«إنفلونزا الإبل».. الفيروس الأشد فتكًا الذى هاجم المنتخب الفرنسى وخطره على الدول العربية
في الوقت الذي يعاني فيه العالم من انتشار الفيروسات التنفسية، وفي الوقت الذي تنطلق فيه أيضًا مباريات مونديال كأس العالم بدولة قطر، صعدت موجة من القلق بمنتخب فرنسا تحديدًا نتيجة إصابة عدد من لاعبيه بفيروس تنفسي وصف بالقاتل يدعى “إنفلونزا الإبل” الأمر الذي لا يؤثر على مستقبل نتائج المنتخب الفرنسي النهائية في المونديال فقط، بل يهدد العالم أجمع بانتشار جائحة أخرى أشد فتكًا من جائحة "كورونا" على حسب وصف الأطباء.
إذ أطلقت منظمة الصحة العالمية العديد من التحذيرات بشأن فيروس "إنفلونزا الإبل" خصوصًا لمجتمعات الشرق الأوسط التي تحظى بتربية الإبل وتقيم لها مسابقات وتعتمد بشكل أساسي على منتجاتها.
وبحسب ما ذكرته صحيفة "ليكيب" الفرنسية، فإن "فيروس الإبل"، هاجم معسكر منتخب فرنسا منذ أيام، وأن الثنائي دايوت أوباميكانو وأدريان رابيو، هما الأكثر تضررًا من هذا الفيروس، بالإضافة للمهاجم "كينجسلي كومان"، وهو السبب وراء غيابهما عن مباراة الفريق أمام منتخب المغرب.
ما هو فيروس “إنفلونزا الإبل”؟
عرف الدكتور "أحمد سالم" استشاري الفيروسات "أنفلونزا الإبل" بأنها تسمى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية أيضًا، وهي أحد الفيروسات المنشقة من عائلة فيروس كورونا الشهير الذي اجتاح العالم في عام 2020.
وتابع أن "أنفلونزا الإبل" أو فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية كما يطلق عليه البعض قد تم اكتشافه لأول مرة في السعودية في عام 2012، وتم التأكيد وقتها على انتقاله بين الحيوانات، موضحًا أنه ينشط أكثر في البلدان التي يتواجد بها الجمال، خاصة أن الجمال هي الطريقة التي يمكن أن ينتقل بها الفيروس من الحيوان إلى الإنسان.
وأضاف سالم أن أعراض المرض مشابهة إلى حد كبير لأعراض الإنفلونزا الموسمية أو أعراض فيروس كورونا، إذ أنها تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا وهي الحمى والتهاب الحلق والسعال الجاف وضيق التنفس.
كما لفت إلى أنه قد يعاني مريض أنفلونزا الإبل من بعض الأعراض المعوية، مثل آلام في البطن أو الغثيان أو الإسهال، مضيفًا أنه في بعض الحالات الشديدة قد يؤدي الأمر إلى مضاعفات قوية مثل الالتهاب الرئوي، وتابع أنه قد يؤدي في بعض الأحيان إلى فشل الجهاز التنفسي.
كيف ينتشر؟
أوضح الدكتور أحمد سالم أن المرض ينتقل بين الحيوانات والبشر كما أنه ينتقل كذلك من خلال الاتصال المباشر أو غير المباشر مع إبل الجمل المصابة، إلا أن الطريق الدقيق لانتقال العدوى لا يزال غير واضحًا، و أشار إلى أنه من الممكن انتقال العدوى من إنسان إلى آخر وقد حدث في الغالب بين المخالطين وفي أماكن الرعاية الصحية.
هل يتوفر له لقاح؟
لا يوجد لقاح أو علاج محدد متاح لأنفلونزا الإبل حسب استشاري الفيروسات إلا أنه هناك العديد من العلاجات في مرحلة التطوير السريري كما أشار إلى أن العلاج في النهاية يتوقف على حالة المريض.
وعن خطورة الإصابة بأنفلونزا الإبل ومدى ارتباطها بتناول لحوم الإبل أكد استشاري الفيروسات أنه ينبغي الابتعاد عن استهلاك اللحوم والحليب للجمال النيئة أو غير المطبوخة جيدًا مشيرًا إلى أنه أمر محفوفًا بالمخاطر وذلك نظرًا لوجود خطر الإصابة بالعدوى التي قد تسبب المرض للإنسان.
وتابع أنه لاضرر من تناول لحوم الإبل وحليبها من المنتجات المغذية ولكن بعد طهيها جيدًا ومعالجاتها حراريًا.
هو الأكثر شراسة
حسب منظمة الصحة العالمية فإن فيروس إنفلونزا الإبل هو الأكثر فتكًا من فيروس كورونا حيث يموت أكثر من ثلث الأشخاص الذين يصابون به مقارنة بأقل من 4٪ من المصابين بفيروس كوفيد، كانت هناك 2600 حالة بين أبريل 2012 وأكتوبر 2022 في 12 دولة من شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط.
وقد نصح خبراء صحة، مشجعي كرة القدم العائدين من قطر، بالحذر من علامات الإصابة بإنفلونزا الإبل، خاصة أنه تم الإبلاغ بالفعل عن حالتين من إنفلونزا الإبل في قطر هذا العام ، وكلاهما تعرض للإبل كما لفتوا إلى أنه يتفشى غالبًا في بلدان الشرق الأوسط، مثل المملكة العربية السعودية والأردن واليمن، وأكدوا على أنه قد يكون مرضًا فيروسيًا قاتلًا، فهو يقتل ما يصل إلى ثلث المصابين به.
وهو الأمر الذي جعل وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة بشأن الأطباء تعلن ضرورة الوضع في الاعتبار أن الفيروس يمكن أن يشق طريقه إلى المملكة المتحدة حيث يتوافد مشجعو إنجلترا إلى الوطن، وفقًا لصحيفة The Sun، أرسلت UKHSA مذكرة إحاطة، قالت: "يجب على الأطباء وفرق الصحة العامة أن يكونوا متيقظين على وجه التحديد لإمكانية الإصابة بفيروس أنفلونزا الإبل في المسافرين العائدين من كأس العالم.
كذلك نصحت منظمة الصحة العالمية أولئك الذين يزورون المزارع أو الأسواق أو الأماكن الأخرى التي يتلامسون فيها مع الإبل أن يغسلوا أيديهم جيدًا قبل وبعد لمس الحيوانات وتجنب ملامسة الحيوانات المريضة، كما حذرت المنظمة من التواجد في مكان مغلق مع الجمال أو التعامل معهم بشكل مباشر في الدول التي ظهرت بها الإصابات.
تاريخ المرض
وعُرف "أنفلونزا الإبل" لأول مرة في عام 2012 ومنذ ذلك الحين، تم رصد 2600 حالة في جميع أنحاء العالم، كان معظمها في شبه الجزيرة العربية، وذلك وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية.
مصر من بين الدول التي ظهر فيها
ومنذ بداية تحديد متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في عام 2012، أبلغت 27 دولة عضوًا عن حالات الإصابة بالفيروس إلى منظمة الصحة العالمية بموجب اللوائح الصحية الدولية (2005): الجزائر، النمسا، البحرين، الصين، مصر، فرنسا، ألمانيا، اليونان، جمهورية إيران الإسلامية، إيطاليا والأردن والكويت ولبنان وماليزيا وهولندا وعمان والفلبين وقطر وجمهورية كوريا والمملكة العربية السعودية وتايلاند وتونس وتركيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية واليمن.
وبحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية في عام 2016، أكدت الفحوصات المعملية إصابة 1761 شخصًا بعدوى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وتوفي منهم 629 شخصًا على الأقل لأسباب لها علاقة بالمرض
لماذا زادت الإصابات به؟
أوضحت إحدى الدراسات التي أُجريت في جامعة واشنطن في مقاطعة مارسابيت: "أنه قد توجه لك الإبل ركلة قوية أو قد تبصق أو تتبول عليك، وكل من يخالط الإبل قد يصاب بهذه العدوى"، ولكن هناك عوامل أخرى تسببت في مخاطر انتشار متلازمة الشرق الأوسط التنفسية بين البشر، منها زيادة تواتر موجات الجفاف بسبب تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية، وشدتها وطولها دفع رعاة الماشية إلى تربية الإبل بدلًا من الأبقار والأغنام، لأنها يمكنها تحمل العطش لأسابيع، ولهذا زادت أعداد الإبل وزادت فرص مخالطتها، ومن ثم تهيأت الظروف لانتشار المرض الفتاك.