المستقبل للشمس.. الطاقة النظيفة وسيلة مصر فى تغيير قواعد لعبة المناخ
توسعت مصر خلال السنوات الماضية في إنشاء محطات الطاقة النظيفة (الشمس) وحين يواجه العالم في الوقت الحالي تغيرات مناخية تعبث بالجميع تشير الدراسات والأبحاث إلى أن الطاقة الشمسية تلعب دورًا هامًا في حرب المناخ.
أحد أهم المشاريع التي تعول مصر على أن تكون سببًا في مواجهة التقلبات المناخية، مشروع محطة الطاقة الشمسية بنبان في أسوان، والتي ليست الوحيدة فقد أنشأت مصر على مدار السنوات الماضية عددًا من محطات الطاقة الشمسية.
ويخدم مصر وقوعها ضمن الحزام الشمسي، ما جعل مشروعات الطاقة الشمسية تشهد طفرة واضحة في الآونة الحالية، ويرتفع بها متوسط الإشعاع الشمسي المباشر، وسبق وخصصت مصر نحو 7.650 ألف كيلومتر مربع من الأراضي لتنفيذ مشروعات للطاقة المتجددة، تستوعب قدرات تصل لنحو 35 ميجاوات من طاقة الرياح و55 جيجاوات من الطاقة الشمسية.
فكيف يسهم توسع مصر في مجال الطاقة الشمسية في الحد من التغيرات المناخية، وذلك تزامنًا مع مؤتمر المناخ كوب 27 الذي ينقعد في مدينة شرم الشيخ الآن؟ وما هي تأثيرات التغير المناخي على محطات الطاقة؟ "الدستور" أجابت على تلك الأسئلة في الملف التالي.
مجدي علام: "توسع مصر في الطاقة الشمسية للحد من التغيرات المناخية"
مجدي علام، مستشار برنامج المناخ العالمي، أوضح أن الطاقة الشمسية في مصر أحد أهم مصادر الطاقة النظيفة، مبينًا أن كل الطاقات المتجددة تصب في مصلحة التغير المناخي بشكل أو بآخر، سواء طاقة الشمس أو الرياح أو السد العالي.
وأشار إلى أن الطاقة النظيفة تشجع توليد الكهرباء وتشغيل المصانع وكذلك تحد من التأثيرات السلبية للتغير المناخي، مضيفًا: "ذلك ما تسعى إليه مصر خلال العاميين الماضيين، وهو التقليل من آثار استخدام الطاقة غير النظيفة والتي تسبب تغيرات مناخية حادة عبر استخدام طاقات متجددة أخرى".
وقال: "أزمة التغير المناخي في مصر والعالم بسبب استخدام البترول والفحم أو حرقهما، وهما المسبب الأول للتلوث والاحتباس الحراري والتغير المناخي وكذلك تغيير درجة حرارة الأرض، فالعالم لم يعرف الاحتباس الحراري قبل استخدامهما".
وأضاف: "حرق البترول والفحم أو استخدامهما، أدى إلى تسخين الصحاري والكرة الأرضية، وكذلك أزمات الجفاف وخسران أطنان من الغذاء وموت الكثير من الطيور الحية، وهو أمور زادت من حدة التغيرات المناخية وتواجهها مصر باستخدام الطاقة الشمسية النظيفة".
جولات في شرم للخلايا الشمسية
وبالأمس زار فريق من وزارة البيئة اليوم السبت بصحبة فريق من الاتحاد الأوروبي في مصر وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائيUNDP مركز المؤتمرات، والذي يقام فيه حاليًا مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ Cop27.
وتفقد الفريقان الخلايا الشمسية التي تم تنفيذها وبدعم من مشروع الخلايا الشمسية الصغيرة بالتعاون مع الحكومة المصرية، حيث يظهر هذا المشروع كيف يمكن لمدينة شرم الشيخ أن تصبح المحرك الرئيسي لانتقال الطاقة الخضراء في مصر، كما تم التحول نحو الطاقة الجديدة والمتجددة بالمطار وقاعة المؤتمرات.
خبير بيئي: "مصر تدرك أهمية قضية التغيرات المناخية لذلك تتوسع في الطاقة الشمسية"
أحمد فتحي، الخبير البيئي، أوضح أن مصر توسعت الأعوام الأخيرة في الطاقة الشمسية طبقًا للموارد الطبيعية الموجود بها، مثل الصحاري الشاسعة التي توضع فيها ألواح الطاقة الشمسية والمحطات الكبرى مثل بنبان في أسوان، والتي تخرج كميات ضخمة من الكهرباء.
وبين أن مصر تدرك أهمية قضية المناخ جيدًا، وأن مواجهتها تكون من خلال الاعتماد على الطاقة النظيفة مثل الشمس والرياح والتوسع في تلك القطاعات، مشيرًا إلى أن هناك طاقة تتعمد مصر توليدها من البيوجاز والهيدروجين لكونهم طاقات نظيفة، وبالرغم من أن تكلفة الاعتماد عليها مرتفعة إلا أن آثار التغيرات المناخية أكثر كلفة وخسائر منها.
ورأى أن الاتجاه إلى الطاقة النظيفة والمتجددة هو الحل الأمثل في الوقت الحالي لمواجهة التغيرات المناخية، مبينًا أن الطاقة المتجددة تقلل من حرق الوقود الأحفوري والفحم والبترول وهم المصدر الأساسي لارتفاع درجة حرارة الأرض والاحتباس الحراري والتغير المناخي.