العلاقات المصرية الصينية: السعي والعمل من أجل السلام حول العالم
التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، مع نظيره الصيني شي جين بينج، في القمة الصينية العربية بالسعودية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس تقدم بالتهنئة مجدداً على إعادة انتخاب الرئيس شي جين بينج مؤخراً أميناً عاماً للحزب الشيوعي الصيني لفترة ثالثة، معرباً عن الثقة في استمرار الصين في المضي قدماً على طريق التنمية تحت قيادته، والتطلع للعمل المشترك معه خلال الفترة القادمة للارتقاء بالعلاقات بين الجانبين، خاصةً في ظل روابط الصداقة التاريخية والممتدة التي تجمع البلدين والشعبين المصري والصيني، مؤكداً حرص مصر على تطوير التعاون المشترك على مختلف الأصعدة، سواء في الإطار العربي الجماعي، أو في الإطار الثنائي من خلال "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" التي تجمع بين البلدين.
من جانبه؛ قدم الرئيس الصينى التهنئة للرئيس السيسي على التنظيم المصري الرفيع المستوى للقمة العالمية للمناخ COP 27 بشرم الشيخ والنجاح الكبير الذي حققته، مؤكداً أن بلاده تعتز بعلاقاتها مع مصر وتسعى دائماً للارتقاء بشراكتها مع مصر في جميع المجالات، خاصةً من خلال توسيع وتنويع أطر التعاون المختلفة، فضلاً عن دعم مصر في مسيرة التنمية الحالية بقيادة الرئيس، مشيراً إلى أن مصر بها فرص واعدة للاستثمارات والشركات الصينية، ومن ثم هناك آفاق واسعة للارتقاء بالتبادل التجاري والتعاون الاقتصادي بين البلدين الصديقين.
ويرصد «الدستور» خلال السطور التالية العلاقات المصرية الصينية وفق الهيئة العامة للاستعلامات المصرية.
العلاقات المصرية الصينية
- تـشـهـد العـلاقـات المـصـريـة الصـينية تـطـورًا مـستـمـرًا في كـافـة الـمـجـالات على مـدى الـعـقـود الستة الماضية وقد أثبتت هذه العلاقات قدرتها على مواكبة التحولات الدولية والإقليمية والداخلية، كما تنتهج الدولتان سياسات متوافقة من حيث السعي والعمل من أجل السلام في كافة أرجاء العالم والدعوة إلى ديمقراطية العلاقات الدولية وإقامة نظام دولي سياسي واقتصادي منصف وعادل قائم على احترام خصوصية كل دولة فضلا عن تفهم كل طرف للقضايا الجوهرية للطرف الآخر.
- كما تتمسك الدولتان بمبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية لأي دولة والسعي إلى حل النزاعات عبر الطرق السلمية، وقد تجلت هذه السياسة في مواقف كل منهما تجاه الآخر في مختلف المحافل الدولية وخاصة في ملفات النزاعات الإقليمية والدولية ، كما تؤكد مصر موقفها الثابت بوجود دولة واحدة للصين هي جمهورية الصين الشعبية.
- كما تبنت الصين موقفًا مؤيدًا لاختيارات الشعب المصري خلال الخمس سنوات الماضية وأعلنت مرارًا رفضها لأي تدخل خارجي في الشأن المصري وفي السطور التالية نوضح المحددات التي تجعل من العلاقات بين الدولتين استراتيجية، وفق الهيئة العامة للاستعلامات.
العلاقات السياسية
التشابه التاريخي والتلاقي الحضاري بين الشعبين المصري والصيني وضع قواعد راسخة للعلاقات السياسية والدبلوماسية بين الدولتين ولتوضيح هذا التشابه نعرض في السطور التالية لمحة تاريخية عن العلاقة بين البلدين.
بعض الزيارات الرئاسية المتبادلة
- فى 24/6/2022 شارك "الرئيس عبد الفتاح السيسي" عبر الفيديو كونفرانس في جلسة الحوار رفيعة المستوى للتنمية العالمية في إطار "البريكس بلس"، وذلك تحت رئاسة الرئيس الصيني شي جين بينج، الرئيس، وتمثل دعوة الصين الرئيس للمشاركة في جلسة الحوار رفيعة المستوى لقمة هذا العام تأكيداً على مكانة مصر وما تملكه من مقومات سياسية واقتصادية وتجارية رائدة على المستوى الإقليمي، بما يؤهلها لتعزيز علاقاتها مع هذا المحفل التنموي الهام.
- كما تعكس الدعوة متانة الروابط القائمة على الشراكة الاستراتيجية الشاملة في مختلف المجالات بين مصر والصين، وكذلك علاقات الصداقة الوطيدة بين السيد الرئيس ونظيره الرئيس الصيني. ألقى الرئيس السيسى كلمة بهذه المناسبة.
- فى 4/2/2022 قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة للصين للمشاركة فى حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الرابعة والعشرين في العاصمة الصينية بكين، استقبله الرئيس الصيني "شي جين بينج"، شهد اللقاء التباحث حول تعزيز التعاون القائم بين البلدين في عدد من المجالات
- فى 25/4/2019 قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة للصين للمشاركة فى قمة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولى، استقبله شى جين بينج رئيس الصين، بحث الجانبان سبل دعم وتفعيل مبادرة الحزام والطريق.
- كما شهد اللقاء استعراض عدد من الملفات ذات الصلة بالتعاون الثنائي فى مختلف المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والأمنية، كما بحث الجانبان عددا من الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
- فى 21/1/2016 قام شى جين بينج رئيس جمهورية الصين الشعبية بزيارة لمصر، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسى، وتناولت المباحثات بشكل مفصل سُبل الارتقاء بالتعاون الثنائي في مختلف المجالات، كما تناولت المناقشات أيضاً سُبل تكثيف التنسيق المشترك في المحافل والمنظمات الدولية، لاسيما في ضوء عضوية مصر بمجلس الأمن الدولي الذي تتمتع الصين بعضويته الدائمة.
- في 1/9/2015 قام الرئيس السيسي بزيارة لبكين للمشاركة في احتفال الصين بعيد النصر الوطني وبالذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية والتقى بالرئيس الصيني "شي جين بينغ" للتهنئة بهذه الاحتفال.
لقاء الرئيس السيسي بنظيره الصيني اليوم
جدير بالذكر أنَّ لقاء اليوم، تناول استعراض أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، حيث أشار الرئيس إلى تكامل المبادرة الصينية "الحزام والطريق" مع جهود مصر التنموية، خاصةً تلك المتعلقة بتنمية محور قناة السويس، وكذا تطوير البنية الأساسية بالدولة، لاسيما في مجالات الطرق والموانئ البحرية والطاقة.
كما أعرب الرئيس عن التطلع لتعزيز التدفقات السياحية الصينية إلى مصر، فضلاً عن تشجيع الشركات الصينية على تعظيم استثماراتها في مصر، لاسيما في مجالات توطين التصنيع المشترك ونقل التكنولوجيا الصينية، خاصةً في إطار ما تحظى به الشركات الصينية من دعم من قبل الحكومة المصرية.
كما شهد اللقاء تبادل الرؤى بالنسبة لتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، لاسيما في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة، حيث ثمن الرئيس الصيني في هذا الإطار الدور المصري الرائد في صون السلم والأمن والاستقرار في المنطقة، خاصةً من خلال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، أو عن طريق الجهود المصرية الفاعلة في تحقيق التسوية السياسية لمختلف الأزمات في محيطها الإقليمي، وهو الدور الذي تعول عليه الصين فى ترسيخ الشراكة الصينية العربية.