مفاوضات وضغوط كبيرة.. هل تعيد بريطانيا «حجر رشيد» إلى مصر قريبا؟
قال موقع "جريد" الأمريكي، إن حجر رشيد، إحدى أشهر القطع الآثرية القديمة، قد يعود إلى مصر قريبًا، وذلك بعد قرنين قضاها في صالات العرض البريطانية، حيث تجرى مفاوضات كبرى بين الطرفين من أجل إعادة الحجر والتابوت إلى مصر مرة أخرى.
وتابع الموقع في تقريره، أنه بعد أكثر من 200 عام قضاها الحجر في المتحف البريطاني بالعاصمة البريطانية لندن، يمكن أن يعود رخام بارثينون البالغ من العمر 2500 عام إلى اليونان في أوائل عام 2023، وفقًا لتقارير الصحف اليونانية، ومع تقدم هذه المفاوضات، تجددت الدعوات لعودة أشهر القطع الأثرية الفرعونية في المتحف البريطاني إلى مصر وهو حجر رشيد، ويعود تاريخه إلى عام 196 قبل الميلاد، وكان الاكتشاف الأثري الذي أتاح قراءة وترجمة الهيروغليفية المصرية.
مفاوضات مصرية وضغوط دولية لاستعادة حجر رشيد
وأضاف التقرير أنه في حال نجحت المفاوضات مع المتحف البريطاني وعاد الحجر إلى مصر والذي يعد من أشهر القطع الأثرية الفرعونية التي نهبت من مصر في فترات الاستعمار، فسيكون هناك ضغط كبير على المتاحف الأرووبية لإعادة الآثار التي لا تقدر بثمن إلى بلدانها الأصلية.
وأشار إلى أن الاتجاه المتزايد لإجبار أكبر المتاحف الغربية على إعادة القطع الأثرية لموطنها الأصلي، يعود لمجموعة من العوامل على رأسها زيادة الوعي العام بالأخطاء التاريخية وحملات سلطات إنفاذ القانون على التجارة العالمية لرد الآثار المنهوبة، والتي أجبرت كبرى المؤسسات الثقافية حول العالم لإعادة النظر في كيفية الحصول على الآثار القديمة.
جاء الدافع الرئيسي لهذا التحول في عام 2017، عندما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في خطاب ألقاه في بوركينا فاسو، إنه لا يستطيع قبول أن "جزءًا كبيرًا من التراث الثقافي من العديد من البلدان الأفريقية موجود في فرنسا، هناك تفسيرات تاريخية لذلك، ولكن لا توجد مبررات صحيحة ودائمة وغير مشروطة".
وقالت إيف سالومون، رئيسة مجلس أمناء متحف هورنيمان البريطاني، في وقت سابق من هذا العام: "الدليل واضح جدًا على أن هذه القطع تم الحصول عليها بالقوة، وقد دعمت المشاورات الخارجية وجهة نظرنا بأنه من الأخلاقي والمناسب إعادة ملكيتها وعلى رأسها القطع النيجيرية".
وأكد الموقع أن جهود إعادة التحف لنيجيريا واليونان أمر مرحب به، ولكن الأهم هو إعادة القطع الأثرية الفرعونية لمصر أيضًا، فالجميع يعلم أن متاحف أوروبا لن تعيد القطع الفرعونية بسهولة لمصر نظرًا لأهميتها الكبرى وأنها وراء تدفق ملايين الزوار للمتاحف كل عام.
وتابع أنه في المتحف البريطاني، على سبيل المثال، بينما تتكشف المحادثات حول مستقبل منحوتات البارثينون، تتصاعد الدعوات لاستعادة ذلك الشيء الآخر الذي لا يقدر بثمن “حجر رشيد”، الذي استولت عليه القوات الإمبراطورية البريطانية من مصر في أوائل القرن التاسع عشر، حيث حصدت الالتماسات التي قدمها الباحثون المصريون على مئات الآلاف من التوقيعات.
وأضاف أن المتحف البريطاني يرى أن إعادة القطع الأثرية الفرعونية لمصر ستكون بمثابة ضربة كبرى للمتحف وأنها قد تؤدي إلى انهيار المتحف، ولكن بعض الخبراء البريطانيون يؤكدون على أحقية مصر في استعادة تاريخها المنهوب، وعلى المتحف البريطاني إيجاد طريق آخر لجذب الزوار بخلاف القطع الأثرية الفرعونية.
وأشار إلى أن مصر لم تطالب باستعادة كافة القطع الفرعونية في المتحف البريطاني، فهي لا ترغب سوى في استرداد حجر رشيد وأبرز القطع الأخرى.