سعيد الكفراوي: قصتي «مدينة الموت الجميل» كانت أيقونة.. وعشنا حقبة ضياع الآمال
تحل اليوم ذكرى رحيل القاص الكبير سعيد الكفراوي، حيث رحل في مثل هذا اليوم من عام 2020، وكانت “الدستور” قد أجرت حوارًا لم ينشر مع الكفراوي، وفي هذا التقرير ننشر جزءًا من الحوار..
تحدث الكفراوي عن قصته "مدينة الموت الجميل"، قائلا: "أنا أتذكر أنني كتبت هذه القصة في الستينيات، حين كان التجريب بين الكتاب، كانت قصة جيدة على مستوى البناء والمعنى دائما ما يذكرني بها الروائي الكبير بهاء طاهر، وأنا أعتبرت هذه القصة مثل أيقونة بسبب من مناخها الغامض. كانت عن سيدة عجوز تبحث عن بنتها التي غرقت بها سفينة. هل كانت البنت وهماً، والمرأة مخبولة طوال النص تعيش في مدينة للموت الجميل؟
أي جمال للموت أنا كتبته؟ وما هى تلك المجرة المنعزلة فى حديقة البيت على البحر؟ وذلك الراوي المحبوس في وحدة تبدو بلا نهاية؟ أنا لم أكن أسعى عندما كتبت هذه القصة لتأكيد إشارات رمزية، ولكن كانت هكذا أحوال الكتابة فى زمن الستينيات؟
وعن جيل الستينيات قال الكفراوي: "جئت في ذلك الزمن لأبحث عن كتاب هذا الجيل، وكانوا يعقدون جلساتهم على مقهى ريش، فى ندوة الراحل المؤسس نجيب محفوظ، أعرف من صحبك لهذه المقهى. وكان الروائي جمال الغيطاني، وجدتهم فى ذلك الزمن جماعة يمثلون وثبة مضاءة ضد الثابت، وكان أغلبهم قد جرب الاعتقال أكثر من مرة. وكانت ثورة يوليو وتجاوزاتها الفادحة قد نبهتهم التعامل مع الواقع باعتباره واقعاً سياسيا. كنا نعيش فى ذلك الوقت حقبة ضياع الآمال وهزيمة يونيو المروعة. وسطوة زعيم مهزوم حتى أذنيه وكنا نتحلق حول كاتب كبير نحبه ونقدره نأتي حاملين مخطوطات قصد منا فيأخذها يقرأها ويعيد مشفوعة برأيه.
ظلت حقبة ننتمى لها بسبب اهتمامها بالفقراء، وأننا كلنا تعلمنا فى مدارسها وآمنا بقيمتها عن العدالة الاجتماعية، والتحرر الوطني، ومقاومة الاستعمار، لكننا جميعا كنا نشكل معارضة لذلك الزعيم الذي استبدل ذاته بالأمة".