تعرف على بيت العذراء الذى حملته الملائكة لوريتو- إيطاليا
كشف الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، في دراسة له، عن تفاصيل بيت السيدة العذراء لذي حملته الملائكة لوريتو- إيطاليا.
منزل الناصرة لمحة تاريخية
وقال الفرنسيسكاني، إن منزل الناصرة هو مقرّ العائلة المقدّسة في الناصرة، حيث ولدت مريم العذراء وترعرعت ونالت البشارة من الملاك جبرائيل، (وهو كنايةٌ عن بيتٍ صغيرٍ ومغارةٍ صغيرة)، قصده العديد من الزوّار في أوائل المسيحيّة، وبعد العام 313 م بقليل شاد الملك قسطنطين كنيسة كبيرة حوله، (أوّل ملك سند المسيحيّين الأوائل، وأوقف الاضطهاد الذي كانوا يتعرّضون له).
البيت ينجو بأعجوبة مرّتين
وتابع: “خلال العام 1090 اجتاح الفتح الإسلامي الأراضي المقدّسة، مُدمّرًا ومدنّسًا العديد من الكنائس والمزارات المسيحيّة، من بينها هذه الكنيسة الكبيرة، ولكن من دون أن يتعرّض المنزل المقدّس داخلها لأي أذًى”.
وأضاف: "قد زاره القديس فرنسيس الأسّيزيّ، خلال حجّه للأراضي المقدّسة في عيد الميلاد (1219- 1220) وصلّى فيه، كذلك القديس لويس التّاسع، ملك فرنسا، وتناول فيه القربان، عندما كان يقود حملة الصليبيّين ليحرّر الأراضي المُقدّسة من الإحتلال الإسلامي، بُنيت الكنيسة الثانية حوله خلال القرن الثاني عشر، ولكنّها دُمّرت أيضًا من جانب الفتح الإسلامي بعد هزيمة الصليبيّين عام 1263، ومرّةً جديدةً لم يُصَب البيتُ المقدّس بضررٍ،.
المنزل يتنقّل عبر القارّات نحو كرواتيا
وتابع، خلال العام 1291، وبعد اندحار الصليبيين الأخير من الأراضي المقدّسة، اختفى المنزل بطريقةٍ عجائبيةٍ من فلسطين، ليظهر للمرّة الأولى على أرض بلد “كرواتيا” حيثُ بُنيَ أحد أهم المزارات فيها (سيّدة ترسات)، ويخبرنا التقليد الكنسي المقدّس، أنّه في 10 مايو عام 1291، انتقل البيت من الناصرة (فلسطين) عبر المتوسّط الى مدينة “ترساتو".
موضحًا: “صُدِم كاهن رعيّة “ترساتو”، الأب “ألكسندر جيورجيفيش” لرؤيته ما يُشبه كنيسة صغيرة فجأةً، لم يكن لها أيُّ أثر من قبل. فراح يصلّي حتّى ينيره الله حيال ما حدث. وفي اللّيل جاءته العذراء في الحلم، تقول له أنّ ما يراه هو حقيقةً بيت الناصرة حيثُ تمّت البشارة بالمخلّص، وجاء الى “ترساتو” بقوّة الله، ولكي تثبت له العذراء هذا الحدث الفائق الطبيعة، شَفَته في تلك اللّيلة نفسها من مرضٍ عانى منه لسنواتٍ عديدةٍ، تاركةً بذلك علامةً حسيّةً له وللجميع”.
الملائكة تنقُل المنزل إلى إيطاليا
وتابع، مع الفتح الإسلاميّ على “ألبانيا” عام 1294، وإمكانيّة تعرُّض البيت المقدّس للتّدنيس، اختفى منزل البشارة مرّةً جديدةً من “ترساتو"، وأخبر بعض الرّعاة أنهّم شاهدوا يوم 10 ديسمبر1294 البيت تحمله الملائكة فوق البحر الأدرياتيكي ليستقرّ في منطقةٍ مليئةٍ بالأشجار، على بُعد أربعة أميالٍ من “ريكاناتي" في إيطاليا، فانتشر الخبر بسرعة البرق، وجاء آلاف الأشخاص ليعاينوا هذا البيت، الذي يشبه كنيسة صغيرةٍ، فصار البيت مركز حجٍّ، يشهد على العديد من العجائب.
المنزل ينتقل مرّتين في إيطاليا
وتابع، وبسبب كثرة الحجّاح، تعرّض المنزل للعديد من السرقات. (لا بدّ أنّ المقصود هنا: حجارته المقدّسة)، فانتقل المنزل بأعجوبةٍ الى أرضٍ أخرى مجاورة، يملكها أخوان. ولكن البيت انتقل (مرّةً رابعةً) الى حيثُ هو اليوم؛ مدينة لوريتو الإيطالية. وعلى إثر هذه الأعجوبة تصالح الأخوان.
وأوضح، العجيب ذكره، هو كيف كان يستقرّ البيت في كلّ مرّةٍ على أرضٍ جديدةٍ من دون أساساتٍ معماريّة، وهناك أيضًا مرّةً جديدةً بدأت تدفّقُ العجائب، وعلى إثر ذلك، ذهب 16 رجلٍ من السكّان المحلّين إلى “ترساتو” و”الناصرة” مع عيّنات من البيت، فتأكّدوا أنّ الحجارة تعود الى أرض “فلسطين” وأنّ البيت انتقل مرّاتٍ عديدة.
العديد من البابوات زاروا المنزل
وتابع: زار العديد من البابوات المنزل نذكر منهم البابا بنيدكتوس الثاني عشر، والبابا أوربان السادس بالإضافة الى يوحنا بولس الثاني القديس مرّات عديدة، وبنيدكتوس السادس عشر.
كما في كلّ المزارات المريميّة، أجرت العذراء في “لوريتو” العديد من العجائب، وفي الواقع ثلاث بابوات نالوا نعمة شفاء لدى زيارتهم البيت المقدّس!
أكثر من 2000 قديس أو طوباوي وإمّا مكرّم، زاروا بيت العذراء خلال حياتهم، نذكر منهم تريزا الطفل يسوع (قبل دخولها دير الكرمل)، غالبرياليه لسيّدة الأوجاع
نبوءة مار فرنسيس الأسيزي عن البيت المقدس في لوريتو
وأضاف: في أوائل القرن الثالث عشر (1200)، شاد القديس فرنسيس دير لإخوته الأصاغر (كما يُطلق على الرهبان الفرنسيسكان)، في “سيرولو. وتنبّأ قائلًا:” قبل نهاية القرن الثالث عشر، سيُقام معبدًا مقدّسًا على مقرُبةٍ من هنا، يكون أشهر من “روما” ومن “أورشليم” ، حتّى أنّ المؤمنين سيأتون لزيارته من كافة أنحاء العالم، هذه النبوءة تُثبتُ حقيقة انتقال المنزل في 10 ديسمبر 1294م.
تمثال العذراء
مختتمًا: صُنع من خشب أرز لبنان، استأصُل من شجرةٍ زُرعت في حديقة الفاتيكان. تلبس العذراء ثوبًا من الذهب الخالص. توّجت بتاجٍ في الفاتيكان عام 1922، ثمّ أُعيدت الى “لوريتو".