رئيس الوزراء: مصر ضمن أكثر دول العالم جفافًا وتغير المناخ أدى لتفاقم التحديات
أكد د.مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، أن المياه كانت منذ بداية الكون الركيزة الأساسية لتطور الحضارات، فمصر "هبة النيل" كما قال هيرودوت إن الضغط المتزايد على الموارد المائية المتاحة ، أدى إلى وصول الجنس البشري إلى مرحلة حرجة تواجه فيها العديد من الدول تحديات ضخمة لتوفير الاحتياجات المائية الأساسية، مضيفاً أن تغير المناخ أدى بدوره إلى تفاقم التحديات الحالية ، لا سيما في البلدان التي تعاني من ندرة المياه ، بصورة أصبحت تؤثر بشكل سلبي خطير على السلم والأمن على المستويين الإقليمي والدولي.
وقال د.مصطفى مدبولي، إن تقرير حالة المناخ في إفريقيا لعام ٢٠٢١ قد أظهر حالة الإجهاد المائي، مقدراً بأنها تؤثر على حوالي ٢٥٠ مليون شخص في إفريقيا ، كما توقع التقرير أن يؤدي ذلك إلى نزوح ما يصل إلى 700 مليون شخص بحلول عام ٢٠٣٠ ، كما اعتبر التقرير أنه من غير المرجح أن تكون أربعة من أصل خمسة بلدان أفريقية قد تمكنت من إدارة موارد المياه على نحو مستدام بحلول عام ٢٠٣٠.
وقال د.مصطفى مدبولي في كلمته خلال الإنطلاق الرسمى لجناح المياه بمؤتمر المناخ COP27، "تُظهر الأزمة المتفاقمة التي تلوح في الأفق في منطقة القرن الأفريقي الجافة، كيف يمكن لتغير المناخ أن يؤدي إلى تفاقم ازمات المياه ، بما يهدد حياة مئات الآلاف من الأفراد ، ويزعزع إستقرار المجتمعات والبلدان والمناطق بأكملها".
وأضاف: كان مصير مصر أن تكون في قلب هذه التحديات الثلاثة المتشابكة "المياه والأمن الغذائي وتغير المناخ"، حيث تعد ضمن أكثر دول العالم جفافاً، إذ تعتمد على نهر النيل في توفير مواردها المائية المتجددة ويستفيد قطاع الزراعة بحوالي ٨٠٪ من هذه الموارد ، والذي يمثل مصدر الكسب الرئيسي لأكثر من ٦٠ مليون شخص يمثلون أكثر من نصف سكان مصر.
علاوة على ذلك، لفت رئيس الوزراء إلى أن دلتا نهر النيل تعدُ من أكثر المناطق المهددة عالميا والأكثر تأثراً بتغير المناخ ، الأمر الذي يفرض حتمية حماية المناطق الساحلية ، للحفاظ على سلامة المواطنين والاستثمارات القائمة سواء كانت صناعية أو زراعية أو سياحية ، وذلك بطريقة تدعم خطط التنمية المستقبلية.
أشار مدبولي خلال كلمته أنه بالنظر إلى ماسبق، فإن نجاح مناقشات اليوم يعتمد على القدرة الجماعية على تقديم مبادرات جادة وفعالة وقابلة للتنفيذ ، حيث أشار إلى أنه في إطار جهود الحكومة المصرية لمواجهة تغير المناخ وآثاره ، فإن مصر ستطلق مبادرة "العمل من أجل التكيف مع المياه والصمود"، داعيًا جميع الأطراف لدعمها من خلال الاستثمار فيها ووضعها موضع التنفيذ كنقطة انطلاق على المستوى الأفريقي.
واختتم رئيس الوزراء كلمته، قائلاً إنه لمن دواعي سروري في ضوء تواجد المشاركين في استضافة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بمراجعة منتصف المدة الشاملة لتنفيذ أهداف العقد الدولي للعمل، والمقرر عقده في مارس ٢٠٢٣، التأكيد على أن مصر من خلال أسبوع القاهرة للمياه في نٌسخه ٢٠٢١ و ٢٠٢٢، كانت على خارطة الطريق لمؤتمر الأمم المتحدة ٢٠٢٣، وقامت مصر في اسبوع القاهرة للمياه بتقديم دعوة للعمل الذي يستهدف التركيز على البلدان التي تعاني من ندرة المياه.