أصوات العصافير وطيور البرارى مهددة بالخطر بسبب التغيرات المناخية.. ما القصة؟
توصلت دراسة جديدة إلى أن الظروف الأكثر جفافا بسبب تغير المناخ قد تكون مسئولة عن إضعاف أصوات العصافير وطيور البراري، لأن أصوات العصافير لا تسافر لمسافات بعيدة في الهواء الجاف، وتغيرات المناخ، ويمكن أن يكون لذلك عواقب وخيمة على الطيور التي تحاول الدفاع عن أراضيها أو العثور على رفيق.
وتعد الدراسة، التي نشرت في مجلة «ساينس» العلمية، هي واحدة من أولى الدراسات التي تدرس الآثار الصوتية لتغير المناخ، كما يقول جاكوب جوب، عالم البيئة الصوتية.
وكشفت الدراسة عن أنه مع تقدم الاحتباس الحراري، من المتوقع أن يصبح الجفاف أكثر تواترا وشدة في البراري والمراعي عبر جنوب غرب الولايات المتحدة، وأراد فريق من الباحثين في جامعة أوكلاهوما معرفة كيف يمكن أن تؤثر هذه الظروف الجافة على طريقة تواصل الطيور؟.
لمعرفة ذلك، قام الباحثون بمحاكاة بيئة البراري داخل جهاز كمبيوتر، وملأها بطيور افتراضية، وتم منح كل طائر منطقة محددة، حيث سُمح له بالراحة أو الحركة أو الغناء، وكانت أصوات العصافير المحاكية محكومة بقواعد صوتية حقيقية، مما يعني أنها تنقل في الهواء الرطب لمسافة أبعد من الهواء الجاف، كما أن الطيور تغني بشكل أقل في الظروف الأكثر حرارة وجفافًا لتجنب الجفاف.
وأفاد الباحثون في علم البيئة والتطور بأن الطيور ذات الأراضي الكبيرة نسبيًا التي تغني بترددات متوسطة إلى عالية- مثل عصفور الجندب الموجود في أمريكا الشمالية- كانت أقل احتمالية لسماعها.
ويقترح الباحثون أن هذا ربما يرجع إلى أن الأصوات عالية التردد لا يمكن أن تنحني بسهولة حول الصخور والمنازل والأشياء الأخرى، حيث تميل أيضًا إلى التبديد بسرعة أكبر من الأصوات منخفضة التردد، لذلك يقلل الهواء الجاف من المسافة التي يمكن أن تنتقل بها تلك الموجات الصوتية.
يقول جيريمي روس، مؤلف الدراسة وعالم أحياء، إن الجفاف يمثل سيفًا ثلاثي الأطراف يتدلى فوق طيور البراري، ليس فقط لأنها قد تغنى أقل وتواجه صعوبة في سماع أغانيها، ولكن قد تضطر أيضًا إلى قضاء المزيد من الوقت في البحث عن الماء، مما يترك وقتًا أقل لإنشاء مناطق والعثور على رفقاء.