«ديلسبس وقناة السويس عبقرية الإنسان والتاريخ».. كتاب يكشف الطريق لبناء القناة
جاء كتاب “ديلسبس وقناة السويس عبقرية الإنسان والتاريخ” الصادر عن المركز القومي للترجمة من تأليف لورا لونج ترجمة محمد فريد حجاب ومن تقديم حسين عيد. يسرد في سيرة روائية تاريخية علاقة فرديناند ديلسبس بمصر، وكيف خطط لبناء قناة ”السويس” تربط بين البحرين الأحمر والأبيض المتوسط، في التقرير التالي نكشف التفاصيل:
يشير الكتاب إلى ان ديلسبس تلقى تعليما جيدا من خلال المنحة التي قدمها له نابليون بناء على طلب من والده ثم عمل تحت إشراف كل من والده وعمه، وفي عمله القنصلي بعد ذلك أمضى سنوات ممتعة في مصر، وتزوج زواجا سعيدا، وخدم بتالق في مناصب عدة. ثم لعبت السياسة دورها وضرب ضربة شخصية مؤسفة، وكان له أصدقاء كثيرون في الخارج، ولكن رجلا واحدا منهم ينبغي أن يذكر، فقبل سنوات انجذب فرديناند نحو ولد صغير، وهو الولد أصبح فيما بعد الوالي في مصر، محمد سعيد باشا الذي حكم فيما بين 1854 و1863 والذي دعا ديلسبس للحضور إلى مصر عام 1854، وقد ذهل ديسلبس بالاستقبال الذي تلقاه منه، وكان متلهفا لأن يعرف هل مازال سعيد يتذكر الفتاة القديمة التي اكتشفها، وكان لدى فرديناند خطة محددة، وتذكر سعيد مرة أخرى، وقد أمضيا سوات في الإعداد لتحقيق هدفهما، ليس بسبب قلة المهارات الهندسية، وليس بسبب قوة العمل المطلوبة، وحتى ليس بسب المال، ولكن بسبب الغيرة بين الدول.
ويشير المترجم محمد فريد حجاب إلى "تم إنشاء القناة بالفعل بفضل الصداقة بين الرجلين. وفي الافتتاح الكبير للقناة الذي حضرة عدد من العظماء في العالم، كان أحد الرجلين غائبا، وهو الرجل الذي كان ينبغي أن يشارك مع الآخرين في هذا اليوم، ولكن كان سعيد قد مات قبل فترة طويلة من اكتمال القناة.
اللقاء الأول بين فرديناند ديلسبس ومحمد علي
ويصف الكتاب اللقاء الاول بين محمد على وديلسبس، فقد كان محمد على تشغله سمنة ابنه سعيد لذا استشار فريناندد ديلسبس وذلك بعد معرفته بالفروسية خصص له حصان وقال "لقد بلغني أنك فارس جيد.. سوف نخصص لك حصانا جيدا طالما أنك معنا هنا.. وفجاة صفق الوالي بيديه بشدة، وجاء خادم من وراء الأستار.
وقال الوالي آمرا أحضر إلى ابني سعيد وجاء الولد قصير وسمين وغبي وشديد الارتباك يشعر بالخجل عندما يقابل شخص غريب.
قال الوالد ابني سعيد .. أنظر اليه .. انظر إلى كل هذه السمنة وسدد بقبضة يده القوية ضربة إلى معدة الولد ، علت حمرة الخجل وجه الغلام وتراجع إلى اللف ، وهو يعض شفته كما لو انه يمسك لسانه عن كلمات لا يجرؤ على قولها .
التفت محمد على إلى ديلسبس قائلا إنك تركب ظهر الحصان هل تعتقد بأن هذا الولد يمكن أن يفقد بعضا من وزنه إذا ما ركب على ظهر الحصان.
أقر قرديناند بذلك، قد يفقد بعضا منه، وحال أن يبتسم في وجه الولد الذي كانت عيناه مسودتين من الغيظ وكان فرديناند يفكر في كيف أن الولد يشبه الوالد إلى حد كبير".
كانت هذه البداية لتعارف سعيد بديسلبس والذي كسب فيها رضا محمد على وصداقة ابنه في وقت واحد.
الكتاب يكشف مراسلات ديسلبس للسلطان العثماني بشأن قناة تربط البحرين، ورفض الأخير لطلب ديلسبس " أعيد إليك المخططات التي أرسلتها إلى فيما يتعلق بقناة تربط بين بحرين تبنى في مصر، أي مشروع كهدذا لا يبدو مجديا في هذا الوقت. لا تستطيع تركيا أن تمنحك امتيازا في أرض مصر.
أرسل ديلسبس المخططات إلى القنصل الهولندي بمصر وكتب إلى القنصل في الإسكندرية، وطلب منه أن يقدم المخططات إلى عباس باشا خليفة محمد على، وأعيدت إليه مرة أخرى، إذ لم يكن عباس باشا مهتما بعمل أي إصلاحات أو تحسينات جديدة وكانت مصر قد قررت منذ فترة طويلة ألا تبني مثل هذه القناة.
يكشف الكتاب أن فرديناند ديلسبس كتب خطاب لمحمد سعيد باشا عبر توليه حكم مصر، وجاء الرد سريعا من مصر بأن عليه أن يأتي.