أكاديمية: مشاركة الرئيس السيسي في القمة الإفريقية الأمريكية تؤكد ثقل مصر دوليا
قالت الدكتورة إيمان زهران أستاذ العلاقات الدولية، إن القمة الإفريقية الأمريكية في واشنطن ديسمبر المقبل تعكس عددا من الدلالات النوعية، أبرزها إعادة تموضع القارة في ذهن صانع القرار الأمريكي.
وأوضحت في تصريحات خاصة لـ "الدستور"، أن هناك حاجة أمريكية لموارد القارة الإفريقية لموازنة الانعكاسات السلبية للحرب الروسية الاوكرانية على كافة أوجة الاقتصاد الأمريكي والعالمي، وكذلك محاولة تقويض كافة تحركات القوى الدولية الأخرى ومحاصرة تمدد التواجد الروسي والصيني في القارة.
- دلالات مشاركة الرئيس السيسي في القمة الإفريقية الأمريكية
وحول مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي المرتقبة في القمة، قالت زهران إن القاهرة دوما ما تمثل الرقم الأول وثقلها في كافة التفاعلات الإقليمية والدولية، ومشاركة الرئيس السيسي تحمل دلالات رمزية أبرزها، إضفاء الثقل النوعى لتلك القمة خاصة وأن القاهرة تُعد البوابة الرئيسية للقارة الإفريقية، وثانيا ما يتعلق بالبناء الحيوي على مخرجات أعمال قمة المناخ "cop 27" خاصة فى مجالات التنمية واقتصاديات الطاقة، وثالثا ما يتعلق بما تضفيه مشاركة القاهرة من ضمانات نوعية لإنجاح الصياغات المشتركة لمخرجات أعمال القمة الإفريقية الأمريكية المُرتقب
- أبرز الملفات المتوقع طرحها خلال القمة
وأشارت إيمان زهران أن هناك جُملة من الملفات من المُرجح أن يتم طرحها على أعمال القمة الإفريقية الأمريكية المشتركة ، وذلك فى إطار إعادة صياغة أوجه العلاقات التعاونية المشتركة بين واشنطن ودول القارة وفى مقدمتها الملف الاقتصادي، فضلا عن تعزيز النهج التعاونى بكافة الموضوعات النوعية ومنها خطوات الاستجابة لإجراءات التعافي من جائحة كورونا، فضلا عن تفعيل نظم الإنذار المبكر المشتركة لتقويض الأوبئة المستقبلية، والاهتمام بمجالات الصحة الإقليمية والعالمية وتعزيز الأمن الغذائي، وأطر السلام، وحفظ الأمن، وفضلا عن مناقشة خطة الاستجابة لأزمة التغير المناخ وما يمكن البناء عليه من مخرجات مؤتمر المناخ الذي تم استضافته بالقاهرة "cop 27".
وقالت زهران إن هناك بالفعل إعادة تبلور للرؤية الأمريكية تجاه القارة الافريقية، وذلك في عهد الإدارة الديمقراطية للرئيس جو بايدن والذي يرى أن لديه إلتزام دائم تجاه القارة، ودوما ما يؤكد على أهمية تعزيز سبل التعاون بشأن الأولويات العالمية المشتركة والتى فى مقدمتها الملف الاقتصادى وتعظيم سُبل التبادل التجارى، وقضايا الأمن وحفظ السلام ، وغيرها العديد.
وأضافت “بالمقابل، لا زال هناك العديد من التحديات لنجاح تلك القمة ، أو بالأخص نجاح النهج الأمريكي في إعاد تأطير المساحات المشتركة مع القارة ، خاصة وأن معظم الحكومات الإفريقية لا تحبذ الانخراط والتورط في حرب باردة بين كل من روسيا والصين من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى. ليبقى معيار النجاح هنا يتعلق بحزمة الأوراق الحيوية والتفاوضية التي سيتم مقايضتها مع حكومات القارة الافريقية إبان القمة الأمريكية الأفريقية المشتركة التي سوف تنعقد في العاصمة واشنطن في ديسمبر 2022”.