بعيدًا عن الطب النفسى.. يحيى الرخاوى «شاعر الغموض» الذى لا يهمه القارئ
"يكتب شعرًا غامضًا ويقول: لا يهمنى القارئ"، بهذه الكلمات نشرت جريدة الأخبار فى 4 مايو 1982 لقاءً صحفيًا مع الراحل الدكتور يحيي الرخاوي (1933_ 2022)؛ بعد حصوله على جائزة الدولة التشجيعية فى الرواية؛ وعقب صدور ديوانه البيت الزجاجى والثعبان بعد ديوانيه "أغوار النفس"، "سر اللعبة"، ورواية "الصراط المستقيم" التى نال عنها جائزة الدولة التشجيعية.
أستاذ الطب النفسي والأديب الدكتور يحيى الرخاوي، الذى رحل عنا مساء الأحد، عن عمر ناهز 89 عامًا، قال إنه لا يهمه القارئ بدرجة كبيرة، وأنه عرض بعض شعره على قدوة من الناس بعضهم فهمه وبعضهم رفضه؛ أثناء أجابته على سؤال: "قضية التواصل بينك وبين النقاد والقراء إلى أى حد تكون الصورة واضحة؟"، لافتًا إلى أنه ربما كانت الصورة الشعرية عنده مركبة ومعقدة لأنها تعبر عن تناقض الشرق والغرب والجسد والروح، مشيرًا إلى أن كل هذه المعانى الكبيرة يحاول أن يعبر عنها بصور غير مالوفة وربما كانت مخيفة ومرعبة بسبب كثافتها وامتداداتها وأنها تضرب فى أشياء كثيرة فى وقت واحد.
وعن كتابته الشعرية؛ يقول الرخاوى: "أعتقد أننى أستعمل اللغة الشعرية كأداة تعبر عن علم "السيكوباثولوجى" وهو ليس علمًا بقدر ما هو معايشة للنفس البشرية".
حصل الراحل على دكتوراه الطب النفسى في 1963 ودبلوم الأمراض النفسية والعصبية عام 1961، وله أكثر من 40 كتابًا أشهرها (حكمة المجانين، عندما يتعرى الإنسان، علم النفس تحت المجهر، مبادئ الأمراض النفسية)، إضافة إلى إشرافه على 34 دراسة علمية للماجستير والدكتوراه وهو عضو مؤسس للكلية الملكية للأطباء النفسيين، وله حوارات صحفية عدة عن تحليل شخصية بعض رؤساء الجمهورية والشخصيات السياسية.
ورغم حصوله على بكالوريوس الطب والجراحة عام 1957 من كلية الطب قصر العينى، إلا أنه فضَّل التخصص في الطب النفسى وتفوق فيه وهو كبير مستشارى دار المقطم للصحة النفسية، كما عمل مستشارًا للطب الشرعى بعدة محاكم في مصر والسعودية والسودان، وتولى عضوية المجلس الأعلى للثقافة بلجنة التربية وعلم النفس ولجنة الثقافة العلمية.