«السياحة العالمية»: السفر البطيء نمط جديد بديل عن السياحة الجماعية
قال الدكتور سعيد البطوطي، المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية وعضو مفوضية السفر الأوروبية، إن ظهور نمط السياحة البطيئة Slow Tourism (أو السفر البطيء Slow Travel) أصبح خيارا سياحيا بديلا عن السياحة الجماعية Mass Tourism، وهي جزء من عائلة أنماط السياحة المستدامة، حيث تختلف عن الأنماط السياحية التقليدية السائدة وتؤكد على زيادة الوعي الشخصي للسائح وتقليل التنقل واستغلال الوقت لاستكشاف التاريخ والثقافات المحلية، مع مراعاة كافة الأمور البيئية.
مبادئ السياحة البطيئة تتمثل فيما يلي:
• تقليل مسافات السفر
• تعظيم الوقت المتاح للرحلة
• استرخاء العقل
• الأكل في المطاعم المحلية
• التسوق في الأسواق المحلية أو مباشرة من المنتجين
• تعلم مهارات جديدة
• التقليل من الميكنة والتكنولوجيا
• تجربة الأصالة
• تقليل البصمة الكربونية.
وأكد البطوطي، في تصريحات صحفية، أن السياحة البطيئة يتم تشبيهها بفلسفة "الأكل البطيء" كما يهدف مؤيدو الطعام البطيء إلى ثقافة جديدة من الاستمتاع وتحسين الجودة في التغذية وفن الطهو، وفي النهاية إحداث تغيير في صناعة المواد الغذائية. نفس الشيء يمكن تحقيق السفر البطيء في الرفاهية والاستمتاع الهادئ بالأماكن الخارجية الرائعة وكذلك المدن من خلال التصميم الذاتي لمثالية العطلة الخاصة بالفرد والتباطؤ وإدراك تجارب الجودة بشكل مختلف والاستمتاع الهادئ بدلا من مجرد جمع الانطباعات - نمط حياة جديد في ظل عالم يزداد سرعة وحياة يومية أصبحت أكثر تعقيدا لذا فإن هذا النمط من السفر هو النمط المناسب الذي تصبح فيه أوقات التوقف المؤقت عن رتم الحياة السريع وإعادة التقييم والتنفس العميق أكثر قيمة.
وأضاف البطوطي أنه من خلال السفر البطيء يتم إعادة تعريف مجتمع التجربة، حيث يرمز إلى إعادة تقييم التجارب لذا، فإن السفر البطيء ليس بأي حال من الأحوال مجرد وسيلة للتعافي من ضغوط وتوتر الحالة الطبيعية المحمومة، من أجل الغوص مرة أخرى في الجنون بطاقة متجددة، ولكن هذا النمط الأكثر وعيا للاستهلاك الترفيهي مدفوع بالرغبة في النمو الشخصي، والذي يستمر في التأثير بعد التجربة البطيئة، تلك التجربة الفردية للسفر البطيء هي التي تزيد بشكل ملحوظ ومستدام من جودة حياة الفرد.
نتوقع ازدهار هذا النمط خلال السنوات القادمة للهروب من الأحداث المتسارعة التي تطارد الناس وتصيبهم بالتوتر المستمر والعصبية نتيجة للتطور الهائل الذي حدث في وسائل نقل المعلومات والتواصل والتفاعل مع كل ما يحدث في أي بقعة من العالم. ونتيجة لذلك نتوقع انحراف مؤشر النمو في نمط السياحة الثقافية مرة أخرى إلى أعلى، وزيادة الطلب على أنماط السياحة الريفية والبيئية والأنماط الطبيعية الأخرى.