في ذكرى خطاب «سلام الشجعان».. هل يتحقق حلم العضوية الكاملة لفلسطين بالأمم المتحدة؟
تحل اليوم ذكرى كلمة الرئيس ياسر عرفات “أبو عمار” وخطابه الشهير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في جنيف عام 1988 والتي دعا خلالها إلى صنع سلام الشجعان.
ويصادف اليوم ذكرى رفع العلم الفلسطينى لأول مرة عام 2011، بمقر منظمة اليونسكو في باريس وذلك بعد قبولها كعضو كامل في المنظمة التابعة للأمم المتحدة.
وعلى مدار سنوات طويلة، يحاول الشعب الفلسطينى الحصول على حريته وأرضه وإقامة دولته على حدود76.
“الدستور” يرصد في السطور التالية أبرز محطات نضال الشعب الفلسطينى ومدى دعم المجتمع الدولى له طوال تلك السنوات.
الحرازين:القيادة الفلسطينية مستمرة في مساعيها للحصول عضوية كاملة بالأمم المتحدة
قال الدكتور جهاد الحرازين، القيادى بحركة فتح، إن تاريخ القضية الفلسطينية حافل بالمواقف السياسية والدبلوماسية التى استطاعت من خلالها القيادة الفلسطينية اسقاط الرواية الاسرائيلية الكاذبة والخادعة وايقاف محاولات التضليل والخداع التى مارستها دولة الاحتلال على المجتمع الدولى حتى أصبح هناك مواقف متقدمة من قبل دول العالم تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى.
وأضاف الحرازين فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الرئيس أبو عمار بدأ المسيرة بخطابه بالأمم المتحدة عندما قال "جئتكم بغصن الزيتون بيد وبالبندقية بيد أخرى فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدى"، وعاد ليكرر هذا الموقف والدعوة لتحقيق سلام الشجعان فى جنيف عندما نقلت أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة من نيويورك إلى جنيف بعدما رفضت الولايات المتحدة منح الرئيس ابو عمار تأشيرة دخول.
وأكد “الحرازين” أن مسيرة العمل السياسى الفلسطينى استمرت وصولا لاتفاق اوسلو عام 1994 وإقامة السلطة الوطنية والعودة إلى الأراضى الفلسطينية وما تلى ذلك من أحداث على الأرض بإنتفاضة الأقصى إلى أن تولى قيادة المسيرة الرئيس محمود عباس الذى قاد العمل السياسى والدبلوماسى الفلسطينى واستطاع تحقيق العديد من الانجازات الدبلوماسية على الصعيد الدولى.
وتابع: "انضم الرئيس أبو مازن إلى منظمة اليونسكو فى باريس عام 2011 ومن ثم استطاع أن يحصل على دولة غير كاملة العضوية بالأمم المتحدة عام 2012 وباعتراف 140 دولة صوتت لصالح هذا القرار الذى حمل رقم 19/ 67/ 2012 واستمرت المسيرة بالانضمام لأكثر من 117 معاهدة ومنظمة دولية ومن أهمها المحكمة الجنائية الدولية ومنظمة الانتربول والتوقيع على اتفاقيات جنيف الأربعة ومكافحة الإرهاب وعهود حقوق الانسان.
وأضاف القيادي بحركة فتح، أن الرئيس عباس تمكن من رفع العلم الفلسطينى أمام مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2015 وفى سياق العمل الدبلوماسى جاء اعتراف أكثر من برلمان أوروبى بالدولة الفلسطينية المستقلة ودعوة حكومات بلادهم للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأكمل: "لم تتوقف مسيرة العمل الدبلوماسى الفلسطينى واستطاعت فلسطين أن تترأس مجموعة الـ77 والصين وهى أكبر مجموعة دولية عاملة بالأمم المتحدة وتضم 135 دولة بالإضافة إلى القرارات التى صدرت عن مجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة والتى جميعها جاءت لصالح القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى ومثلت إدانة للاحتلال الإسرائيلى فهناك أكثر من 86 قرارا لمجلس الأمن وأكثر من 760 قرارا للجمعية العامة للأمم المتحدة وأكثر من 94 قرارا لمجلس حقوق الانسان الدولى جميعها جاءت مناصرة ومؤكدة للحقوق الفلسطينية".
وأكد أنه مع حالة الدبلوماسية النشطة التى تمارسها القيادة الفلسطينية عبر وزارة الخارجية والسفارات والبعثات القنصلية المنتشرة بدول العالم أصبح هناك تحولا فى المواقف وأصبح العالم يدرك بأن دولة الاحتلال هى دولة فصل عنصرى ودولة قائمة باحتلال أرض الغير وغير ملتزمة بالقوانين والتشريعات والاتفاقيات الدولية مما أدى لوضع هذا الاحتلال فى إطار حالة من العزلة الدولية مع تواصل الاعتداءات والجرائم والانتهاكات والاقتحامات ومواصلة الاستيطان وعمليات القتل والاعدام بدم بارد والاعتقالات فلم يسلم من رصاص الاحتلال الاطفال والنساء والشيوخ والصحفيين وكل من هو فلسطينى.
وأكد: “نحن أمام تشكيل حكومة يقودها غلاة المتطرفين الصهاينة وعلى راسهم بن غفير وسموتيريش ونتنياهو الذين يدعون ليلا نهارا لقتل الفلسطينيين وضم الأراضى وشرعنة الاستيطان وأمام تلك التحديات تواصل القيادة الفلسطينية اتصالاتها مع كافة دول العالم فى محاولة للجم هذا الاحتلال وحماية الشعب الفلسطينى من جرائمه التى يرتكبها فى سياق تواصل دبلوماسى وسياسى على المستويات كافة”.
واختتم تصريحاته، مؤكدًا أن القيادة الفلسطينية ستواصل الانضمام للمزيد من الاتفاقيات والمنظمات الدولية والطلب من الأمم المتحدة الحصول على العضوية الكاملة ومحاسبة الاحتلال على الجرائم وانقاذ مبدأ حل الدولتين الذى تحاول دولة الاحتلال نسفه والقضاء عليه.
الرقب:قررنا في ظل اختلال موازين القوى أن نستغل اي منبر لندافع عن قضيتنا
وفى السياق ذاته، قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، رغم أن مؤسسات الأمم المتحدة هي السبب الرئيسي في الجريمة التي وقعت بحق شعبنا ومنحت بتشريعها جزء من وطننا ليهود جمعتهم من كل أصقاع الأرض، إلا أننا قررنا خوض المعركة الدبلوماسية عبر هذه المؤسسات التي أصبحت تحمي مصالح الأقوياء، ومن منصات الأمم المتحدة أحرجنا دول تحمي الاحتلال بإستخدام حق النقض الفيتو، ندرك أن هذه المؤسسات لن تعيد لنا حقوقنا على الأرض كما قالها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ولكن قررنا في ظل اختلال موازين القوى أن نستغل اي منبر لندافع عن قضيتنا.
وأضاف الرقب فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الشهيد “أبو عمار” بعد أن أعلن قيام الدولة الفلسطينية في 15 نوفمبر 1988 من الجزائر، قرر في كلمته في اجتماع الجمعية العمومية بديسمبر عام 1988 أن يتحدث عن سلام الشجعان و موافقة منظمة التحرير الفلسطينية على قيام الدولة الفلسطينية على الأراضي التي احتلت عام 1967 ، ومن رحم ذلك خرج مؤتمر مدريد للسلام و بعد ذلك اتفاق أوسلو .
وتابع: "لم تقف المحاولات الفلسطينية عند هذا الحد بعد تعثر اتفاق السلام أوسلو نتيجة تعنت الاحتلال و لثقتنا أننا أصحاب حق وأن الحق لن يسقط بالتقادم قررت القيادة الفلسطينية استمرار النضال عبر مؤسسات الأمم المتحدة وعندما صدمنا فيتو أمريكي عند طلبنا الاعتراف بالدولة الفلسطينية توجهنا للجمعية العمومية التي اعترفت بدولة فلسطين بأغلبية عالية ومنحنا عضو مراقب والأهم في ذلك اننا رأينا في ديسمبر عام 2011 علم فلسطين يرفرف بين أعلام الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، هذا اليوم رغم رمزيته كان له ايقاع السعادة لدى الشعب الفلسطيني و كأننا بالفعل وضعنا لنا قدم بين الأمم".
واختتم “الرقب” تصريحاته قائلًا: “بعد إحدى عشر عامًا على رفع علم فلسطين في الأمم المتحدة إلا أننا نرى أن المشوار لازال طويلا وأننا لن نحبط و سنستمر في المقاومة الدبلوماسية حتى يعترف العالم بفلسطين دولة كاملة العضوية و يطالب الاحتلال بالانسحاب من أراضي دولة عضو في الأمم المتحدة، الحلم بعيد ولكنه ليس مستحيل”.