منفعة اقتصادية وبيئية.. مبادرة لاستغلال المخلفات البلاستيكية بالمنازل
بالتزامن مع استضافة مصر المؤتمر العالمي للمناخ، انطلقت عددٌ من المبادرات المجتمعية التي تهتم بالبيئة وتهدف إلى الحد من معدلات التلوث لاسيما نفايات البلاستيك.
وتسعى وزارة البيئة إلى استقطاب تكنولوجيا ومعدات يابانية لتنفيذ استراتيجية الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية غير قابلة للتحلل وتوفير بديل لها في الأسواق صديق للبيئة، وذلك بالتنسيق مع وكالة اليابان للتعاون الدولي (جايكا) ومركز البيئة والتنمية للمنطقة وأوروبا (سيداري).
وأطلق مينا فايق، أحد المهتمين بالمجال البيئي، مبادرة لاستغلال المخلفات البلاستيكية في البيوت المصرية وتشجيع المواطن المصري على فصل القمامة لإعادة تدويرها مرة أخرى.
وتواصل "الدستور" مع مينا فايق، الذي أكد أن الهدف من المبادرة هو خفض معدلات التلوث من خلال إعادة تدوير نفايات البلاستيك.
تحقيق منفعة بيئية واقتصادية
يقول مينا: "بدأت الإعلان عن المبادرة مع بداية السنة تقريبًا واستغليت عملي في السوشيال ميديا بالترويج لها بالإضافة إلى توعية المواطنين بخطورة البلاستيك على البيئة".
ويتابع: "بالتزامن مع قمة المناخ كوب 27 في مصر بدأت تكثيف العمل على المبادرة وهي إننا نفصل مخلفاتنا وخاصة البلاستيك وبيعه إلى شركات إعادة التدوير، وبذلك نكون قدرنا نحقق منفعة بيئية واقتصادية".
إعادة التدوير هي عملية تستخدم فيها مواد من النفايات اليومية ويتم تحويلها إلى منتجات جديدة، وتعتمد على فصل النفايات بعد جمعها ومعالجة النفايات القابلة للتدوير وتصنيع منتجات جديدة، ويأتي البلاستيك على رأس المواد التي يمكن إعادة تدويرها مرة أخرى، وكذا الزجاج والورق والمعادن المختلفة.
ويضيف: "بدأت بالذات مع البلاستيك لأنه أكثر المواد إضرارًا للبيئة، وبالفعل حضرت شنطة في البلكونة وبقيت أجمع فيها المخلفات البلاستيك زي زجاجات الحاجة الساقعة وعلب الزبادي والآيس كريم والشاور جيل، ومن ثم بدأت أبحث عن شركات وأبلكيشنز بتيجي تاخد المخلفات البلاستيك دي مقابل نقط أو منتجات أو فلوس".
وبحسب تقرير لمركز القانون البيئي الدولي، بلغت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من إنتاج البلاستيك وحرقه أكثر من 850 مليون طن متري، بنهاية عام 2019.
يوضح: "أتمنى أن تصل الفكرة والمبادرة لجميع البيوت المصرية، حيث تبلغ كمية النفايات البلاستيكية في مكبات النفايات في الدول العربية حوالي 20 مليون طن وذلك في دراسة أجريت عام 2020، والرقم الأخطر هو أنه سيبلغ كمية المخلفات البلاستيكية حول العالم حوالي 12 مليار طن عام 2050 وهو ما يقدر بأكثر من وزن الهرم الأكبر بالجيزة بحوالي ألفي مرة".
ويشير مينا إلى أن المبادرة تستهدف استغلال المخلفات البلاستيكية في البيوت المصرية، وتشجيع المواطن المصري على فصل القمامة وبيع المخلفات البلاستيكية لشركات تقوم بتجميعها من المنازل لإعادة تدويرها وعدم الإضرار بالبيئة.
وتعد عملية إعادة تدوير النفايات أحد الخطط التي تستخدمها الدول للحد من التلوث، حيث أنها لا تقلل فقط من كمية النفايات التي يتم إرسالها إلى المكبات والمحارق والتى بدورها تلوث البيئة بل هي أيضًا وسيلة لتحقيق التنمية المستدامة وذلك للحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.
وحذر البنك الدولي، من أنه إذ لم تتخذ إجراءات عاجلة في حجم النفايات التي تنتج عن كل فرد، فسيزيد حجم النفايات العالمية السنوية إلى 3.4 مليار طن بحلول عام 2050، وعلى الرغم من إعادة استخدام ثلث نفايات البلدان المرتفعة الدخل عن طريق إعادة التدوير والتسميد، فلا يُعاد تدوير سوى 4% فقط من نفايات البلدان منخفضة الدخل.