في ذكرى وفاته..
سعيد الكفراوي: أعرف أن الموت يترصدني بعد رحيل من عشت معهم
تحل اليوم ذكرى رحيل القاص الكبير سعيد الكفراوي حيث رحل في مثل هذا اليوم من عام 2020، وكانت الدستور قد أجرت حوارًا لم ينشر معه، وفي هذا التقرير ننشر جزءً منه.
يقول سعيد الكفراوي: “أنتمى لقرية لم يعد باق منها شئ إلا ناسها، ولا شكلها القديم . مأساة أن يباد عالم رأيته رأى العين، وأنت ما تزال تعيش زمنك . فى قصة ( قصاص الأثر ) يصرخ بطلها ( غايتى أن أستحوذ على زمن يضيع ) وعبد الحكيم قاسم وخيرى شلبى ومحمد مستجاب وقبلهم يوسف أدريس وأنا جميعنا عشنا تلك الآزمنة المتراكمة للوعى الجماعى ، وذاكرتنا محتشدة بحركة الاسلاف وكثافة حضورهم فى الهياكل المتداعية للدور القديمة .. كما تعرف أنا عشت تلك الأيام ، وخبرت عز فقرها وحاجتها ، وعشت اعتزازها بروحها، انظر الى ماكتبة هؤلاء الكتاب الأماجد، كلهم يحاولون الحفاظ على ذاكرة تصنيع ،وبشر يذهبون للنسيان . تفنى المراحل ، وتفنى الدور ، والبشر يغيبهم النسيان لكنك سوف تجسدهم على الورق، كنت شغوفا بهم ، وكان يأخذنى الغرور ويأخذنى الغرور وأحلم بخلودهم على الورق، الآن كما تعرف القرية ليست هى عم الغنى البعض ، والاغلبية يعيشون على الستر . متغيرات فادحة فى زمن عم فيه الفساد والثروات الحرام”.
ويضيف: “أنا لم أنظر أبدا للموت باعتباره نهاية لحياتنا . تذكر أجدادك هؤلاء الذين بنوا تلك المقامات والتكايا والأضرحة، وتلك الأهرام الرهيبة لما بعد الحياة، أنا لا أخفى عليك. أنا أخاف من العدم إلى حد الرعب، ينظر المصريون للموت باعتباره استكمالا لمشوار الحياة . وكانت جدتى حين تعلمنى الحكمة تقول: يا ابنى الحياة أخرتها الموت وما دايم الا وجه الله، اعرف من زمن أن الموت يترصد خطاى بالذات بعد أن رحل من عشت بينهم عمرى ويأتونى الآن فى الاحلام يستحثونى على المجئ ان الحضور الآسر للموت فيما اكتبه اعتبره مواجهة لفناء يواجهك كان استاذ دوار الخراط رحمه الله فى دراسة كتبها عنى يقول: (إن التواجه والتفاعل بين النقائض من خصائص عمل الكاتب اساسه بين مواجهة الموت ، والانغماس فى طين الحياة المركب الخصيب). بالفعل إنها مواجهة بين الموت والحياة . ولقد قال يوما مونتانى (أن تبصر الموت هو تبصر للحرية)”.