختتمت: "هذه التقنية معقدة للغاية، ودول شرق آسيا فقط هي الرائدة في استخدامها، أما أوروبا وأمريكا متأخرة بشأنها، لذا دخولها مصر يعتبر طفرة فريدة، كونها تتطلب وقتا طويلا لإتقانها، وجهد لتنفيذها بشكل سليم".