كوارث السوشيال ميديا.. أداة الثراء السريع لـ«الصغار» على حساب الفقراء
فى السنوات الماضية ظهرت ظاهرة جديدة بمصر ممن يطلقون على أنفسهم اسم البلوجرز أو الإنفلونسرز، أى الشخصيات المؤثرة بالمجتمع، ولكن أن تكون شخصًا مؤثرًا بالمجتمع هذا يعنى أن ينطبق عليك صفات كثيرة أولاها الأمانة والصدق، لأنك تؤثر فى ملايين يتبعون نهجك ومن ثم أساليبك، ولكن بعض هؤلاء عمتهم الشهرة والمال ورأينا أطفالًا لم يتجاوزوا العقد الثانى من عمرهم يملكون سيارات فارهة وفيلا بأرقى أحياء القاهرة دون علم من أين لهم هذا، ولكن هذه أحلام الفقراء الذين يخدعونهم بالمتابعة بإحدى منصات التواصل الاجتماعي ومن ثم تتم عملية النصب.
ومنذ عدة أشهر ظهرت بلوجر تدعى هدير عاطف وزوجها بلال محمود فاروق، 28 سنة، والذى يقيم بمنطقة التجمع بالإعلان عن توظيف الأموال فى السيارات والعقارات والعملات الرقمية، والتى غير مصرح بتداولها بمصر، ففى عام 2020 حظر البنك المركزي المصري والجهاز المصرفي الصادر بالقانون رقم 194 التعامل بأي من العملات المشفرة أو الاتجار فيها أو الترويج لها أو إنشاء أو تشغيل منصات لتداولها أو تنفيذ الأنشطة المتعلقة بها.
ويعاقب من يخالف هذا القانون بالحبس وبغرامة لا تقل عن مليون جنيه ولا تجاوز عشرة ملايين جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.
واستغل المتهم جهل المواطنين البسطاء الذين بحاجة إلى أى تشغيل لأموالهم مقابل فائدة، وكأى نصاب محترف جمع منهم الأموال وتحويلات بمبالغ طائلة ودفع لهم أول دفعة من الربح كى تطمئن قلوبهم، وبعد جمع ملايين من الضحايا بدأ بالتهرب منهم وافتعال حيل للهروب منهم، كما استغل أيضا شهرة زوجته على السوشيال ميديا فى جمع مبالغ أكبر، ولاكتمال عملية النصب وإبعاد زوجته عن التعرض لها ولابنته نشر خبر انفصالهما وبدأ بالمساومة مع ضحايا بدفع المبالغ بنظام التقسيط.
وتمكنت مباحث الأموال العامة ومحافظة الجيزة من ضبط كل من البلوجر هدير عاطف وشقيقة زوجها وزوجها لاتهامهم بالنصب على 58 مواطنًا، والاستيلاء منهم على مبالغ مالية عقب إيهامهم بامتلاكهم مجموعة شركات العقارات والسيارات.
عقب تقنين الإجراءات تم ضبط 3 منهم بنطاق محافظة الجيزة، وبمواجهتهم اعترفوا بتلقى أموال من المجنى عليهم بلغت أكثر من مليون جنيه بحجة استثمارها لهم مقابل أرباح، إلا أنهم لم يقوموا بذلك أو رد أصل المبلغ، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية، وجارٍ تكثيف الجهود لضبط المتهم الهارب.