مارسيل بروست.. رحيل والدته كان الفاجعة الكبرى فى حياته وقاده للعزلة
تمر اليوم الذكرى الـ100 لرحيل الكاتب والروائي الفرنسي مارسيل بروست والذي رحل في مثل هذا اليوم الـ18 من نوفمبر 1922، والذي يعد أحد أبرز أعمدة الإبداع الروائي الفرنسي.
مارسيل بروست ولد في باريس عام 1871 هو ابن الأستاذ أدريان بروست طبيب الصحة العامة، وأمه تدعى هوجان فايل، عاش بروست منشغلًا ومهتمًا بالأدب والإبداع.
تعد رواية "البحث عن الزمن المفقود" هي واحدة من إحدى روائع الأدب العالمي، ففي الثاني عشر من نوفمبر عام 1913 أعلنت جريدة “لي طان” الفرنسية عن ظهور رواية "عند ناحية سوان"، لكنها لم تشر أبدًا إلى أن الرواية التي أصبحت أحد أشهر الأعمال الإبداعية في القرن العشرين رفضتها أغلب دور النشر.
تقول الناقدة والأكاديمية زينب عبدالعزيز عبر مقالها المنشور بمجلة العربي الكويتية في العدد 360 لعام 1988" يعد “بروست” واحدًا من أهم الكتاب الذين مازالت آثارهم تمتد على مجريات الرواية الحديثة مسارها حتى يومنا هذا، بفضل ما أضافه في مجال التعبير والحلم وتوارد الخواطر، وتتلخص أهمية المكانة التي يحتلها في أنه استطاع أن يفرض على القارئ عالمًا خياليًا أكثر واقعية من الواقع، تعبيرًا جديدًا عن الزمن التجميعي في ذهن الإنسان.
تلفت زينب عبد العزيز إلى أن أهم فترات حياة بروست الاجتماعية وأعنفها صراعًا تلك السنوات التي واكبت قضية الإفراج عن درايفوس، ذلك الضابط الفرنسي اليهودي الأصل الذي حوكم وسجن خمسة أعوام ثم أفرج عنه بفضل حملة اعلامية سياسية ودينية صاخبة، شغلت الراي العام الفرنسي وقسمته حتى التمزق.
كان مارسيل بروست قد انضم مؤيدا لهذه الحملة فيما بين 1898 و1899 ، ثم سافر إلى فينسيا ليدرس مذاهب القيم الجمالية هناك، وما أن عاد من إيطاليا حتى بدأت أحزانه بوفاة والدة وتوغلت الأحزان بوفاة والدته، تلك الأم التي سالوه ذات يوم وكان في الثالثة عشرة من عمره: "ماهو ابشع شيء يمكن أن يحدث لك وتعده قمة البؤس؟ فقال مندفعًا "أن افقد أمي!".
البحث عن الزمن المفقود ملحمة روائية جاءت عبر سبعة أجزاء هي عند ناحية سوان وصدرت عام 1913، وتسرد ذكريات الطفولة، "في ظل الفتيات المزدهرات" ويعبر فيها عن الجال الفني والموسيقي والأدبي من خلال المجتمع الارستقراطية الفرنسية، "ناحية جيرمانت عام 1920 يتعرض الأديب في هذا الجزء للمجال العاطفي والنفوذ الاجتماعي لتلك الشخصيات، "سودوم وجومور 1922 وهنا يتوغل الأديب أكثر في أعماق شخصياته ليعكس أخلاقيات ذلك المجتمع.
"السجينة" عام 1923 يتناول مشاعر الغيرة التي تدفع حاملها إلى تصرفات غير سوية حتى تأتي عليها، "الهاربة "وصدرت عام 1925 ويتضمن آراء الكاتب في قضية الموت وأثاره عبر ملكة عالم النسيان، العثور على الزمن المفقود عام 1927 وهو الجزء الأخير من الملحمة فيبوح الكاتب بآرائه الأساسية حول التناقض وخلاصة فكره عن الفن.