باحث صومالى: القمة الإفريقية الأمريكية تضيق فجوة الثقة بين واشنطن ودول القارة
قال الباحث السياسي الصومالي عبد الكامل ابشر، إن توقيت القمة الإفريقية الأمريكية يؤكد على الشراكة بين إفريقيا والولايات المتحدة في الملفات المختلفة، موضحًا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يسعى إلى إعادة بناء الثقة والعلاقات لواشنطن مع الدول الإفريقية، فضلًا عن إعادة التواصل مع المنظمات العالمية مثل الأمم المتحدة، بعد ثماني سنوات من نهج سلفه دونالد ترامب "أمريكا أولًا" في السياسة الخارجية.
وأوضح الباحث الصومالي، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن القمة الإفريقية الأمريكية تهدف إلى تضييق فجوة الثقة بين واشنطن وإفريقيا التي اتسعت على مدى سنوات، بسبب حالة الإحباط من الالتزام الولايات المتحدة تجاه القارة الإفريقية، ومما لا شك فيه أن دولًا أخرى مثل الصين وروسيا استثمرت بقوة في بناء العلاقات مع القارة، والآن تحاول الولايات المتحدة الأمريكية اللحاق بالركب، حيث وعد جو بايدن في القمة باستثمارات بقيمة 55 مليار دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة، ووعد أيضًا بحزم من المبادرات الأخرى.
- الوجود الأمريكي متراجع في إفريقيا مقارنة بالصين
وتابع عبدي كامل أن الوجود الأمريكي متراجع في إفريقيا مقارنة بالصين في منافسة جيوسياسية توسعت في السنوات الأخيرة، لتشمل قوى أخرى كبرى كروسيا وقوي إقليمية مثل الإمارات العربية وتركيا والهند، في وقت كان النفوذ الأمريكي في القارة تضاءل في عهد سلف بايدن- ترامب الدي لم يول للقارة اهتمامًا كبيرًا فيما عدا السخرية من بعض دولها والشكوى من المهاجرين منها إلي الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن في هذه المرحلة تتركز إفريقيا في السياسة الخارجية الأمريكي تجاه الصين وروسيا.
وأشار الباحث الصومالي إلى أنه بالأخص مما يثير قلق واشنطن تعزيز علاقات الصين مع إفريقيا مدعوم بالأرقام، إذ تشير معطيات صندوق النقد الدولي إلى أن تجارة إفريقيا مع الصين ناهزت حوالي 158 مليار دولار العام الماضي، في حين لم تتجاوز 50 مليار دولار بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وكذلك يقلقها أيضًا من الأوضاع في منطقة الساحل وتدخل روسيا في مالي وغيرها من دول القارة، وفي هذا المرحلة يبدو أن الأمر يسير إلى منحنى ذى طابع تعاوني بين إفريقيا وواشنطن، بحيث تلزم الأخيرة نفسها بالعمل على تحقيق مصالح مشتركة.
وأكد "كامل"، أن هذا التوجه الجديد من أمريكا ناحية إفريقيا يمثل للقارة فرصة أكثر، مما يمثل تهديدًا أو تأثيرًا سلبيًا على أوضاعها، ومن هنا يجب أن يحدد الأفارقة أنفسهم أهدافهم، لأن الاستثمار في القارة يتطلب الاعتراف بالإنجازات والتحولات الضخمة الجارية بالفعل في القارة، والرئيس الأمريكي جو بايدن في سعيه إلى تطوير وإصلاح مجلس الأمن الدولي، طرح مسألة حصول إفريقيا على مقعد دائم في مجلس الأمن رغم أنها تبدو عملية معقدة.
- أهمية الكتلة التصويتية للقارة الإفريقية في الجمعية العامة
وأوضح الباحث الصومالي أن الاهتمام إدراك من واشنطن إلى الأهمية الخاصة، التي تمثلها الكتلة التصويتية للقارة الإفريقية في الجمعية العامة للأمم المتحدة والمحافل الدولية، ومن ثم التأثير الكبير الذي يمكن أن تحدثه القارة في السياسة الدولية، حيث تمتلك المنطقة ثلاثة مقاعد غير دائمة في مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، وتمثل إحدى الكتلة التصويتية واسعة النطاق مع 28% من الأصوات في الأمم المتحدة والهيئات الدولية الأخرى، وأعلن الرئيس الأمريكي أيضًا أنه ستكون هناك استثمارات جديدة في إفريقيا لتطوير بنيتها التحتية ودعم قطاعي الطاقة النظيفة والاقتصاد الرقمي لديها.
كما كشف مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، أن الولايات المتحدة ستقدم 55 مليار دولار للقارة الإفريقية على مدى السنوات الثلاث المقبلة، ولذا سنجد أيضًا أن من نتائج القمة أنها سلكت مسار الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تجاه القارة، والتي أعلنها وزير الخارجية الأمريكي أثناء زيارته في القارة في منتصف هذا العام، وقد نصت القمة على أن الولايات المتحدة ستقيم شراكات مع الدول الإفريقية في مجالات في غاية الأهمية، كأمن الطاقة، والأمن الغذائي، والتحول الرقمي، والاقتصاد الأخضر، والبنية التحتية.